كاتب الموضوع :
فتاة الجليد الأحمر
المنتدى :
الارشيف
الفصل الأول
الجزء الأول ...
* الاماكن كلها مشتاقة لك والعيون اللي اللي انرسم فيها خيالك*
نغمة الجوال عالية
تجري اصايل .. وكانت ح تطيح .. كتمت صوت الموبايل قبل ما احد ينتبه وياخذ باله
انه الجوال رن وطالعت بالرقم ..اتوترت للحظة ورجعت ابتسمت
اتذكرت انها ثقلانه عليه لها يومين
على قول المثل: اثقل على الرز يستوي
ورفعت غرتها على ورا... ياما يقولولها خلي شعرك يطول لا تقصيه بس مافي فايده
مهما تعبها وطاح كل شوي على جوهها المهم تكون قصة شعرها الفرنسي لابقة عليها ..
ومصبوغ عودي ..لابق على لونها وبياضها
جت ترد ..يدها زفرة من العشى..
حطت الجوال تسريحة غرفتها وغسلت يدها..كانت تتعشى مع امها وتركي اخوها وزوجته ندى
وسلوى اختها الصغيرة
غيرت ولبست بيجامتها السماوي وجت تتمدد على السرير الخشبي
غرفتها كبيرة والوانها بيج وعودي.. صح تجيب الوانها الاكتئاب بس كشخة
فلتهم حلوة ومبسوطين
خرجت على شرفة الغرفة (البكونة) اللي تطل على حديقة الفلة من ورا
الجو حلو
اتسندت على السور وقعدت تفكر
انا ليه حاسة ان كل لحظة ح اموت
ليه حاسة اني مخنوقة .. ليه ابوي يعطيني فلوس بالهبل
لكن يرميني بكل سهولة في الجحيم
صح طلعت منه على امل اني اعيش حياة جديدة
لكن ليه غلطة اهلي ..يقولونلها غلطتي
وليه غلطتي ..بحق نفسي يحاسبني عليها المجتمع
ايش بيدي ..
هو يا عذابي... يا رضاهم؟؟!!
مايجتمعو الاثنين!!
ليه الشي الحلال يعتبروه جريمة ليه نظراتهم مالها الا لونين
اما شفقة او تهمة وعار
كان بيدي اكون ....؟؟!!!
قطع تفكيرها صوت الجوال..
* الاماكن كلها مشتاقة لك....والعيون اللي الي انرسم فيها خيالك والحنين اللي *
دخلت غرفتها ...ومسحت دمعتها ..
مسكت على الجوال واخذته من فوق التسريحة..
خالد الحمد لله انه دق
خايفة لو ثقلت زيادة ما عاد يتصل ...مو يقولو الي يتغلى يتخلى..اتغليت كفاية!
وهي جالسة عالكنبة اللي قدام السرير مبتسمة
اصايل: الو
خالد: مرحبا
اصايل بصوت منخفض : مرحبتين
خالد: في احد جنبك؟
اصايل : لا ..بس خايفة احد يجي..
اقول لحظة خالد خليني اقفل الباب
مدت راسها من الباب طالعت يمين وشمال اطمنت ما في احد ..وشغلت التكيف وقفلت النور و الباب وجلست عالسرير
اصايل: هلا
خالد: اصايل وينك كل هالمدة؟؟ يومين؟؟
اصايل : معليش ياخالد..كنت مشغولة واهلي معي اغلب الاوقات.. وماقدرت اكلمك
خالد: طيب اسمعي.. بدي اكلمك بموضوع
ممكن؟
اصايل: طبعاً ايش فيك خالد؟ ايش فيه صوتك؟
خالد: اصايل اهلي وافقو يخطبوكي لي لكن اعطيني شهر اكون شفت الاوضاع وجهزت المهر والشقة والامور هاذي..ليا 5 اشهر وانا ارتب في الاوضاع والحمد لله الحين اتسهلت
كتمت انفاسها مع الصدمة بقوة
وسكتت متفاجأة .. مصيبة !
خالد يتقدم لي..!
خالد: الو ... اصايل ؟؟
اصايل:ايوة معاك
خالد: لاتخافي ولاتشيلي هم ..ح احاول خلال شهر يكون كل شي جاهز
اصايل:......
اصايل وهي تشمق وفنفسها تقول
مفكرني خايفة ولا خجلانة ..هأ.. ياريت!
هو صح انا خايفة بس مو من التأخير انا خايفة تعرف الحقيقة!
خالد:......
