المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
لاجئ في مخابئ الزمن - كاملة
السلام عليكم أقدم لكم هذه القصة التي أتمنى أن تعجبكم بعنوان :
ـ لاجئ في مخابئ الزمن ـ
بينما كنت أسترسل بنظري بين دفتي كتابي القديم ذي الوريقات الصفراء تحت ضوء خافت يمرق على أحرف الكتاب..يُظهر بعض من كلماته وبعضها يختبئ ،فلا أراه فأحرك السراج يمنه ويسره لعله يطلعني على بقية الكلمات التي تكسي أسطر الكتاب فتبدو وتظهر لتقضم عيناي معناها المندثر بين أحرفها فتتمتع النفس ويزهو الخاطر عندما يصل إليّ تعبيرعن موضوع شيق يمس حلم النفس ومبتغاها . أحببت القراءة ؛ فقرأت في كل كتاب يحوي المعنى اللغوي الرفيع الذي يزخر بالثقافه الجمة.
إذ بأصوات مزعجه وصرخات تقترب تحملها حبيبات الهواء لتزعج أذني ، وبعد لحظات إذ بأقدام تهرول نحونا ، وبسرعة لست أدري كيف حدث ؟ وماذا جرى؟ منتدى ليلاس الثقافي
إذ أحدث بعضهم قرعاً شديداً على الباب ، ففزعت ثم دوت طلقات ناريه هبت في أنحاء القرية . ففزع من في المنزل جميعاً وقبل أن تصل الأيدي الشرسه لتقتحم الباب وتحطمه . صرخت بأعلى صوتي تجاه من في المنزل ، هيا اهربوا من النوافذ الخلفية وأسرعوا ومن ثم أختبئوا بين الأشجار هيا . ومازالت صرخاتهم ومحاولاتهم لفتح الباب ودفعه وسحبه من الحائط مستمرة ، وعندما برق ضوء الشمس من خلال فتحات برزت بين الباب والحائط أخذت تكبر شيئاً فشيئاً عندها عرفت إن نهايتي قد اقتربت ، فأخذ الخوف يصّرخ في داخلي ويمزق أحشائي ويبث سمومه في جسدي ، والعرق يتصبب والفزع اقتلع قلبي من جذوره وتركه عرضة للصدأ والألم ، فرفعت رأسي وتسمرت عيناي على الباب فبدأت أعصر فكري ، أين سأذهب وفي أي مكان ألوذ ؟ آه قدماي لا تستطيع الحراك والهرب .
ماذا أعمل ؟ وبينما أستدير برأسي في أرجاء المنزل وقع نظري على خزانة الملابس من الخشب القديم فتكومت فيها وأغلقتها بإحكام شديد ، وبعدها سكنت حركتي داخلها والتف وانطوى جسمي فيها باستسلام .
عندها فقط ولله الحمد كسر الباب وزجت أقدام كثيره تبعثرهذا وتضرب هذا وصراخّهم وضربات مسدساتهم تُطلق هنا وهناك حتى أشعلوا حريقاً عرفت ذلك من رائحة الدخان التي لامست أنفي ، فصرخت في داخلي رعباً وخوفاً . وبعد لحظات رحلوا . حيث لم أسمع أي حركه لهم لكن الرائحة تزداد وكأنها تقترب مني ، ماذا أعمل ؟ كيف الخروج من هذا المأزق ؟ من سيفتح لي؟ فأخذت أقاوم ، وأضرب بقدمي أحد أطراف الخزانة ، وبدأت أشعر بسعال يجيش في حلقي
فأخذت أضرب ، وأضرب ، وازدادت الرائحة والسعال الحاد مزق حنجرتي .
وفجأة وجدت قلم رأسه حاد في جيبي قطفته بسرعه وحاولت الحفرعلى طرف أحد أبواب الخزانة والعرق يتصبب وعضلاتي مشدودة .
الخوف ومعانقة الحياة تصارعني ، فأزيد في الضرب إلى أن أحدثت خدشاً في إحداها ، ثم شيئاً فشيئاً تسلل النور من خلال ثقب ضيق ضحك أمام ناظري ، بعد جهد جهيد بدأت أتنفس الصعداء خرجت وبحثت هنا وهناك . لا أثر لأحد ، عندها اجتاحني شعور بالغربه..آه . فحفرت دمعتي طريقاً لها على خدي ، إذ بالنار قضمت كل شيء . جمعت نفسي وأسرعت ، ماذا أرى حريق دخان والغربان السود تتجول في أرجاء المدينه تمزق الأحياء وتقذف بهم في وحل الموت البطيء.
من شدة التعب ارتميت في أحضان غابه كثيفه من الأشجار سبحت نظرتي في السماء ، انساح جسمي المنهك بتوجس وخوف على البساط الأخضر ، غسلت وجهي الدموع . إذ بهتاف وصدى لدوي مدافع وصراخ أطفال . فصحوت من غفوتي فقفزت واختبأت خلف إحدى الأشجار ، إذ بأقدام تقترب ، أحدهم يصارع فتاة يريد اغتصابها ، وما إن اقتربت حتى أخذت الغيرة وحب الثأر تأكل مني ويغلي الدم في عروقي ، فاندفعت بقوة على الرجل المتوحش وأوجعته ضرباً وأطحت بمسدسه ، قفزت الفتاة وأمسكت بالمسدس بقوة فأطلقت الرصاص عليه . فهدأت نفسي ، وهربت بعد أن تنكرت بزي الجندي ، حاولت التخفي بين ضفاف العدو.
تجمهر بعضهم للهجوم على أحد المنازل واغتيال من بداخله فأوسعهم ضرباً وتكسيراً ، رأيتهم يمزقون ثياب بعض الفتيات فتعرى أجسادهن ، فقذفوني بإحداهن لأخذ نصيبي ، فما كان علي إلا أن أخذها معي..بعيداً.
فهمست بصوت خافت حزين:
لا تخافي فأنت في مأمن ، ثم اقترب منها وأسر في أذنها حديثاً وبعد لحظات ، أخذت الفتاة تمزق ثيابها لتخفي معالم الحقيقة .
تقاذفته الأحزان والذل والمهانة وهو يندرج من مكان إلى أخر ومظاهر التعذيب وفنونه تحاك في موطنه ويداه مكبلتان عن فعل شيء فجمع شتات نفسه المتبعثره أحزاناً وأشلاء ورحل . واقتنى سيارة من أحدهم ، وحاول إحداث بعض التخدشات والتجرحات على أجزاء وجهه لتخفي ملامحه .
فرحل إلى موطن الأعداء ضمن حملة يراد تغيير بعض أفرادها ، فلجأ إلى بلدٍ غريب نظر إلى عنان السماء وأخذ يتمتم بالدعاء فثارت في نفسه نار الانتقام وأخذ العهد على نفسه أن يحاول تبديد خططهم وبعثرة أفكارهم بكل ما يستطيع من قوة ،ويداه ممدودتان..تدعو وترجو الرحمن ثم رحل إلى وادي عميق جرف كل أخبار وطنه ، وغاص فيه ولم يبق له غير الذكرى تتجلجل صداها في أعماق قلبه وأصبح بلا هوية ، شيء أشبه باليتم والتشرد.
لاجئ ، غريب في وطنه , وبانتظار المصير المجهول .
انتهت
|