سماتك الشخصية يمكن أن تحدد حياتك الصحية
هل يمكن للسمات الشخصية التي تتمتَّع بها أن تحدِّد حالتك الصحية وأن تتنبَّأ بالأمراض التي يمكن أن تصاب بها في المستقبل؟
بيَّنت دراسة علمية حديثة أنَّ شخصية المرء يمكن أن يكون لها دور أساسي في تحديد الحالة الصحية للمرء في المستقبل.
وقام الخبراء بتحديد الأنواع المختلفة من الشخصيات والمشاكل الصحية التي ترتبط بكل نوع منها.
الشخص المندفع
يمكن أن يعتقد الكثير من الناس أنه عندما نذكر شخصية الشخص المندفع أو المتهوِّر فإنَّنا نذكر أنَّ مشاكله الصحية مرتبطة بالحوادث وأنه يكون أكثر عرضة من غيره لأن يقع ضحية حوادث طائشة.
ولكن الخطر الأكبر الذي يمكن أن تتعرَّض له هذه الفئة هو القرحة المعدية.
وقام باحثون من المعهد الصحي الفنلندي بدراسة أكثر من أربعة آلاف شخص وتبيَّن أنَّ الأشخاص الذين يتمتَّعون بشخصية مندفعة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالقرحة المعدية بنسبة الضعف بالمقارنة مع غيرهم من الناس.
ويعتقد الخبراء أنَّ الشخص المندفع يميل جسمه إلى التعامل مع حالات التوتر والإجهاد النفسي بإفراز نسب أعلى من تلك الطبيعية من مادة الحمض في المعدة مما يزيد من احتمال الإصابة بمرض القرحة المعدية.
كما أكَّد بحث أجرته University of Wales أنَّ الشخصية المندفعة يمكن أن تؤثِّر وبشكل كبير على قدرة الشخص على التحكم في كمية الطعام التي يتناولها.
الشخص القلق
يعتبر الأشخاص الذين يتَّسمون بالقلق أنهم عرضة أكثر بثلاث مرات للإصابة بارتفاع ضغط الدم بالمقارنة مع الأشخاص غير القلقين.
وبيَّنت دراسة أجرتها جامعة Northern Arizona University في الولايات المتحدة أنَّ الهرمون المرتبط بالإجهاد النفسي يمكن أن يكون هو السبب الأساسي الذي يتسبب في ارتفاع ضغط الدم لدى هؤلاء الأشخاص.
فيما كانت النساء اللواتي يعانين من الرهاب والخوف الشديد كالخوف البالغ من المرتفعات مثلاً؛ أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى أنهن كنَّ أكثر عرضة أيضاً للإصابة بالكولسترول.
إلى جانب أنَّ معظم الذين ينتمون إلى هذا النوع من الشخصية تكون تصرفاتهم متشابهة حيث إنَّ عادة التدخين تكون السائدة بينهم.
الشخص العدواني
بيَّنت العديد من الدراسات أنَّ الشخص العدواني يكون أكثر عرضة للإصابة بحالات صحية خطيرة.
وقال الخبراء إنَّ معظم الأشخاص الذين يعانون من مرض تصلُّب الشرايين- في الدراسة التي أجرتها جامعة اسكتلندية- كانوا يتمتَّعون بشخصية عدوانية.
وأجرت هذه الدراسة تجاربها على أكثر من ألفين رجل وامرأة وتأكدوا أنَّ الذين يتميزون بشخصيتهم العدوانية كانوا يعانون من تصلُّب الشرايين.
كما أكدت الدراسة أنَّ هؤلاء الأشخاص يمكن أن يعانوا أيضاً من أمراض القلب أكثر من غيرهم إلى جانب أنهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات.
إلى ذلك فإنَّ الأشخاص العدوانيين يتفاعلون مع الضغوطات التي تواجههم بطريقة شديدة وعدوانية سواءً من الناحية الفزيولوجية أم النفسية، الأمر الذي يرفع من مستوى ضغط الدم لديهم ويزيد من معدلات ضربات القلب وبالتالي فإنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين.
والنوع العدواني يمكن أن يأخذ جسمه فترات أطول ليشفى من الجروح البسيطة.
إذ قامت دراسة أمريكية بمراقبة الجروح البسيطة على أيدي مجموعة من الأشخاص المتطوِّعين والذين يتمتعون بصحة جيدة.