خالد وهو مبسوط :ماقلت لك..ياسمين بنت خالتي حكت لامي عنك ووصفتك لها
بيضا وشعرك قصير.. وعيونك حلوين وفمك صغير .. وقالت لها انها تدرسك
و الحمد لله عجبتي امي
وامي يمكن تتصل عليكم بعد اسبوعين
اصايل حطت يدها على فمها واتلقت الخبر اقوى من الخبر اللي قبله
,, لازم اقوله الحقيقة ..قبل مايتصلو اهله وتصير فضيحة!
غمضت عينها..لثواني تفكر..وبحسرة...كيف تخرج من هالورطة
لو قلتله رح يعرف اني كذبت عليه طول سنتين!
الانسان الوحيد اللي حبيته بجد
واللي لقيت سعادتي معاه يضيع من يدي
اه يا حرقة قلبي ..منكم لله يا اهلي...في احد يسمع خبر خطوبته ويقول مصيبة؟!
آه كلو منكم’’
خالد: ايش فيكي اصايل؟ عسى ما شر؟
اصايل اتمددت عالسرير واتغطت باللحاف..
وبدأت تدمع عيونها..
لا الحمد لله مافيني شي بس راسي مصدع وابغى انام بكرة اكلمك
ماشي؟
خالد مبتسم : اوك ياقلبي
اصايل؟ يصير شي لو خليت اختي تتعرف عليك من قبل ما امي اتكلمكم ..
يعني.... بكرة او بعده
حطت يدها على فمها ..وجلست..
والدموع بدأت تتجمع بعينها..
’’اكيد راح اخسره ..انا لازم اعترف الحين’’
اصايل: خالد بغيت اقولك على شي ..
خالد: اتفضلي
اصايل: خالد انا...انا
تحاول تتمالك اعصابها.. وغمضت عينها بقوة كأنها بكذا ح توقف دموع عيونها اللي نزلت سيول على خديها... ويدها شاده على اللحاف
اول مرة تحس انه مستقبلها اسود زي ظلام الغرف
اصايل تتكلم وصوتها رايح مع البكا ..مبحوح: خالد انا في شي ماقلتلك عليه ..طوال سنتين
خالد جنب السيارة على الشارع حس انه في شي خطير!
اصايل بصوت مبحوح بتحاول انه يكون حازم شوي: انا
انا احبك
وكنت صادقة معك الا....
اقصد كنت دايماً صادقة معك فكل شي
لكن .. في شي ماتعرفو عني
انا عمري 19 سنة
بالرغم من اني صغيرة وحلوة.. لكن...انا......انا
بصوت مرتجف : انا مطلقة يا خالد!
............................................................ ..................................................
هنادي متمددة على الكنبة الجلد السكرية وعلى الكنبة الثانية جالسة غزل وثانية رجلها تحتها
وتلعب في خصل شعرها الاسود الطويل باطراف اصابعها
وتقلب صفحات المجلة بملل...يووه طفشااانة ياهنادي
هنادي وهي مندمجة مع الفلم..اسكتي ..خلص..روحي نامي..
غزل وهي خايفة من ردة فعل هنادي:ما اقدر لان اختباري بكرة..وماراجعت
هنادي :ما شاء الله وايش تنتظري؟
غزل: راح اراجع بس مو الحين شوي..يووه عالثانوية متى ناخد الشهادة ونخلص
اشوه آخر سنة ..الحمد لله بنفتك.
هنادي: على طاري الاختبار ذاكرتي لأختك
غزل: مين؟ هيا؟ ايوة
هنادي تطالع في غزل بشك...
اعترفت وهي تضحك ببراءة: ههههههه الصراحة...لا ماذاكت لها
لاتطالعي فيا كذا..
هي مو ثانية متوسط ؟!؟....يعني كبيرة..لازم تعتمد على نفسها..
هنادي تطالع في غزل وهي معصبة ....وجت تتكلم.......خلص نتفاهم بعدين جا الفلم..
غزل كانت تفكر في الحب..
ليه انا الوحيده اللي عمر قلبي مادق!
ليه كل صحباتي عاشو قصص حب وانا لسا
تضحك فجأة مستغربة...اصلاً هو انا لاقية احد عشان احبو؟!!
كل اللي حواليني والي حبوني مو مثل اللي اتمناه
اتذكرت خطبة هنادي اللي انفسخت من قبل كم شهر
الى اليوم هنادي مبين عليها انها متأثرة
اتجرأت: هنادي انتي لسا تحبي ناصر؟
هنادي اتفاجأت من السؤال ..طاح الريموت من يدها...وبانفعال مكتوم
وهي تلتفت على غزل
بس ماقدرت تطالع في عيونها : لأ
تبتسم غزل بتفهم
هنادي جلست وهي تطالع في غزل بقسوة و بانفعال ...
