المنتدى :
المنتدى الاسلامي
الهمة العالية وشرف المقصد
الهمة العالية وشرف المقصد
الهمة العالية خلق عظيم، تحبه النفوس، وتهفو غليه القلوب، وأجمل مافي ذلك الخلق وأروع مافيه ـ ماكان مقترنا بشرف المقصد ونبل الهدف والغاية.
فالناس تتفاوت هممهم وتختلف، ولا ريب أن أعلا المطالب، وأشرف المكاسب ـ هو ماكان لله وفي سبيل الله.
فاستصغار متاع الدنيا، يرفع أصحاب الهمم العالية عن الإستغراق فيها، ويكبر بهممهم،
ولا يعني التزهيد والحط من متاع الحياة الدنيا ترغيب الإنسان ليعيش مجانبا للزينة، وإنما يقصد تعديل الأنفس الشاردة، وانتزاع مافي طبيعتها من الطمع، لئلا يخرجا بها عن قصد السبيل، ولذلك فالمؤمنون الصادقون لا يدنسون أنفسهم بالدناءات ومحقرات الأمور، بل يرون الآخرة هي أولى بأن تبتغى، ويسعى لها سعيها؛ فنعيمها خير وأبقى، وملكها ملك لا ينقطع ولا يبلى.
قال تعالى مخبرا عن بعض مايناله أهل الجنة:( وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ـ :" لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا ومافيها"
ولهذا فكلما علت همة الإنسان كانت مطالبه أسمى، وصغرت في عينه المطالب الدنيا، فلا يكلف بها كثيرا، ولا يتتبعها إلا بقدار الحاجات.
.
قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ :" لا تبذل نفسك إلا فيما هو أعلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله ـ عز وجل ـ في دعاء إلى حق، وفي حماية الحريم، وفي رفع هوان لم يوجبه عليك خالقك ـ تعالى ـ وفي نصر مظلوم.
وباذل نفسه في عرض دنيا كبائع الياقوت بالحصى ".
|