المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
انتقام
انه من قبل كتبت "دون جوان جامعة البحرين" والحين ابيكم تقرون قصتي الثانية
............................................................ .......................................................
............................................................ .......................................................
أصعب انتقام:
عندما تدرك الوردة بعد أن تنفذ انتقامها أن طريق العودة مستحيل
منتدى ليلاس الثقافي
انتقام غرب الشمس الأخير
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة وقعت حادثة غامضة عند رصيف مبنى مهجور في مدينة الحد وأتضح في ما بعد أنها جريمة قتل والقاتل فيها فتاة لا يتجاوز عمرها عن التاسعة عشر عاما والضحية رجل عجوز بالغ الثراء ويقال أن أحداث الجريمة غير معروفة ولكن الحقيقة غير ذلك لأن الجميع يعرف الأحداث لكنهم خائفون من اتجاه أصبع الاتهام نحوهم لذلك ضلوا صامتين.
سقطت خصلات بنية على وجه الفتاة صاحبة العينين العسليتين الجميلتين والوجه البيضاوي وهي جالسة قرب النافذة المطلة على شوارع مدينة الحد، تسكن "ليلى" في منزل محطم في وسط المدينة وعلى الرغم من الأثاث المهترئ القديم إلا أن المنزل نظيف ، تعمل "ليلى" بائعة في متجر لبيع التحف القديمة الذي ورثته عن والدها وتعيش مع جدتها "أمينة" ذات العيون التعبة والوجه الشاحب والملابس المهترئة وأخيها الصغير "أحمد" البالغ من العمر سبع سنوات، عمل "ليلى" في المتجر كان بالكاد يكفي لشراء لوازم المدرسة "لأحمد" التي تصر عليها أخته والطعام الكافي لمنع الجوع عن أهل البيت. كانت الجدة "أمينة" تعاني من مرض خطير لا علاج له وعند اشتداد المرض أخبرها الطبيب بأن أيام الجدة معدودة وأعطاها وصفة كتب فيها أسماء مهدئات تساعدها على الخروج من الحياة بأقل ألم ممكن.
جمعت "ليلى"خصلات شعرها الحريري الذي هرب من ذيل حصانها وهي تقول:
- (( الحمد لله على كل حال)).
اعتادت "ليلى" الجلوس قرب النافذة صباح كل سبت للقراءة ومراقبة أخيها" أحمد" الذي يلعب قرب باب المنزل، وعندما كان" أحمد" يلعب مع أصدقائه بالكرة اقتربت منه سيدة جميلة يدل مظهرها على أنها سيدة ثرية ذات عينين واسعتين وبشرة بيضاء رائعة وقالت له بصوتها الناعم الحنون ومع ابتسامتها الجميلة:
- ((مرحبا، ما أسمك ؟)).
فلم تتلقى السيدة أي إجابة فقالت مرة أخرى:
- ((أين منزلك أيها الفتى الوسيم؟)).
أشار "أحمد" بإصبعه باتجاه باب المنزل دون أن ينطق بكلمة، تعجبت السيدة من تصرف الفتى الصغير إلا أنها سارت باتجاه المنزل.
كانت "ليلى" تراقب ما يحدث من نافذة المنزل، وفجأة سمعت طرقا خفيفا على الباب، وبعد ثوان خرجت "ليلى" لرؤية من بالباب وبابتسامة رقيقة تعلوا ثغرها سألت:
- ((كيف أخدمك؟)).
فأجابت السيدة:
- ((أنا أدعى السيدة "شيخه" وأنا هنا لمساعدتك)).
ارتسمت على شفتي "ليلى" ابتسامة تساؤل وهي تقول:
- ((تفضلي بالدخول)).
تساءلت "ليلى" في نفسها: ما الذي تريده سيدة مثلها مني؟ وكيف تستطيع مساعدتي؟ وعند وصولهما إلى غرفة استقبال الضيوف سألت السيدة "شيخه":
)) -هل تريدين الزواج؟)).
تعجبت "ليلى" من سؤال السيدة، ولم تعرف بماذا تجيبها، فقد طرحت السيدة "شيخه" السؤال بشكل صدم، "ليلى" ففضلت الصمت، وبعد ثوان قالت السيدة"شيخه":
- ((أنت فتاة جميلة فلا تريدين لهذا الجمال أن يدفن في هذا المنزل المحطم)).
تمسكت "ليلى" بالصمت مرة أخرى، فقررت السيدة "شيخه" استخدام ذكائها لتحث "ليلى" على الكلام فقالت:
- ((أهذا أخيك؟ الذي يلعب في الخارج قرب باب المنزل )). فأجابت "ليلى" باختصار:
- ((أجل)).
فضحكت السيدة "شيخه" ضحكتها الناعمة قائلة:
- ((وأخيرا تكلمت، ما اسمه؟)).
