المنتدى :
السياحة والسفر
متحف الدوحة.. منارة الفن الإسلامي
متحف الدوحة يضع نهاية لهيمنة الغرب على المتاحف
برلين – إن التحول فى ميدان المتاحف فى أرجاء العالم لا يمكن إساءة تقديره، فهيمنة الغرب على هذا الميدان على مدى قرون طويلة من الزمن أوشكت على النهاية. وسوف يتحدث العالم بدءا من هذا العام عن متاحف فى منطقة الخليج ومقتنياتها النادرة وكثير منها لا يقدر بثمن.
إن المعلومات التى مصدرها منطقة الخليج فى الشرق الأوسط حول كل مشروع تحبس الأنفاس. دول ومدن ستتحول إلى مراكز للثقافة إلا أن سرعة إنجاز هذه المشاريع الثقافية التى تجرى فى منطقة الخليج لا يجاريها أحد فى العالم. لا يتعلق الأمر بتزيين هذه المدن بالتماثيل واستعراض ثرواتها وإنما بأن تصبح هذه المدن مكانا للمشاريع الثقافية وتتحول بشكل خاص إلى بيت للمتاحف. هذا التطور يحصل فى واحدة من مناطق العالم تملك البنية المناسبة لهذه المشاريع من صحراء وبحر وفى الصيف تصل فيها حرارة الجو إلى خمسين درجة مئوية.
فى منطقة الخليج التى تدين بالشكر فى غناها إلى النفط الموجود فى باطن أراضيها، سوف تنشئ فى السنوات القليلة القادمة مجموعة من المتاحف التى ستلفت الأنظار وأكثر من ذلك سيكون لها أثر فى كتابة تاريخ المتاحف. تتحدث وسائل الإعلام الغربية باستمرار عن قصص ألف ليلة وليلة وهذا خروج عن الواقع وسوف تصبح منطقة الخليج مهدا لمجموعة من أكبر وأعرق المتاحف فى العالم.
عندما جرى افتتاح معرض "متاحف القرن الـ21" فى متحف برجامون العريق فى برلين والذى نظمه عارض من مدينة بال السويسرية وسيقوم حتى عام 2011 بجولة فى أنحاء العالم، لم يكن بين المتاحف المشاركة أى متحف من منطقة الشرق الأوسط. وهكذا اقتصر المعرض على متاحف من أوروبا وأمريكا الشمالية واليابان وكذلك أستراليا التى تملك أثريات أكثر من أى دولة كانت خاضعة للاستعمار.
عند افتتاح المعرض فى برلين كانت الأشغال فى واحد من أهم مشاريع المتاحف فى الشرق الأوسط، متحف الفن الإسلامى بالدوحة عاصمة دولة قطر على وشك أن تنتهي. والمثير أن مصمم المبنى هو المهندس الصينى الأمريكى Ieoh Ming Pei"" الذى اكتسب شهرة عالمية بعدما صمم الجناح الشرقى للمتحف الوطنى الأمريكى فى واشنطن ومبنى متحف اللوفر فى باريس المصمم على شكل هرم ودخل بذلك التاريخ كأبرز المبدعين فى تصميم المباني.
سوف يجرى افتتاح متحف الفن الإسلامى فى الدوحة فى نوفمبر/تشرين الثانى القادم وتقدر تكاليفه بالمليارات ولذلك سيكون دون شك أهم متحف للفن الإسلامى فى العالم. فى هذه المناسبة صدر عن هيئة المتاحف فى الدوحة التى تترأسها الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، مجلد يحتوى على صور مثيرة عن متحف الفن الإسلامى ومقتنياته التى سيتسنى لجمهور عربى وعالمى رؤيتها فى القريب. عنوان المجلد"من قرطبة إلى سمرقند" وهو اسم يعبر عما يحويه المعرض من منظومة مذهلة من الآثار الإسلامية التى استغرق جمعها سنوات عديدة. وقد أقيم هذا المعرض لأول مرة فى متحف اللوفر فى باريس حيث قام بافتتاحه مطلع العام أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى والرئيس الفرنسى جاك شيراك. قامت هيئة متاحف قطر بإيفاد وفد عالى المستوى إلى الخارج للترويج للمتحف شملت الرحلة حتى اليوم مدن باريس ولندن ونيويورك وبرلين.
الأمر المثير للغرابة أن خبراء المتاحف فى العالم لم يشغلوا أنفسهم بما تجهزه منطقة الخليج من متاحف تثرى هذا الميدان. لقد تم تجاهل الفن الإسلامى لزمن طويل. فى هذا الوقت أصبحت منطقة الخليج من أبرز مراكز إنتاج الفن الإسلامي. سوف تصبح بالوسع مشاهدة أهم قطع الفن الإسلامى مثل التى يملكها اللورد كلايف أحد القادة الاستعماريين البريطانيين، فى متحف الفن الإسلامى فى الدوحة إلى جانب مجموعة نادرة جدا وقيمة من التحف التى كان المرء حتى وقت قصير يستبعد عرضها فى منطقة الشرق الأوسط. علاوة على ذلك سيتم العمل على تنظيم دراسات وأبحاث حول تاريخ الفن الإسلامي. بينما تحتضن الدوحة متحف الفن الإسلامى تحتضن أبو ظبى فرعا لمتحف اللوفر الفرنسي. من المبكر الحديث عن المبنى لكن التصميم الذى يوجد الآن فى الحاسوب الشخصى للمصمم Nouvel"" يحبس الأنفاس.
وكان هذا المهندس قد صمم مبنى معهد العالم العربى فى باريس مستخدما أشكالا هندسية من الشرق الإسلامى والغرب المسيحي. إلى جانب متحف اللوفر فى أبو ظبى يجرى إنشاء متاحف أخرى فى دبى أيضا. عصر العولمة جعل ذلك ممكنا ويرى كبار المهندسين أنه بوسعهم تحقيق مشاريعهم الكبيرة فى منطقة الخليج. سيجرى بناء متحف البحر فى أبو ظبى ومتحف الشيخ زايد الوطني"المهندس نورمان فوستر".
تبلغ مساحة متحف الفن الإسلامى فى الدوحة 35 ألف متر مربع نسبة 11 بالمئة منها لعرض المقتنيات. وسوف يكون هذا المتحف الأكبر من نوعه فى العالم. وقد صممه المهندس I.P.M بعدما استوحى تصميم مسجد ابن طولون فى القاهرة. سوف يبدأ عصر جديد للمتاحف يوم 22 نوفمبر/تشرين الثانى عند افتتاح متحف الفن الإسلامى فى الدوحة وسوف تسمع به مجموعة المتاحف التى تأسست فى الولايات المتحدة وأوروبا واليابان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. حتى لو كان الهدف هو اجتذاب السياح من أنحاء العالم فإنه يجب أن لا تغيب عن البال حقيقة أكيدة وهى أن متحف الفن الإسلامى فى الدوحة إضافة إلى مجموعة المتاحف التى يجرى إنشاؤها فى أبو ظبى سوف تغير ملامح ميدان المتاحف فى العالم بصورة جذرية.
سميرعواد - العرب أونلاين
|