المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
سيمفونية .. كم و كم
سيمفونيــّة .. كـم و كـم
كم توقف ذلك العقل عن العمل وكم مرة كاد يتهاوى قلمي أو تهاوى إلى الأرض ,وكم أبعدني عنك ِ ذلك الضباب النازل من السماء في بداية سدول النهار خيوطه الأولى وكم جفيتُ بك ِ في ليالي الأيام في عتمة السواد .
لقد سئمت من ذلك الركود ومن ذلك الأنين ومن الخداع الموهم بالحق فكم تمنى ذلك القلب روحا تثبت فيه كما تثبت شجيرة صغيرة بالقرب من ذلك الشلال الشاهق المترامي الأطراف بتلك القطرات العذبة .وكم تمنى إحساسي أن يلاقي رهف إحساسك المبجّل. وكم تمنى لساني بأن ينحني بكلماته التي شكلت يوماً سيمفونية عالمية ليهديك ِ إياها وهل تذكرت ِ عندما حاولت عيني بالسرقة عندما كنت ِ تمانعين ألا أن عيني قد سرقت نظرة خاطفة من عيناك البارقتان التي كانت أشبه بعيون ملاك نازل من السماء ,فهل بعد ذلك الإصرار ينساب عطفك لي كانسياب نهرِ أنا ضفته . وهل يمانع قلبكِ أن يؤوي شاردا التمس الأمان في أحضان صدرك . أرجوكِ سيدتي افتحي لي قلبكِ وصدركِ واجعليني محاطا بدفء صدرك واجعليني انكسر بين ذراعيكِ من شدة شوقي لكِ ولا تمنعي يداي من انسيابها على خدكِ البرّاق ودعِ شعركِ الأسود يخطف على وجنات وجهي وعيني الحزينة .ولا تمنعي قطرات الندى بأن تحط على أزهار الجور الحمراء .واجعلي شفتاكِ المذروتان بالعبق المبدع أن تهمس حروفا في أذني وفمي وخدي واجعلي قلبكِ العارف بالحق أن يرقَ لحالي فأني ما طقت صبرا .فكم كان كفكِ الناعم وكأنه سحابةً بيضاء في ٍسماء زرقاء أن يربت على كتفي ونحري وكم كان يشفيه من علة أو يشفي كامل الجسد من السقم .فخذي القذى من عيني منثور على خدي هدية حبي لكِ واحتفظي به في قارورة العطرِ التي أهديتكِ إياها فأني سوف أضل لزمان الأبد الخافي أردد سيمفونيتي علّ لأحد يسمعها ..حينها سوف أردد بسوط كئيب وحزين يرثا له السامع كـــم وكـــم .
بقلم / عـبـيـر الـهـمـس
|