فقالت "ليلى":
- ((أحمد)).
فسألت السيدة "شيخه" ونظرة التساؤل تكسوا وجهها:
-((لماذا لم يتكلم معي عندما سألته أمام باب المنزل؟)).
فأجابتها "ليلى":
- ((لأنني طلبت منه أن لا يتكلم مع الغرباء)).
فقالت السيدة "شيخه":
- ((حسنا فعلت، والآن ما رأيك بالكلام الذي قلته لك؟ فالرجل الذي يريد الزواج منك غني جدا، ويستحسن أن تفكري جيدا قبل أن ترفضيه، مع أن الرجل عجوز لكن الرجل لا يعيبه سنه بل يعببه جيبه، وهو والحمد لله جيبه ممتلئ)).
ففكرت "ليلى" وقالت في نفسها: قد يكون هذا الزواج منفذا لحياة سعيدة لأخي" أحمد" وعلاج لجدتي "أمينة" في أفضل مستشفيات المملكة، ولكن قد لا يوافق الرجل الذي يريد الزواج مني على إقامة جدتي و"أحمد" معي، فأجابت "ليلى":
- ((موافقة، ولكن بشرط)).
فرحت السيدة "شيخه" وقالت:
- ((وما هو الشرط؟ فأي شيئ تطلبينه هو مستعد ليأتيك به )).
فأجابت "ليلى" بعد أن بذلت جهدها لتكون نبرة صوتها حاسمة: - ((أن يعيش "أحمد" وجدتي "أمينة" معي بعد الزواج)).
فقالت السيدة "شيخه" بحزن:
- ((أنه شرط صعب يا "ليلى")).
فقالت "ليلى" بحزم:
- ((هذه شروطي)).
خرجت السيدة "شيخه" من المنزل وهي تتوعد بالعودة، وعندما أصبحت خارج المنزل قالت في نفسها: عرفت الآن لماذا أصر العجوز على الزواج بهذه الفتاة.. إنها رائعة الجمال إلى حد الكمال على الرغم من الملابس القديمة التي ترتديها، وبريئة براءة الأطفال، مسكينة هذه الفتاة، لقد تورطت مع عجوز قاسي القلب.
وفي تلك الأثناء ذهبت "ليلى" إلى غرفة جدتها لتحكي لها عن ما حدث بينها وبين السيدة "شيخه"، وبعد أن سمعت الجدة كلام "ليلى" إلى نهايته، قالت:
- ((إياك أن توافقي على الزواج وأنت غير مقتنعة به، لأنك ستكملين بقية حياتك مع هذا الرجل المجهول، ولا تتزوجي من أجلنا أنا وأخيك، أهتمي بمستقبلك فقط يا أبنتي)).
ردا على جدتها، ابتسمت لتطمئنها وقبلت رأسها ثم قالت:
)) - إنشاء الله، هيا بنا لتناول الغداء)).
وضعت "ليلى" الغداء على الحصير ونادت أخيها من الخارج، وجلس الجميع ليتناولون الغداء ما عدا "ليلى" التي ما زالت تفكر بحديث السيدة "شيخه" والجدة "أمينة".
وبعد مرور أسبوعين على هذا الأمر سمعت "ليلى" طرقا خفيفا على الباب، وهي في طريقها لفتحه سمعت صوت رجل عجوز:
- ((ما هذا لإهمال لماذا تأخروا في فتح الباب؟)).
فتحت "ليلى" الباب وكانت الزائرة هي السيدة "شيخه" ومعها رجل عجوز أحدب الظهر، أشيب الشعر، وأجحظ العينين، وإضافة إلى ذلك صوته الحاد المخيف، فتساءلت "ليلى" في نفسها: من هذا العجوز المخيف؟ أيعقل أن يكون والد الزوج الذي أحضرته لي السيدة "شيخه" ؟ إذا كان والده بهذه البشاعة، فكيف سيكون شكله؟ أتمنى أن يكون شكله مختلف عن شكل أبيه لأن شكل أبيه منفر للغاية، فاجأتها السيدة "شيخه":
- ((ألن تدعينا للدخول؟)).
قالت "ليلى" وهي تنظر باستغراب إلى الزائرين:
- ((أجل، أنا آسفة تفضلوا بالدخول)).
وعندما دخلت السيدة "شيخه" إلى المنزل بصحبة الرجل الغريب لاحظت "ليلى" نظرات الرجل العجوز إلى المنزل والأثاث، ثم نظرة الاستحسان التي ألقاها عليها، بعد أن نظر إليها من خصلات شعرها إلى حذائها، وقالت مخفية ارتباكها بسبب تلك النظرات الجريئة:
- ((ما الذي تريدون شربه؟)).
