كاتب الموضوع :
jen
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
(7)
كانت ايتن تجلس مع صديقتها سلمى فى غرفة الاولى .
-ماذا تقولين؟هل جننتى!
-لا لم اجن. هذا بالظبط ما سمعته.
-لا ريب انكى مخطئة.
-لست مخطئة. لماذا لا تصدقيننى؟ لقد ظهر موقف جمال الخسيس بكل وضوح.كم اخبرتك من قبل يا سلمى اننى لا احبه وان ابى منحه يدى فقط لانه يثق به لكن ها هو يظهر على حقيقته ولا يتورع عن فعل اى شىء لتحقيق مصلحته وهذا هو السلاح الذى سأستخدمه لارفض الزواج منه وفى هذه الحالة لن يستطيع ابى التفوه بحرف.
-هل اباكى متواطىء معه فى هذا الامر؟
قالت ايتن بسرعة وكأنها تخشى ان تتراجع عن اجاباتها:
-ابى ليس موافقا على هذا حتى اخر لحظة لكن اعتراضه كان خافتا وانا اعلم انه سيترك جمال يقوم بهذه الفعلة الحقيرة ليغطى على وفاة بسمة.
-وماذا تريدين ان تفعلى؟
-سأبلغ الشرطة بالطبع.
-هل جننت لتفعلى شيئا كهذا؟ انكى بذلك ستدخلين اباكى وخطيبك السجن وسيقفل مطعكما لاجل غير مسمى .
بدت الحيرة واضحة على وجه ايتن وهى تقول:
-اذا كيف اتصرف؟
-اقنعى اباكى الا يوافق جمال على فعلته هذه.
-ولكن جمال قوى الشخصية وابى يضعف امامه.
-لكن هذه نقود عمى وهو لن يسمح بات تصرف نقوده فى الحرام كما انكى ستقفين فى صف والدك وتهددين جمال بفضح امره ان لم يوافق على هذا.
-افترضى معى ان ابى لم يوافق واراد دفع الرشوة للضابط حتى يستقر سير المطعم.
-ولكنكى اخبرتينى توا ان اباكى ليس موافقا على هذا وقد سمعتيه وهو يتحسر على وفاة بسمة فكيف لن يوافق!!
- ولكن جمال لديه توكيل من ابى للتصرف فى المطعم اى يدخل فى نطاق هذا ايرادات المطعم ويمكنه ان يعطى الشرطى نقودا خلسة.
-لا ادرى ماذا اقول لكى لقد نفذت كل اجوبتى. انتى تعقدين الامر للغاية يا ايتن.
-لا ارجوكى لا تيأسى فكرى معى ماذا افعل؟
قالت سلمى بعد طول تفكير:
-اسمعى. اذهبى الى اباكى اولا واستشفى رأيه واعتقد انه سيساعدك فى هذا الامر. والدك رجل طيب يا ايتن ولن تهون عليه بسمة.
-حسنا. سأفعل ذلك.
(8)
اشارت شذى بيديها قائلة الى احد الجنود:
-تحفظ على هذه الكأس وابعثها حالا الى الطبيب الشرعى ليفحصها.
ثم توجهت الى احد العاملين بالمطعم قائلة:
-ارجوك اتصل بالشيف احمد ضرورى واجعله يأتى للمطعم لكى بتم استجوابه.
هنا تدخل العقيد اسامة فى الحديث قائلا:
-وما علاقة الشيف احمد بهذه القضية ايتها الرائد؟
التفتت شذى لتجد امامها العقيد اسامة عاقدا ساعديه امام صدره فأجابت:
-ايها العقيد. لقد عرفت معلومات خطيرة عن الشيف احمد وعلاقته ب.......
-لا وقت الان لهذه التفاهات ايتها الرائد.
اندهشت شذى للغاية وبدا تعبير وجهها كأنها تلقت لطمة على وجهها وقد بدا هذا واضحا فى صوتها الذى امتلأ بالعصبية والتوتر:
-تفاهات! ايها العقيد هذا هو صلب القضية.. الدافع.
-اى دافع! وهل توجد جريمة من اساسه حتى تبحثى عن الدافع؟ اسمعى ايتها الرائد نحن فى انتظار تقرير الطبيب الشرعى والذى سيكون بالتأكيد هادما لظنونك هذه.
- ولكن.......
- لا يوجد لكن الا تستطيعين ان تتخيلى الحياة وردية قليلا ؟ اكل وفاة يجب ان يكون ورائها جريمة قتل؟ انضجى قليلا ايتها الرائد انضجى.
وترك شذى وهى تكاد تموت من الغيظ..
اتجه العقيد اسامة بعد ان غابت شذى عن انظاره الى الجندى وناداه قائلا :
-تعالى يابنى اين هى الكأس التى اوصتك الرائد بايصالها للطبيب الشرعى؟
اخرج الجندى الكأس ءمن حقيبة بلاستيكية فى يده وقال:
-هاهى يا باشا.
-اعطها لى انا سأوصلها بنفسى اننى ذاهب الى هناك.
ناول الجندى الكأس للعقيد قائلا:
-تفضل يا باشا.
