وبشكل مفاجئ رفع بيل غيتس يده نهائياً عن إمبراطورية "مايكروسوفت" وقرر أن يغادرها في 27 يونيو الجاري ليصبح الرئيس غير التنفيذي لمجلس ادارة المجموعة ويتفرغ لمؤسسته الإنسانية. وفي الوقت ذاته يتسلم دفة القيادة صديقه المقرب ستيف بالمر صديقه منذ سنوات الدراسة في جامعة هارفارد والذي يعمل منذ حوالى 8 سنوات كرئيس تنفيذي لمايكروسوفت.
ورغم الانسحاب الذي غلفته الدموع والعواطف الجياشة، ورغم التأكيدات أن بيل غيتس قرر التفرغ للأعمال الإنسانية إلا أن ذلك الانسحاب يثير العديد من علامات التعجب، فقد ذهب
الإمبراطور طواعية وتخلى عن قيادة إمبراطوريته في وقت دقيق بالنسبة إلى المجموعة العملاقة التي تمر بظروف ليست على ما يرام كنموذج اقتصادي وبرامج ومنافسة وسط الكيانات والتكتلات التكنولوجية الاقتصادية العملاقة، وكان فشلها في شراء شركة "ياهو" صاحبة المرتبة الثانية عالميا في مجال الإعلانات على شبكة الانترنت، كان ذلك الفشل بمثابة الضربة المؤلمة التي قوّضت آمال الإمبراطورية العملاقة في استعادة النفوذ والسيطرة على مجال تكنولوجيا المعلومات واقتسام كعكة إعلانات الإنترنت التي تسير بخطى متسارعة للتربع على قمة سوق الإعلانات في العالم.
وبعد مفاوضات ماراثونية تلقت مايكروسوفت ضربة قاسية الأسبوع الماضي عندما أعلنت "ياهو" شراكة واسعة مع "غوغل" التي أصبحت المجموعة الأولى عالميا على شبكة الانترنت ووضعت حدا لمحادثاتها مع "مايكروسوفت" برفضها عرض ستيف بالمر لشراء محرك البحث "ياهو" فقط
من جانب آخر أشار الخبراء إلى أن مستقبل نظام التشغيل "ويندوز" الذي يشغل أكثر من 90 % من الحاسبات في العالم، وبرامج "اوفيس" وهما يشكلان المصدر الرئيس لدخل مايكروسوفت، أشار الخبراء إلى أن مستقبلاً غامضاً في انتظارهما بعد اشتداد المنافسة على الصعيد البرامجي وتوجيه العديد من الانتقادات لأنظمة وبرامج مايكروسوفت في الفترة الأخيرة وظهور كيانات جديدة تنتج
برامج أكثر سهولة وأقل كلفة وبعيدة من الروح الاحتكارية التي تعد أهم نقاط الضعف في مايكروسوفت. فنظام "ويندوز الجديد"، الذي صدر عام 2006 أثار الكثير من الانتقادات ولا يتقدم بالمستوى المطلوب، ولم يتم بيع أكثر من 150 مليون نسخة لان الكثير من الشركات تفضل الاحتفاظ بالنسخة السابقة اكس بي.
من جانب آخر فإن الخدمات الجديدة ليست غير مقنعة فحسب بالنسبة إلى"ويندوز اكس بي" بل تبين ان فيستا غير متجانسة مع كثير من البرامج. وهو الأمر الذي دفع "مايكروسوفت" وبشكل موقت لقبول مواصلة توفير خدمة ويندوز اكس بي لكن هذه الخطوة التي تحمل الكثير من التنازلات ستتوقف في 30 يونيو.وبدورها تواجه برامج "الأوفيس"، منافسة شرسة من برامج الانترنت المجانية مثل "ستار أوفيس" و"أوبن اوفيس". ويضاف إليها البرنامج الحر لمنافستها "آي بي ام" المعروف بـ"لوتوس سيمفوني".