فأجابت السيدة "شيخه":
- ((عصير من فضلك )).
أسرعت "ليلى" إلى المطبخ لتملأ الأكواب بالعصير وهي تفكر بهذين الزائرين الغريبين، وفجأة سمعت صوت أخيها "أحمد":
- ((أسكبي لي بعضا من عصير البرتقال يا "ليلى")).
ففعلت ما طلبه منها أخيها وهي شاردة الذهن، وبعد أن أكملت ملئ الأكواب بالعصير حملتها إلى غرفة الضيوف، حيث رأت أن جدتها قد استقبلت الضيوف ثم خرجت حال وصولها، سألت السيدة "شيخه" "ليلى" وهي تشير إلى الرجل العجوز:
-((ما رأيك بالعريس؟)).
ومن دون سابق إنذار سقطت أكواب العصير من يد "ليلى"، وتناثر العصير على الأرض، وهي تقول:
-((لا.. لا يمكن لهذا أن يحدث)).
عندما أنهت "ليلى" كلماتها تحولت نظرات العجوز إلى نار غضب وهو يصرخ ثائرا:
-((أنا السيد "عبد الرحمن " ترفضني فتاة فقيرة مثلك، أقسم لك إن لم أتزوجك أنا، فلن يتزوجك أحد غيري)).
وخرج من المنزل غاضبا، وبقيت السيدة "شيخه" مع "ليلى" التي كانت في حالة صدمة وذهول، وبعد فترة قالت "ليلى":
- ((إن هذا الرجل قد يكون عمره ضعف عمري، وقد يكون لديه أولاد في مثل سني، فكيف يفكر بالزواج بفتاة بمثل عمر أبنته؟ مسكينة زوجة هذا المجنون)).
لم تستطع السيدة "شيخه" الاحتمال فانفجرت باكية:
-((أنا الزوجة المسكينة، ما الذي كنت ستفعلينه لو كنت مكاني ؟ إن هذا الرجل وحش في جسد إنسان، هددني بالحرمان من رؤية أولادي، وهذا بعد أن أجبرني على تعاطي المخدرات لأن القانون لا يعطى الأم المدمنة حق الحضانة، إنه قاسي القلب وسيء لدرجة لا تتصورينها )).
قالت لها "ليلى" بسرعة:
- (( مادمت تعلمين انه سيء، لماذا أصريتي على تزويجي إياه؟)).
قالت السيدة "شيخه":
- ((أنا آسفة فقد كنت خائفة جدا منه، لقد رآك "عبد الرحمن" عندما كنت تعملين في متجر التحف، وهنا جن بك، وأصر على الزواج منك، وعندما صرخت وثرت في وجهه، عاقبني بأن أمرني أن أذهب بنفسي لخطبتك له)).
قالت "ليلى" وهي ثائرة إلى أبعد حد:
- ((وهكذا سقطت أنا ضحية حبه للسيطرة، ولماذا سمحت له بفعل هذا بك؟ ولماذا تزوجت به؟)).
فأجابت السيدة "شيخه" وهي غارقة في بكائها:
- ((تزوجنا وأنا عمري ستة عشر سنة وهو ستة وعشرون سنة، وفي بداية الخطبة كان حنونا جدا، ولطيفا جدا، ولكن بعد الزواج أتضح لي انه تزوجني انتقاما من أبي الذي طرده من المؤسسة عندما أثبت أنه يسرق منها، وعندما أفلست مؤسسة أبي عاد "عبد الرحمن " وأشترى القسم الأكبر من أسهم المؤسسة وتزوجني زاعما انه سيفتح صفحة جديدة مع أبي )).
ضحكت السيدة "شيخه" ضحكة عصبية ثم واصلت:
- ((آه..رأيت أسوأ كوابيسي معه )).
فقالت لها "ليلى":
- ((ولماذا لم تطلبي الطلاق؟)).
فأجابت السيدة "شيخه":
- ((وأخسر أولادي..لا)).
وبعد أن هدأت "ليلى"قليلا قالت:
- ((حسنا عودي الآن إلى منزلك وأعتبري الموضوع منتهيا )).
فضلت "ليلى" عدم إخبار جدتها بهذه التطورات، خشية الإضرار بصحتها لذلك أخبرتها بأنها رفضت العريس الذي أحضرته السيدة "شيخه".
بعد مرور ستة شهور على هذه الحادثة المروعة سمعت "ليلى" الباب يطرق فارتعشت أوصالها عن غير إرادتها، فقد أصبحت تخاف تهديد السيد "عبد الرحمن" لها، ذهبت "ليلى" لفتح الباب، واستغربت رؤية رجل يرتدي ملابس رسمية، فقالت وقد أنقبض قلبها خوفا:
- ((كيف أخدمك؟)).