وبعد مرور أربعة أيام على الجروح تبيَّن أنَّ 30 في المئة فقط من جروح الذين يتمتعون بشخصية عدوانية كانت قد شفيت في حين إنَّ جروح الأشخاص غير العدوانيين كانت قد شفيت بنسبة 70 في المئة.
ولا تتوقَّف أمراض الشخص العدواني هنا بل إنه يكون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
الشخص الخجول
يميل الشخص الخجول الذي يسعى إلى تجنُّب الاختلاط الاجتماعي إلى الإصابة بالأمراض ذات المنشأ الفيروسي.
وفي الدراسات التي أجريت على الحيوانات تبيَّن أنَّ العقد اللمفاوية الواقية كانت فعالة أكثر لدى الصنف الاجتماعي بالمقارنة مع الأصناف الخجولة.
وأوضح الخبراء أنَّ العقد اللمفاوية تعتبر جزءاً رئيسياً من جهاز المناعة لدى الجسم بالإضافة إلى أنها تساعد على تدمير الجراثيم المؤذية كالفيروسات المسببة لنزلات البرد البسيطة والبكتيريا.
الشخص ذو الضمير الحي
تعتبر هذه السمة من أكثر السمات الشخصية التي يمكن أن تتمتَّع بحياة أطول وأكثر صحة.
وبحسب ما بيَّنته دراسة أجرتها جامعة University of California في الولايات المتحدة أنَّ هذه السمة لها تأثير مهم للغاية على زيادة احتمال إطالة عمر الشخص الذي يتمتَّع بها.
كما أنَّ الشخص الذي يتَّسم بالضمير الحي والواعي يعيش حياة صحية نوعاً ما وتكون نسب ضغط الدم لديه منخفضة إلى جانب أنَّ مستوى الكولسترول في الدم لديه يكون منخفضاً أيضاً.
ويعتقد الخبراء أنَّ الأشخاص الذين يتمتَّعون بضمائر حية يميلون إلى تجنب المجازفات غير السليمة وبالتالي فإنَّ نفسيتهم تكون نوعاً ما مرتاحة إلى جانب أنهم يميلون إلى تبنِّي سلوكيات صحية.
الشخص المتفائل
إنَّ الأشخاص الذين ينظرون في معظم الأحيان إلى الجوانب الإيجابية في الحياة يمكن أن يزيدوا من احتمال إطالة أعمارهم بنسبة سبع سنوات بالمقارنة مع الذين يميلون إلى النظر إلى الأمور من زاوية سلبية.
وقال الخبراء من جامعة Wageningen University الهولندية إنَّ الأبحاث التي أجروها على ألف شخص متطوِّع أظهرت أنَّ الذين يتمتعون بشخصية متفائلة كانوا أكثر صحة بالمقارنة مع غيرهم.
إلى جانب أنهم ومن خلال شخصيتهم هذه كانوا قد رفعوا من احتمال إطالة عمرهم بنسبة 55 في المئة بالمقارنة مع الأشخاص المتشائمين.
وقد ربط الخبراء بين الشخصية المتفائلة وطريقة تعاملها مع الحياة.
وأشاروا إلى أنَّ مستوى هرمون الكولسترول وهو الهرمون المرتبط بالإجهاد النفسي والتوتر؛ يكون متدنياًَ نسبياً لدى الأشخاص المتفائلين.
الشخص المتشائم
إنَّ الأشخاص الذين يتوقَّعون الأسوأ دائماً يمكن أن يعانوا من الحالات الصحية السيئة.
إذ بيَّنت الدراسات أنَّ الأشخاص المتشائمين دائماً والذين لا يرون أبداً النواحي الإيجابية في الحياة يمكن أن ينقصوا من عمرهم بنسبة 19 في المئة.
هذا وإنَّ هؤلاء الأشخاص يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمرض الباركنسون في المستقبل.
وقال الدكتور جيمس باور: "من خلال الدراسات التي أجريناها تبيَّن أنَّ هناك علاقة قوية بين الشخصية التشاؤمية ومرض الباركنسون ولكن السبب الرئيسي الذي يمكن أن يربط هذين الأمرين مايزال غير واضح تماماً".
28-06-08, 06:59 PM
قلق .. عدواني أم خجول؟
جديد مواضيع قسم علم النفس , دراسات علم النفس , كتب علم النفس , ابحاث علم النفس
العرض العادي