: غزل لازم تفهمين ..ان اللي صار صار واللي راح راح
مانقدر نرجعه ..وانا ما حبيته لكن يعني وش رايك؟؟ ماكنت اتمنى اتزوج والبس فستان ابيض مثل باقي البنات..
غزل انا عمري26
يعني مو صغيرة..
انتي يمكن ماراح تفهمين علي ؟؟
لكن الحياة بتعلمك كثييير ..وح تفهمين ...والحياة لسا قدامك مو مثلي !!
غزل مصدومة من كلام هنادي*اول مرة تفتح لي قلبها*
ونظراتها كلها عطف..اتأثرت
: بس ياهنادي ليه ماحاولتي تفهمي ناصر الموضوع؟
هنادي قاطعتها في الكلام وعيونها مدمعة وتخبطت الكنبة بيدها
:غزل..وش افهمه؟
أقوله ابوي سافر برا البلد واتزوج هناك...وعمي هو الحين الوصي علينا
ويخطف عرسان بنات الناس لبناته...
وحتى عرسان بنات اخوه...يزينهم لبناته..؟؟
غزل....كل واحد عقلو براسو ويعرف خلاصو
وبعدين اهو جا متقدم لي .....وبعد ماشاف العز اللي عند عمي
راح لبنته مها...الله يهنيهم
وبعدين ايش كنتي
تبغيني اسوي...؟؟
اصلاً احنا مو حقين زواج .....
سامعة؟ الى حد مايرجع ابوي او مهاب عالاقل
وعاد رددي ياليل ما اطولك ....تضحك بسخرية او استخفاف ودموعها سيول على خديها
وبصوت مبحوح..وبحرقة...
يقولو اهل البنت عزوتها
واحنا ماعندنا اهل..
غزل اتقاطعها بالكلام
:بس لتقولي كذا..هنادي...حنا عند امي ...ضيعت عمرها عشانا ..ما اتزوجت بعد مااطلقت من ابوي
وربتنا ...وكانت تقدر ترمينا عنده ولا عند عمي...
و بتشتغل..عشان توفر لنا لقمة العيش..
امي ماقصرت
وابوي...؟؟
الغايب حجته معه
هنادي بصوت محروق : أي حجة ياغزل؟؟ انه يتركنا ويعيش ويشوف الدنيا..شي عادي
أنا أبسألك ... لو اتزوجتي بيوم مين راح يحط ايده بيد زوجك في خطبتك او ملكتك؟ ويسلمك له؟
ولا لوبيوم اتخاصمتي مع زوجك وظلمك ....مين راح يوقف بوجهو؟ ويوقفه عند حده؟؟
احنا ايتااااام سامعة؟؟
اب بالاسم بس
غزل تبكي ونظارتها عطف ممكن فيه شيء من الذهول..
مو مستوعبة الكلام القاسي اللي تقوله هنادي لها..وبصوت مخنوق وبالكاد يتسمع
:بس كافي..!!
جوتها امل..واحلام
اذا كانت الاحلام والأمنيات حتموت ..خلي يبقى الامل بس ياهنادي عشان اقدر اعيش
ياما حلمت اني اتزوج
واكون احبو وهو يحبني ويحترمني
اتمنى يكون وراي رجال اهل ابو.. اخو
وحتى لو ماعندي!
يكون هو عزوتي
ابوي واخوي وزوجي وحبيبي
يكون الدنيا كلها..
عيونها مدمعة وكأنها تترجى وتتكلم
هنادي لاتموتي الامل اللي باااقي جواي والا كيييييف ح اعيش!
تضحك هنادي بسخرية ..ومن عينها تتدحرج دمعة...هي خايفة وفاهمة الواقع اكثر من غزل
عانت منه....حبته من قلبها ويوم شافه عمها اعجب فيه...واخذه لوحدة من بناته..
القصة تتكرر مع كل عريس يتقدم لها...
قامت ورمت الريموت عالكنبة
:انا داخلة انام...صحي امي الساعة 6 عشان دوامها
وما كملت كلامها الا ويسمعو جرس الباب فجأة
............................................................ .........................
أم عصام قفلت خط التلفون من اختها ام مهاب...
وهي قاعده تقلب بقنوات التلفزيون...
قامت تصرخ مثل العاده: دانة ..دانة
دانة تحط الكاسة في الدولاب : نعم جاية جاية
وتنشف يدها بالمنشفة وترميها على طاولة المطبخ
وتجري عالصالة...: نعم امي؟
أم عصام تطالع في دانة وترجع تطالع في جوالها : فينك من اول؟ ساعة حتى تيجي؟!