فرد الرجل بنبرة جافة:
- ((هل هذا المنزل لك؟)).
فقالت:
- ((أجل)).
فقال:
)) -وقعي هنا أرجوك)).
أخذت القلم بيد مرتعشة ووقعت ثم استلمت ورقة من الرجل، فقالت:
-((ما هذا؟)).
فقال:
- ((انه أمر إخلاء، أمامك ثلاثة ايام للخروج من المنزل )).
فقالت "ليلى" بعد أن شحب وجهها:
-((كـ..كيف هذا؟)).
رد الرجل بصوت بارد:
- ((إن السيد "عبد الرحمن" يملك أوراق تثبت أن والدك قد باعه المنزل، وبهذا تقدم بطلب إلى المحكمة لاسترجاع بيته )).
صدمت "ليلى" بهذا الخبر الكريه فذهبت لغرفة جدتها لتطلعها على الخبر الصاعق، وفي نهاية حديثها لاحظت "ليلى" جدتها لا تتحرك ولا تجيبها فهرعت إلى الهاتف لتطلب خدمة الطوارئ، وبعد انتهائها من المكالمة جلست على ركبتيها ممسكة يد جدتها بين يديها تبكي بحرقة وهي تقول:
- ((لا.. لا ترحلي يا جدتي أرجوك لا تتركيني وحدي أتوسل إليك، أنا واثقة أن السيد "عبد الرحمن" هو الذي قام بتزوير الأوراق)).
أخبرها الطبيب أن الجدة "أمينة " قد توفيت جراء سكتة قلبية وقد يكون سببها صدمة ما، فقالت "ليلى" في نفسها: كل هذا حدث بسبب ذلك العجوز الشرير لن أسامحه أبدا، بسببه فقدت جدتي الغالية التي كانت الأم والأب لي و"لأحمد"، تمتمت "ليلى"وهي تحتضن أخيها الباكي:
- ((سرق منزلي، قتل جدتي، وتركنا في بحر من الأحزان لن أسامحه أبدا، أقسم بأن أجعله يتألم بشدة حتى الموت)).
صرخ "أحمد":
- ((ألن أستطيع رؤية جدتي مرة أخرى؟، أريد جدتي يا "ليلى" أرجوك خذيني إليها، لماذا تركتنا؟ سوف لن أغضبها مرة أخرى، قولي لها أن تأتي، أرجوك)).
اعتصرت "ليلى" "أحمد" بين ذراعيها وهي تذرف دموع لا تستطيع إيقافها من شدة مرارتها.
في عصر ذلك اليوم وصلت مرارة "ليلى" وحزنها إلى أشدها، فتحركت باتجاه الهاتف يقودها اليأس والرغبة في الانتقام، اتصلت "ليلى" بالسيد "عبد الرحمن"، وقالت له بصوتها المكوي ألما:
- ((السيد "عبد الرحمن" معك "ليلى" أريد أن أقابلك على وجه السرعة، لنتفق على موضوع الزواج)).
أجاب السيد "عبد الرحمن" وفي نبرة صوته زهوا وانتصارا:
- ((حسنا، أين نلتقي؟)).
أجابت "ليلى":
- ((ما رأيك في رصيف المبنى المهجور؟)).
أجاب مرتبكا:
- ((حسنا انتظريني هناك سوف آتي في الحال )).
ضحكت "ليلى" بعد أن أقفل العجوز سماعة الهاتف وقالت:
- ((الانتقام لي..ههههههه)).
وكان كذلك التقت "ليلى" بالسيد "عبد الرحمن" بعد ساعتين من إغلاقها سماعة الهاتف، وقد حرصت أن تلاقيه وقت غروب الشمس لتتأكد من أن تأخذ الشمس روحه مع انتهاء اليوم، رأت "ليلى" ابتسامة الشماتة على شفتي العجوز الكريه وهو يقول:
- ((لو كنت وافقت على الزواج بي منذ البداية لما حدث كل هذا)).
اقتربت منه "ليلى" وفي عينيها حزن، ألم ، وغضب هائلين وقالت وهي تخرج السكين من جيبها:
- ((أنت لم ترحمني، ولم ترحم عائلتي، وها أنا أنفذ انتقامي)).
غرزت "ليلى" السكين في صدر العجوز بقوة الكراهية، جعلت السيد "عبد الرحمن "يتألم حتى ذهبت روحه مع غروب الشمس. وكان هذا الغروب الأخير في حياته.
سلمت "ليلى" نفسها للقضاء وقد أثبت إدانتها بجريمة قتل من الدرجة الأولى مع سبق الإصرار.
بقلم :لميس
شكرا انتظر ردكم
التعديل الأخير تم بواسطة بياض الصبح ; 24-05-11 الساعة 09:15 PM
سبب آخر: تعديل العنوان " المدات مخالفة
|