المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
ملك فى الأرض ملك فى السماء
ملك فى الأرض .. ملك فى السماء !!!!
أتعبتني تلك الحكاية .. أتعبتني كثيرا .. هل أنفض يدي منها .. أبتعد .. و أمزق كل أوراق سودتها ؟!! مالها تتجدد .. و لا تريد ابتعادا .. و أيضا لا تخضع لتأويل .. نعم .. أنا أرفض هذا .. بل أمقته .. بحضورك .. بوجودك هاهنا بين مساحات أوراقي .. بين غيطان روحي .. و مداد أنهار أوردتي .. أرفض .. بل أطارد أي فكرة .. تناوئها .. و تذهب بها بعيدا .. لسبب قريب .. قريب جدا .. أنها توحدت بك .. فهل يا ترى .. أصبحت هي قصتنا .. رغم اختلاف الزمان و المكان .. ؟!!
نعم .. أنا مجنون بك .. إذ أنا قاربت بينك و بينها .. و لكن أليست بالفعل كذلك .. أليست نفس الحكاية .. و إن تغيرت بعض التفاصيل .. حكيم و ملك عاشق .. و هي .. مريضة به .. شغوفة .. لا ترى سواه .. لا تحلم بسواه .. بها نشوة و التذاذ .. ياله هذا المرض .. ما أجمله .. ما أقربه إلى نفسها .. حين اختطفوها من بين أحضانه .. نعم .. اختطفوها .. لتكون محظية .. تكون أميرة .. ضحية .. ضحية جديدة .. لكنها أصبحت .. نبشت حشاشته .. و انتهكت قلاعا حصينة .. نقنق طائر .. و غرد بغصن صفصاف .. ما حفظ غناء من قبل .. فاهتز و مال .. و أسلم للريح أمره ..حد الاكتواء و الشى .. مولها يدور .. أمامها يتلظى .. حمم من وهج .. تنال منه .. تبكيه .. هو الملك .. يصرخ .. يتوهج .. و هى تذبل .. تذبل .. و تختبىء من نظرات حارقة .. تعريها نظراته .. تقتلها .. تتداخل في بعضها .. في ألمها .. و لظاها .. تبكى .. تلف ضلوعها على الساكن قفصها .. وروحها .. بنشوة .. تواريه عن نظرات جائعة .. تبغي التهاما .. وافتضاضا .. كجنين في رحم .. وهو يصرخ .. رعد يهز أركان القصر .. تنهار كل الأشياء .. تحط راكعة .. و أنا أدور .. لا مكان يسع ألمي .. عذابي .. في بعدها .. نعم .. أنادى معه حكيما .. فيأتي هرولة .. و ركضا .. بوجه أمقع .. أصفر .. يهتز كيانه خوفا و رعبا .. أهتف .. الحل .. أريد حلا ؟! لا تأتى فكرة .. هيا .. الآن .. ما لك لا تتكلم .. أنا وهو .. أنا الملك .. لكنى ما اختطفت .. لا أنت اختطفت .. لا .. ما سلبت شيئا .. ما اعتديت .. كانت أقداري .. كانت ليلة لن تتكرر .. هيا يا حكيم .. و عاد صوت الملك يلطم .. يلطمنى .. يصفح وجهي بقسوة .. لا .. أصرخ فيه .. لا حق لك .. أنت أنت .. و لست أنا .. أنت أجرمت .. أنا ما أجرمت .. فلم أرغمها .. و أنت أرغمت .. أحبها .. و أنت تحبها .. و لكن فرقا بيننا شاسعا .. ياحكيم .. انته .. و إلا سلمت رأسك للجلاد .. انتظر سيدي .. ولا تكن جلادا .. انتظر لنرى ما يقول ...آه .. آه .. نطقت أخيرا .. سكت طويلا .. و نطقت ظلما .. ماذا ؟ أنت تريد تقتل .. قاتل .. و غاشم .. أنتم مرضى .. مغرمون بممارسة نفس الطقس .. ربما اختلف اللون .. فقط اللون .. نعم أنتم فاشلون .. فاشلون أمام جبروت حبها .. إحساسها .. موتها في نشوتها و التذاذها.. بحبها و مرضها .. ليأتي .. نعم .. فهل قررتم لم شملهما .. قررتم .. ياربى .. ثم بعد أن يأتي .. تكلم يا حكيم .. أنت تريد ذبحي .. قتلى .. تأتون بي .. هنا .. أكون معها .. أراها .. أمامي تكون .. يا ربى .. كيف .. فرقت بينى و بينها .. جعلت مابيننا صعبا .. مستحيلا .. كيف نتجاوزه .. كيف ؟! و الآن تقرر مشيئتك .. تجمعنا .. هل رحمة أردت أم نقمة ؟ أما كان أولى بكم .. لو تركتموها لي .. أتت إلى .. في الأمر شيء .. نعم هناك شيء غير طبيعي .. . ما تريدون .. افضح أسرارك يا ثعلب .. في ثياب حكيم .. تكلم .. ماذا قررت .. بم تفكر .. هل انتويت ذبحي ؟!! نعم أشم رائحة دمى .. و هي تريدني .. لا خلاص لها إلا بي .. أنا أكاد أجزم .. أصبح على يقين .. أنتم تدبرون شيئا .. غير طبيعي ..لا بد سأعرف .. لا بد .. لأذهب إلى هناك .. هي تريد رؤيتي .. نعم .. و كفى .. و هو يريد لي .. إرادتان مختلفتان .. تماما .. و لا بد تتجافيان !! أحس أنهما متجافيتان .. فرس رهان أنا .. أم ماذا أيها الملك ؟ تكلم يا حكيم .. أطلق ما في خزائنك .. آه .. ها أنت تهمس بها .. وجه الملك يمتقع .. لا يصدق .. أنا لا أصدق .. أمعقول هذا ؟ هل تتكلم جادا .. نعم .. لا تتوقف .. أليس من حل آخر ؟!! و مليكى أنا يبتسم برضى .. و أنا لا أفهم لم .. يريدها هكذا تتم .. و أنا تائه .. يأتي بي هنا .. في القصر .. و أراها أمامي .. تشفى من ضعف .. تعود إليها قوتها .. ليكن للافتراس معنى وشبعة .. ثم ماذا .. يرعاني الملك .. بيده آكل .. وبيده أشرب .. ومعه ألهو .. كأني سميره .. صديقه .. حِبه .. آه .. كل يوم يتم هذا .. نضحك .. نتسامر .. و هي معنا .. بوجهها الذي أعشق .. أنفاسها .. بسمتها .. تتحرك في جلال و عظمة .. مفعمة الوجد .. تحي بداخلي رمادا .. كان استوطن روحي .. عقب اختفائها .. بللته فاعشوشب .. كان من جديد .. أصبحت للملك .. و الملك بئر لا تعطى .. تبتلع .. بئر مثلومة .. تأخذ .. و تأخذ .. و لا تروى أحدا غيرها!! الثعلب مازال يهمس .. حين تراه يضمحل .. و يزوى أمامها .. وتكون أنت ملجأها .. فارسها أنت .. يكون سهمك فى طريقه لنحرها .. وقبضتها الساكنة صدرها تتلقفه .. لا أصدق نفسي .. لا أفهم .. ما الذي يدور .. هذه مؤامرة .. هل تدرى .. هل تدرى بما يتم ؟!! لا يمكن .. أنا أعرفها .. تماما كما أعرف نفسي .. كيف تشك للحظة .. كل شيء فيها واضح .. حتى إحساسها ألمسه.. شكلته أنت .. نعم أنت .. فكيف لا تدرى أنت ؟!!