دانه: امي كنت اجلي الكاسات والصحون
أم عصام تطالع في دانة من فوق لتحت وترجع تقلب في التلفزيون: ممم فين اخوكي عمر؟
دانة : نايم
أم عصام:متى رجع؟
دانة: اوووهوو من بدري.. من المغرب ونام
أم عصام ترجع تطالع في دانه : تعالي اجلسي جنبي ... قولي الصدق
عمر راح لأبوكي؟
دانه جلست وبتردد : لا ما اعتقد.. بعدين حتى لو راح لأبوي مافيها شي
أم عصام: ايش؟؟ مافيها شي؟؟
شوفي يابنت ابوكي تبغي تقعدي عندي ماتتحامي عنه سامعة
وتأشر بيدها عالباب... ولا تروحي تسكني عنده هو ومرته
دانه تشمق وترفع خصلة كانت على وجهها وترفعو مع شعرها المعقود
وبتذمر: يا امي ..يا أمي
أم عصام: اسكتي خلاص
أنا بغيت اكلمك بموضوع
دانه: ايش فيه ؟خير ان شاء الله؟
أم عصام تخبط بيدها على فخذها: والخير ح يجي من وين من عمايل ابوكي ..خاين العشرة!
دانه تحاول تتمالك اعصابها وتسكت!
وتكمل أم عصام: شوفي يادانه
انا لقيت عمل عند باب الشقة
دانة تطالع مافهمت!
أم عصام: ركزي اقولك لقيت عمل.... تراب..
في احد عامل لنا سحر
ومافي غيرها الحيّة مرت ابوكي ومو بعيدة يكون هو بنفسه
دانة وقفت: أمي ابوي مو كذا..مو لهالدرجة
ما أسمح احد يتكلم عنو...
أم عصام: نعم؟ وتقلد بنتها بحركاتها وبطريقة كلامها وبصوتها
ما أسمح احد يتكلم عنو
وبصوت عالي يفزع الميت : مين هو هذا اللي ماتسمحي له يتكلم عنو
شوفي يادانة انا مو ناقصتك طول عمرك واقفة فصف ابوكي واللي سواه مو قليل عشت معاه 30 سنة من عمري.. ودحين جايتزوج علي
واني طلبت الطلاق هذا اقل شي كان ممكن اسويه
ولعلمك البيت الشعبي اللي كنا ساكنين فيه ..اللي قضيت معه سنين عمري
راح يتباع ..رح ابيعو واتزوج بالفلوس
دانه انصدمت!
تتزوج..واحنا؟؟
وعند باب الغرفة واقفين عمر ودنيا مفجوعين صاحين بنص الليل على صوت صراخ
مو فاهمين شي لكن اكيد زي كل مرة .. مخاصمة اللي تتكرر كل اسبوع وفكل مرة يختلف السبب
دانة وقفت وباستغراب: تتزوجي؟
أم عصام : ليه حلال على ابوكي وانا حرام علي
هو شاف حياته وانا من حقي اعيش حياتي
وانتو اولاد ابوكم انذال مثله يجري دمه فيكم
تاكلو من خيري وتتدافعو عنه وتحبوه بعد كل اللي سواه فيني
والله لو اشم خبر انه جاكم هنا ودخل بيتي
مايصير خير!
وتروحو تعيشو معاه..ومثل ما اتزوجت قبل ابوكي ..اتزوجت ابو عصام الله يرحمه
وجبت عصام ... رميت اليتيم أخوكم عصام عند اهل أبوه .. ما أرميكم انتو اللي ابوكم موجود؟!!!!
وتحط رجل على رجل..وتقلب وجهها للتلفزيون ..وتبدأ تقلب فيه
دانة وبصوت منخنوق : تعرفي امي؟
لو الواحد يقدر يختار أهله..
ماكان اخترتك انتي امي
ولا اخترته هو ابوي
وتخرج من الغرفة وهي ماسكة عمر ودنيا: روحو نامو
وتدخل غرفتها وتقفل الباب بقوة
وتبكي على سريرها ..يا ربي أشيل هم دراستي ....هذا وانا ثانوية عامة ويبيلي مجموع
ولا اشيل هم ابوي وامي ولا اخواني الصغار...
ليه خالتي ام مهاب ربت هنادي وغزل وهيا وذاقت من المر وصبرت ما شاء الله
ليه امي كذا؟؟!!... لهالدرجة ماتحبنا عشان ابوي؟!!
من وين امي جايبة هالقسوة
وتبكي لحد ماتنام!
|