المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
قلبٌ من حجر
قلب من حجر فحوصات منتدى ليلاس الثقافي
فحوصات
فحوصات
مئات الفحوصات التي أجريتها من اجل الحمل
كان حلمي الوحيد في الدنيا أن احظي بطفل يملئ الدنيا حولي سرور وبهجة ويبدد وحدتي ومللي من الحياة ورتابتها
وقبل أن ابدأ قصتي و احكي لكم معاناتي وآلامي أعرفكم بنفسي اسمي (شروق) خريجة كلية نظرية من تلك الكليات التي تمنحك مؤهل ولا تمنحك عمل وان كانت تمنحك أيام رائعة من الرفقة والرحلات الطلابية والمرح والحب
قابلته في يوم من الأيام في احد وسائل المواصلات العامة المزدحمة فانا من أسرة متوسطة الحال أو كما يسمونها مستورة
كان الزحام في الحافلة لا يطاق شيء غير ادمي يشعرك بمعاناتك وفقرك ويشعل الحقد بداخلك علي الأغنياء الذين يأتون إلي مبني الجامعة بسياراتهم الفارهة
كان الزحام خانقا والروائح تزكم الأنوف وكنت أنا أقف متعلقة بيدي في ذلك الحامل المتدلي من سقف الحافلة ادفع بيدي هذا و أتفادي بجسدي ذاك
كنت أمارس معاناتي اليومية في تلك الحافلة التي تشبه علبة السردين المحفوظة وارمق الجالسين علي المقاعد من فرجات ضيقة بين الحشود المتلاصقة لعل احدهم تأخذه النخوة أو الشهامة فيجلسني مكانه وبالطبع لم أجد من يحس أو يشعر
وكمعجزة في زمننا الخالي من المعجزات رأيت من يشير لي كي آتي لأجلس علي مقعد شاغر كان قد غادره احد الركاب والذين آتت محطة نزولهم واستثارني به علي نفسه
لم اصدق نفسي واندفعت جالسة علي المقعد الشاغر متنفسة الصعداء شاكرة ذلك الشاب الوسيم الذي رأف بمعاناتي وأجلسني علي المقعد ووقف أمام المقعد ليحميني بجسده من الركاب المندفعين ويرمقني بنظرات الخجلة من وقت لآخر
وبعد مرور وقت عصيب عليه في ظل الزحام المتزايد علي الحافلة غادر الرجل الجالس بجواري مقعده وجلس ذلك الشاب الوسيم مكانه وهو يبتسم ابتسامته الخجولة الرائعة
لم اعرف لماذا انجذبت إليه وخصوصا في الأيام التالية وصارت لقاءاتنا التي كانت تتم علي أنها صدفه لقاءات مدبرة كنا نسرق بها من الزمن لحظات السعادة
ومرت أيام الدراسة وتقدم لخطبتي ولم تمر أشهر قليلة حتى ضمنا عش الزوجية ومرت علينا الشهور الأولي كالحلم ونحن ننتظر ان يمن الله علينا بطفل لتكتمل سعادتنا
ومرت شهور وبعدها شهور حتى اكتمل العام ولم يرزقنا الله بطفل وكثر الحديث من هنا وهناك وزوجي لا يبالي ويقول أنها إرادة الله وقضاءه وانه مؤمن ولا يبالي .
ولكني لم استسلم وقمت بعمل الفحوصات الطبية وأجبرت زوجي أيضا علي القيام بها رغم رفضه الشديد في البداية ولكن بعد ضغطي الشديد قمنا بعمل الفحوصات كاملة وكانت المفاجأة الرهيبة فنحن الاثنان سليمان ولا يوجد ما يمنع من حدوث الحمل ولم ندري ما نفعل واستسلمنا لقضاء الله وقدره
ومر عام بعده عام بعده عام وفي العام الرابع فاجأت زوجي بطلب التبني وتفاقمت بيننا المشكلات وفي النهاية رضخ لمطالبي وتبنينا ( وليد)
طفل رائع في الثانية من عمره عثرنا عليه في احد الملاجئ ذات الإمكانيات المنخفضة وفي وقت قياسي كنا قد انهينا تسجيل الأوراق وحملت ( وليد ) إلي المنزل وأحطته برعايتي من أول لحظة وأصبح أهم شئ في حياتي لدرجة وهذا شئ يحسب علي أهملت زوجي وشئون المنزل ورغم ذلك لم يتبرم زوجي وتحمل وكان يهتم بشئون وليد ومتطلباته إلا انه لم يظهر يوما حبه أو حنانه له
ووصل وليد إلي سن السابعة وحدثت اكبر مفاجأة في حياتنا لقد أصابتني نوبات قيء ودوار متتالية وذهبت للطبيب في الوحدة الصحية القريبة من المنزل واخبرني أن الله من علي بالحمل
وكم كانت فرحتي وفرحة زوجي بهذا النبأ ومرت علينا أيام الحمل بهناء وسعادة و عاملني زوجي معاملة الملكات وأغدق علي الهدايا وكلمات الحب التي كانت قد فترت مع سنوات الزواج الذابلة
وكما يمر النسيم مرت أيام الحمل وأنجبت طفلا جميلا أسميته (عمرو) كان رائعا في كل شئ ملامحة المشتركة بيني وبين زوجي ابتسامته الرائعة وعيناه البنيتان
كان رائعا رائعا
ومع مرور الوقت بدا اهتمامي بوليد وطلباته يفتر ويقل بل ويتلاشي كان (عمرو) قد ملك علي دنيتي وقرب زوجي مني وأصبحت به الحياة أجمل ما يكون
وذات يوم صارحني زوجي بأنه يريد أن يعيد (وليد ) إلي الملجأ من جديد لأنه لا يريد أن ينفق علي طفل ليس من صلبه وصارحته بصوت متردد أن (وليد) منحنا أياما من السعادة ومن حقه أن تستمر حياته علي هذا المنوال ولا ندفعه نحو المجهول او الضياع
فاخبرني انه كان صابرا عليه حتى لا يضايقني وانه لم يشعر يوما نحوه بالحب أو العطف وانه كان ينظر إليه علي انه دمية تلهيني عن التفكير الإنجاب وان ابنه قد عوضه عن كل شيء ولا يريد هذا الطفل الغريب في منزله
لم اعرف ماذا افعل فقلبي متعلق به وان كنت لا اخفي عليكم فان ما بداخلي مجرد شفقة لا حب
فما رأيكم انتم
التعديل الأخير تم بواسطة اقدار ; 02-06-08 الساعة 11:50 PM
|