المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
قلب من الماس
إهـــداء
الـى الـوردة الـحـمـراء الـمـتـألـقـة ..
الـتـي تـحـيـا فـي ربـوع الـحـيـاة الـخـضـراء ..
الـى هـمـسـات الـنـسـيـم الـحـائـر .. الـمـحـلـق فـي سـمـاء الـخـيـال الأبـدي ..
حـامـلاً مـعـه ذلـك الاسـم الـخـالـد .. الـمـلـحـن عـلـى قـيـثـارة الـغـمـوض ..
لـيـعـلـو و يـسـمـو عـلـى أطـيـاف الـحـلـم الـراحـل ..
بـيـن نـجـوم الـواقـع الـزائـل ..
قلب من الماس
عيادة العلاج الالكتروني .. اليوم الثالث من شهر ابريل عام 2127م استمر الكمبيوتر في الفحص ، و هو يتك
كأنه بندول الايقاع الموسيقس ، و كان المريض يرقد عارياً فوق الأركية من الجلد الوثير ، منتظراً نهاية الفحص ..
كانت تمر فوق جسمه مجموعة من الآلات الطبية البلورية التي تتحرك إلكترونيا ، مسجلة مجموعة من البيانات المختلفة
الالوان فوق عدة شاشات منتشرة في أنحاء الغرفة .. كانت الاجهزة و المعدات تدار إلكترونياً .. اخيراً ..
طرقت أذني المريض تلك الدقات الرتيبة التي تعلن انتهاء الفحص .. صدر من الكمبيوتر صوت آلي أجش ،
و بدت على شاشته الملونه مجموعة من المعلومات مع صورة من داخل جسم المريض ..
_أرى هنا أن ضغطك أقل من الطبيعي .. و أنك تشكو كسلاً في القلب ..أضف إلى هذا أن
حالتك النفسية أقل مما يجب يا رقم (20243) .. أنت في حاجة إلى راحة طويلة ،
فأين ستذهب لقضاء إجازتك ؟ ..
أجاب المريض في ارهاق :
_لست أدري .. وبصراحة لقد سئمت كل هذه المصايف .. ثم إنني أنجز عملاً في محطة المريخ الفضائية .
عاد الكمبيوتر الطبي يتحدث بذلك الصوت العميق ، الذي بدا كأنه يأتي من كل مكان بالغرفة :
_يجب أن تسافر الى مكان آخر ، فالبقاء في الفضاء مدة طويلة مرهق للأعصاب يجب أن تغير البيئة و الناس
والأماكن .. إن قليلا من الحب يساوي الكثير في حالتك ..
أجاب المريض بضعف :
_سأفكر في نصيحتك هذه ..فأنا أحيا بلا غد ٍ .. بلا عمق .. بلا هدف .
رد الصوت الآتي الأجش في لهجة آمرة :
سأكتبها لك بعتبارها دواءً .. وعليك الألتزام بها بوصفها أوامر الطبيب .
كانت المدينة تمتد أمامه بلا نهاية ، ويلفها ضباب خفي ، فتبدو كمدينة تحت الماء ، برغم شلالات الضياء التي
تنبعث من مكان مجهول .. كان يحاول في إجهاد أن يفهم حقيقة ما يدور حوله من أشياء يراها ولا يستطيع
تفسيرها ..و فجأة سمع صوتاً ينادي اسمه ، فأخذ يتلفت حوله مبهوراً من العجب ..
من يعرفه في هذه المدينة الغريبة ؟ .. و رآها تختفي وراء إحدى الاشجار الضخمة وتشير إليه أن يقترب منها
.. كانت الفتاة طويلة هيفاء ، وشعرها بني ذو لمعان أحمر و عيناها زرقاوان واسعتان ، ترتدي ثوباً يبرز
جمالها .. أخذ يتأمل وجهها الرائع ملياً .. وانتابه شعور غامض .. طيف أم يقظة مشوبة بغرابة ..
كانت مخلوقة رائعة الجمال ، غارقة في النور ، والبهاء ، والفتنة ..
سألها هامساً : من أنت ؟
_وهل هذا يهم ؟ ..فقط دعنا نتمتع باللحظات الحاضرة ..
غادرا المكان متشابكي الأيدي ، كان يحدق فيها متشوقا لسماع كلامها العذب بقلب واجف .. تابعا طريقهما
نحو جسر بلوري في أطراف المدينة على ضفاف النهر .. ما أحلى العزلة و هي بجانبه تتمايل خصلات
شعرها الداكن .. و عيناها الزرقاوان تتألقان كفيروزتي شديدتي الصفاء .. تحدق في وجهه و تطيل
نظراتها الساحرة ويترنح الاحساس العذب .. ويتذبذب متحولاً الى شعور جارف .. و تنفجر عاطفة
الحب في أعماقه بكل عنف .. همس لها بصوت متهدج : أحبك ..
إستدارت إليه في فزع :
_اصمت .. هذه الكلمة ممنوعة هنا ..
وعادت تبتسم في اشفاق
_آسفة .. لقد نسيت أنك غريب عن هذه المدينة .. إن الحب ممنوع هنا ..
أجاب في دهشة :
_كيف يمنعون هذا السحر الأكبر الذي لا يقبل التفسير .. سر الحياة الأخيرة ؟
قالت في تؤدة :
_هذه المدينة تخضع تماماً للآلة .. العواطف البشرية كلها ممنوعة فهي دليل الضعف ، ويجب التغلب عليها ..
لأنها تقرب بين البشر ، ونحن هنا عبيد للآلات ..
لم يستطيع الكلام .. توقف السؤال عد طرف لسانه .. كانت تتكئ على سور الجسر البلوري ..
وهي تشرح له :
_هذه المدينة تحكمها آلة هائلة .. كمبيوتر .. تمتد فروعه الى كل مكان .. تراقب السكان ليل نهار ..
وهناك قانون يمنع العواطف البشرية ، خاصةً ..
صمتت للحظات .. و قالت هامسة :
_خاصة الحب .. وإلا أحيل للشرطة الآلية ..
سألها في دهشة :
_و لكن الانسان لا يشعر بكيانه ..بوجوده .. إلا عندما يتم الاحساس بتبادل الحب ..ذلك الفيض من
المشاعر .. هذا التغير الذي تتماوج فيه كل الألوان .. التوهج الذي يضيءالروح .. إنه
قطعته في توسل ، و هي تضع يدها في رقه على فمه :
_أرجوك .. إن هذا الكلام يعرضنا للعقاب .. تعال نتحدث عند شاطيء النهر القريب .. هناك سر أريد إطلاعك عليه ..
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة black rose ; 26-06-08 الساعة 12:26 AM
|