المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
إدوار الخراط , طريق النسر , مركز الحضارة العربية , 2002
طريق النسر
ادوارد الخراط
"...تختفي عايدة السوداء, على ترجيعات موسيقى فيردي و القبو الفسيح يتخذ مقاييس انسانية , و يحل في اهاب عايدة مثولٌ للمجدلية, و من القبر تصعد تهليلات القيامة,و انا احيط بذراعيّ ظهرها الشامخ العريض,احيط بذراعيّ انوثة العالم, احيط جسم عايدة التي تهتز برفق على امواج المينا الشرقية الرقراقة , يهدر المحرك , يتقلب زبد الموج على الجانبين , تنصب دفقة المدفع على المبنى العريق المنيع و تسري في الجسم رعشة مع انطلاق الضربة و اصطفاق الموج و هتافات الالاف المحتشدين على رصيف الميناء , يتهاوى جدار راس التين و يرد المدفع الضخم من ربوة سيدي بشر و يتردد صدى القصف
المدوي في صمت المدينة المطبق المفاجيء تتلوه رشاشات من ابراج المنتزه كابية الحمرة ....وعلى الارض امام قصر الشتاء العتيد تهدر الجموع في جموح الاقتحام ,اولاد احمدات ينصبون من حواري بحري و الانفوشي يتهاوى السور الحديدي تحت اقدامهم. ذئاب البحر تعوي, شباك الصيادين المرفوعة على الرمال قد رتقت ثغراتها الايدي الصبور الدؤوب, يجلجل هدير الحشود المنتصرة اذ تتدفق على ردهات السراي العتيقة آلاف الاقدام الحافية او المنتعلة تغرق ارضياتها المفروشة بالسجاد العجمي الثمين , تحيط باعمدتها الرخامية اذرع مفتولة صوحتها شموس لا عداد لها في قلب البحر المفتوح, لا طلقات مدفع التكريم الاحدى و العشرين و لا اصطفاف الحرس و لا رفقة الثوار تصحب الخروج المشين للطاغية منتفخ الاوداج مصفد اليدين .انكسرت كبرياؤه , سترته البحرية البيضاء ملطخة بدماء الابرياء الذين قضوا في اوردي المنتزه و المعمورة او فقدوا اصابع ايديهم و بترت اقدامهم بفؤوس السخرة."
مقطع من رواية الاديب الكبير ادوارد خراط "طريق النسر" التي تروي احداث الحركة الوطنية الثورية في اسكندرية الاربعينات و ما يدور حولها من تاملات عن اقدار الوطن و التساؤلات عن معنى العدالة و الحقيقة و قيمة الثورة و سقوط الشهداء و دلالات الاستشهاد ...مصائر الشخصيات و علاقات الحب و شطحات الفنتازيا في غمار الكفاح الثوري و بين اسوار معتقلات ابو قير و هاكستيب و الطور
طريق النسر: على طريق الحلم بالحرية
الرابط
التعديل الأخير تم بواسطة معرفتي ; 18-07-08 الساعة 03:36 PM
|