مالي أحس وجعا .. مالي متهالك .. مرت أيام .. و أنا لا أجد نفسي .. رغم الأبهة .. التي تحيط بقى .. و رعاية الملك لي .. فوق وصف الوصف .. يا ربى .. عاجز أنا عن الحركة .. عاجز تماما .. و أنت حبيبتي هنا .. بجانبي .. هذا يكفيني و زيادة .. لن أحلم بشيء آخر .. يكفيني وجودك .. مالك .. ماللذعر ينتابك .. وجهك تغيب عنه بسمة أعشقها .. أين غمازتاك .. مرحك .. صباك .. مالي ..؟! أتهالك .. و الأطباء لا يفعلون شيئا .. يتشاورون .. و لا يقدمون شيئا .. هل دنت نهايتي .. ؟ معقول هذا .. حبيبتي لا تجزعي .. إني راحل بك .. نعم .. يكفيني أن وجهك آخر ما رأيت .. يكفيني .. أنى أحببتك حتى آخر نقطة دم في .. و آخر نفثة هواء أتنشقها .. مالك تصرخين .. تماسكي روحي .. أنا هنا معك .. لن يستجيب لك أحد .. أما كفاك أنى معك .. لحظة حبيبتي هي العمر .. لا أكثر .. ألا تكفى ؟!! لن تستطيعي فعل شيء .. فالسم تسرب في كل دمى .. مكنوه منى على جرعات .. بالتذاذ وطعمة .. وناموا بملء جفونهم .. آه .. هاهو يمزق أحشائي .. حبيبي .. ليس مهما ما ترين .. آه .. كنت أعرف .. ورضيت .. لأنني في كلتا الحالتين مقضي على .. نعم بعدك قاتلي .. و قربك نهايتي .. فأيهما أختار ؟! أليس جميلا .. لي على الأقل .. ؟ هاهو ملك و حكيم .. ينتظران .. ألا ترى .. انظري جيدا .. يرقبان .. يتمنيان .. هذه اللحظة منذ أتيت .. نعم .. إنهما يتحرقان لرؤيتي .. و أنا ألفظ أنفاسي .. ألا تعلمين .. نعم .. أنت لا تعلمين .. إنها مقامرة .. ربما كانت جيدة .. هو يحبك حد الموت .. لكنه قاتلي .. قاتلي .. سلمى بالأمر حبيبتي .. بالقضاء .. هذه مشيئة .. و عيشي حياتك في كنف ملك .. و انسي رجلا أحبك حد الموت أيضا .. لكنهما على نقيض .. !!
يلفظ أنفاسه .. و أنا .. هل أكون مثله .. حين أقف أمام قصرها .. هل ؟!!
أشعر بنهايتي حينئذ .. لا أعرف لم .. أحس بتوحدي معه .. نفس مصيره .. فهل ألفظها بين ذراعيها .. ليته يكون .. ما أجمله .. ما أروعها من نهاية .. فقط أراها .. فقط ألمسها .. أشم عطر أنفاسها .. أسمعها .. أرى شفتيها تقولها .. أحبك .. كم سمعتها منها .. و لكن ليس بذات الروعة .. و أرى حنانها .. أراه رؤيا العين .. يتحقق مستحيل .. يصبح قدرا .. نعم .. لا أطلب مزيدا .. لا أطلب !!!
كان الملك يعد نفسه ليسكن نهرها .. و يسقى زروعه من نقى مائها .. و هو مثلج الصدر .. يتوهوه .. و يتغنج .. ثم يسرع صوب حكيمه .. ويحيط رأسه بكفيه .. و يمطرها تقبيلا و عناقا !!!!!
وهى تحتضن رأسه .. تنصت لآخر كلماته .. لا أطلب ثأرا .. بل حبا أريد .. حبا ينقى البئر .. يروى شعبا ظامئا مقهورا .. و أنا بين ذراعيها .. ذراعي حبيبتي .. طائرا محلقا كنت .. يشدو صوتها .. يسرى في كل كياني .. يغذيه .. فأدخل في طراوة إغماءة سحيقة.. ظننتها نهايتي .. فتركت لها نفسي .. راضيا .. بينما هي تشدني .. تبكى ممزقة .. و دموعها حبات من مطر .. تخضل وجهي .. و تحييه .. لأرى نفسي بين أحضانها .. هناك في مشفى .. أخبرت أنى كنت أنزف .. وقد أخضعوني لعملية نقل دم .. كنت عصيا على الموت .. عنيد مارأوا له مثيلا .. ربما لأن ملكا .. ما كان طامعا فى .. وفيمن أحب !!!!
التعديل الأخير تم بواسطة مالك الحزين2 ; 31-05-08 الساعة 07:35 PM
|