* ركب العقيد اسامة سيارته وفى طريقه الى منزله ترجل منها واتجه الى سلة مهملات قريبة والقى الكأس بها.
(9)
دقت ايتن باب مكتب والدها بالمطعم فرفع والدها رأسه عن الاوراق التى كان يراجعها ثم قال:
-تفضل بالدخول.
-ابى هل لديك دقيقة للحديث؟
-بالطبع يا ايتن اقتربى يا حبيبتى.
- اريد ان اتحدث معك فى موضوع خطير يا ابى.
-ماذا تريدين يا ابنتى؟
-لقد سمعتك انت وجمال وانتما تتفقان على رشوة ذلك الضابط حتى يزور تقرير الطبيب الشرعى.
انتفض الاب من مجلسه وهو يقول :
-ماذا!!
-نعم يا ابى. كيف توافق على شىء بشع كهذا؟ارخيص دم بسمة الى هذا الحد؟ اليس هذه ابنتك مثلى يا ابى! اكنت ترضى ان يحدث لى مثلما حدث لها!
جفف اسعد النادى عرقه الغزير الذى تساقط على جبينه وهو يقوم من مجلسه ليقترب من ابنته ويقول:
-لا لا تقولى هذا يا ابنتى ولكن ان كنت قد سمعتى فاذن انتى تعلمين اننى لم اوافق على هذا.
- ولم تعترض ايضا روتركت لجمال حرية التصرف اليس كذلك؟
- ولكن يا ابنتى.....
-ابى لماذا تجعله يسيطر عليك؟ الا تدرك كم هو خسيس هذا الرجل! الرجل الذى يفعل هذا لتحقيق هدفه هو رجل لا تأتمنه على مالك ولا على ابنتك. اننى سأتركه يا ابى سواء شئت ام ابيت واعتقد ان لى الحق فى هذا اما بالنسبة لقضية الرشوة فاما تخبره انت بعدم فعل ذلك او اخبره انا .
-حسنا حسنا يا ابنتى لكى ما تريدينه.
ثم ضغط على زر على مكتبه وقال: ابعثى لى بجمال يا سوزان.
وبعد دقائق قليلة ظهر جمال وعلى وجهه ابتسامة عريضة واتجه نحو ايتن محاولا تلثيم يديها الا انها ابتعدت عنه فى اشمئزاز فتغيرت ملامح وجهه ونظر لاسعد النادى متسائلا:
-ماذا حدث؟
تطلعت اليه ايتن بشماتة قائلة:
- اسأل نفسك ايها العفيف.
قال اسعد النادى بصوت خفيض:
- لقد سمعت ايتن كل مادار بيننا بشأن رشوة الظابط وهى لا تريد فعل ذلك وانا ايضا لا اريد وانا افضل ان اخسر فى المطعم على ان اخسر صفاء ضميرى وفخر ابنتى بى.
فكر جمال فى المر كثيرا ثم قال بلهجة غير مقنعة وبمرح زائف:
-حسنا طالما هذا ما تريده اميرتنا فلينفذ.
اقتربت منه ايتن فحسبها جمال قد لانت وجاءت لتعتذر له عما فعلته فى البداية لكنه فوجىء بها تفتح يده وتضع بها دبلته قائلة:
-لقد كنت دوما امقتك ولم استطع الخلاص منك بسبب ابى لكنك قدمت لى الخلاص على طبق من فضة حتى ابى لم يستطع ان يعارض انفصالى عنك لانه الان يعلم اى انسان حقير انت.
ثم اتجهت نحو الباب بخطى واسعة ثم خرجت وصفعت الباب ورائها.
(10)
كان العقيد اسامة واقفا فى مكان مقفر مظلم منتظرا قدوم جمال فؤاد الذى اعطاه موعدا فى هذا المكان واخيرا لاحت اضواء سيارة قادمة من بعيد ثم توقفت على بعد مترين من العقيد اسامة الذى اتجه نحو السيارة التى ترجل منها جمال وسلم على اسامة الذى تساءل :
-لماذا طلبت ان يكون اللقاء فى هذا المكان المقفر؟ لماذا لم يكن فى المطعم ؟
-لان هذا الامر يتم دون علم اسعد .
-كيف هذا؟ لقد اتفقنا على كل شىء معا .
-نعم لكن ابنته عرفت وغرزت فى بذور الحنان والشرف فلم يقبل ان يفعل ذلك .
-اذا كيف اتيت بهذه الاموال ؟
-اننى انا مدير المطعم واستطيع سحب بعض الاموال دون ان يدرى احد عنها شىء لان لا احد يراجع ورائى .
-قل لى لماذا تهتم بمصلحة المطعم هكذا اذا كان صاحب المطعم نفسه لم يهتم بالخسارة ؟
- لان مصلحة المطعم من مصلحتى ويكفى هذا الجواب والان ها هى النقود هيا استخرج ذلك التقرير الذى يتيح لنا فتح المطعم ثانية ودون مشاكل .
(11)
ايها العقيد هل يمكننى الدخول؟
ابتسم العقيد اسامة لان شذى تذكرت هذه المرة طرقت الباب قبل دخولها وقال :
-تفضلى ايتها الرائد
- ما هذه الاخبار التى سمعتها ايها العقيد ؟ هل صحيح انك قد اقفلت القضية ؟
-نعم هذا صحيح .
-ولكن كيف؟
-ماذا تعنين؟
-الكأس التى شربت منها تلك النادلة هذا دليل مهم . لقد عرجت اليوم على الطبيب الشرعى وقد اكد لي انه لم يحصل على اى ادلة فى هذه القضية .
ظهر غضب اسامة واضحا جليا فى كلماته .
-عرجتى عليه من دون اذنى !
-وهل يحتاج العمل الى اذن ايها العقيد !
-عندما تعملين تحت امرتى نعم .
قالت شذى فى تهكم:
-اعمل تحت امرتك!اعذرنى ايها العقيد اننى لا اعمل تحت امرة احد اننى اعمل تحت امرة القانون لتحقيق العدالة.
كشف وجه اسامة عن ضحكة واسعة مليئة بالسخرية وهو يقول :
-عدالة ! ارجوكى دعكى من هذا الكلام النظرى الذى تعلمتيه فى الكلية وانظرى الى الواقع حولك .
-هذا بالظبط ما افعله فانا اطبق ما درست هذا الكأس كان الدليل الوحيد حول شكوكنا فى تعرضها لجرعة من السموم ادت لوفاتها .
-هل انتى الطبيب الشرعى ام ماذا؟
-لقد اخبرنا الجميع انها لا تتناول المخدرات .
-كما اخبرونا ايضا انها كانت محبوبة من قبل جميع العاملين ولم يكن احد يحمل لها ضغينة .
-وهذا لا يكفى كدليل لعدم كون القضية جريمة قتل فلا احد يعرف ما فى القلوب سوى الله وحده .
-اسمعى ايتها الرائد ولا تجادليننى فى هذا لقد اقفلت القضية .
-على اى اساس ؟
-على اساس انها لديها حساسية مفرطة نحو الفستق والطعام الذى تناولته هذه الليلة كان يحتوى على زيت الفستق .
-اهذا هو ما ورد فى تقرير الطبيب الشرعى ؟
- نعم هذا هو ما ورد فى تقرير الطبيب الشرعى .
بدا على وجهها تردد وحيرة وهى تقول :
-ولكن .....
- لكن ماذا ؟
-اننى غير مقتنعة فهذه الكأس لو كان تم فحصها ووجد فيها السموم التى اعتقد فى وجودها لكان هذا علامة صريحة على انها جريمة قتل . اين هى الكأس ؟
-لا اعلم .
-ايها العقيد لو لم تخبرنى بمكان الكأس سأضطر لابلاغ النائب العام باخفاءك ادلة قد تعطل سير القضية .
-هل تهددينى ايتها الوقحة ؟
-من فضلك ايها العق....
-صمتا اننى لا املك هذه الكأس .
-ولكنك اخذتها .
-لم اخذ شىء .
-الجندى اخبرنى انك اخذتها منه .
-هل تكذبيننى وتصدقين جندى متهور اضاع الكأس . اسمعى اننى لم اخذ شىء ولا املك شىء والان من فضلك اذهبى الى مكتبك ولا اريد رؤية وجهك هذا لبقية اليوم.
- ماذا ! ما هذ....
-الى مكتبك ايتها الرائد.
(12)
-مبروك يا ايتن لقد فتح المطعم ابوابه من جديد . وعندما لم تتلقى سلمى جوابا من ايتن التى بدا على وجهها الشرود والحزن والقلق فى نفس الوقت قالت:
-ماذا بكى؟ لماذا لا اراكى سعيدة؟
-هل لهذا علاقة بانفصالك عن جمال؟
ادارت ايتن رأسها يمينا ويسارا وكأنها تطرد الفكرة من رأسها قائلة:
-لا بالطبع لقد تمنيت هذا منذ زمن بعيد.
- اذن ماذا بكى؟
- كل ما فى المر اننى غير مقتنعة ان بسمة ماتت بسبب الحساسية يبدو لى عذر سخيف للغاية .
- وما ادراكى انها الحقيقة؟
-ماذا تعنين؟
-اننى اخشى ان يكون جمال قد اعطى الضابط النقود من ورائنا خاصة اننى ارى الرائد التى كانت معه منذ يومين وهى تتردد على شادى وكأنهما يخططان لشيئا ما .
-ماذا تريدين ان تقولى ؟
-لا ادرى ولكننى اشعر بأن هذه الرائد غير مقتنعة بقفل القضية هكذا وكـأنها تريد فتح ملف القضية ثانية خاصة وقد مررت من جانبهم منذ قليل وسمعتهم يتحدثون عن علاقة الشيف احمد ببسمة.
-هل تعتقدين انه هو وراء كل هذا؟
-من يدرى؟ ربما يكون هو.
-يا الهى!
(يتبع)
-
-
التعديل الأخير تم بواسطة jen ; 27-09-08 الساعة 05:37 AM
|