كاتب الموضوع :
اهازيج
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اهازيج |
قصة واقعية قصيرة "إرادة فولاذية !!!! "
درسنا معا في الجامعة وأمضينا أربع سنوات اختلط فيها العلم مع الحب والعمل النقابي والطلابي..لنتبادل بصماتنا في دراسة إدارة الأعمال والمحاسبة وما يعتريها من جد وهزل وتبادلنا النكات والضحكات مع زملائنا لنبني علاقات إنسانية مطرزة بالوفاء والاحترام المبني على أسس من احترام الذات والمجتمع..عملنا معا في الحركة الطلابية وتنافسنا من اجل خدمة الواقع الطلابي وتنافسنا على المراكز القيادية ولفت الأنظار ومحبة الطلبة وتحديدا الفتيات ...!!
صديقي عبود كان فتيا وصاحب جسم رياضي ومفتول العضلات ووسيم الوجه وصاحب نكتة وخفيف الظل وذكي ومحبوب من الجميع..التقينا مرة بعد التخرج وسألني : آه خليلو أنت تعمل في البنوك وفي الائتمان يعني سنبقى نتنافس بس أنا تغلبت عليك !! قلت وأنا أضحك ولا مرة يا بغل.. ضحك ومسكني بقوة من يدي لدرجة آلمتني..قلت اتركني يا رامبو...قال اسمع أنت تزوجت قبلي صح ؟ ..أجبت صحيح...سال كم طفل عندك، قلت عندي ولد ..ضحك وصار ينفخ في صدره وعضلاته وحكالي أنا يا هبيلة انجبت ثلاثة بنات مرة وحدة !! يعني تزوجت بعدك وسبقتك ههههه...قلت ومبسوط يا حبيبي..طيب بكرة بنتقابل وبشوفك وأنت بتتسول باب المسجد ..هههه..ضحكك وصار يمثل انه يبكي ويقول دخيل الله تبرعولي بفلوس أنا مسكين..وضحكنا وذهبنا إلى مقهى وشربنا قهوة وافترقنا.
مضى على هذا الأمر بضع سنوات التقينا مرارا وتحدثنا وكنا دوما نضحك وكان يزداد قوة وعضلاته المفتولة كانت تجعلني دوما أناديه يا بغل وهو يضحك ويقول بابتسامة رائعة ساحرة يا مغيور أنا ليس بغلا...أنا بطل هههه.
قبل شهر اتصلت بعبود لأمور متعلقة بالعمل ولم يرد الهاتف لمدة يومين ..وفجأة رن هاتفي: الو آه عبود كيفك ؟ أجاب بصوت ضعيف أنا بخير ومتأسف لأني لم أرد على الهاتف... كنت في المستشفى..أجبت وأنا اضحك لماذا هل استأجروك لهدم جدران ؟ أجاب أنا أعاني من آلام رهيبة في الرأس وقد أغمي عليه أكثر من مرة وقد اخذوا مني عينات للفحص ؟ قمعت ابتسامتي وغاب اللحن من صوتي واجبت بصوت مصدوم...هل أنت جاد ..شو بتمزح عبود ؟ أجاب والله بحكي جد..أجبت..لا تخاف يا صديقي وتوكل على الله انشاء الله خير..قال بعد ثلاثة أيام ستظهر النتيجة وأنا خائف جدا....!!
جاء اليوم المشهود اتصلت بعبود وإذا به تائه وشبه غائب عن الدنيا وقال النتيجة سلبية: أنا معي سرطان..متأسف أنا غير قادر على إكمال الحديث لأني اشعر بدوار ناتج عن الدواء والحقن وبكى العملاق..فشعرت أن وجهي يتشقق وأقدامي تترنح ودموعي انهارت..وقال أنا خائف على بناتي وزوجتي ..استجمعت قوتي وطمأنته بكل ما يمكن أن يُقال..في الليل الساعة 12 ليلا أرسل لي رسالة يقول فيها: خليل..الله يختبر إيماني صح ؟ قلت له صح اصبر واحتسب...وبكيت وشعرت أن الدنيا لا تساوي شيء وان الإنسان ضعيف ومسكين.عبود لا زال يعمل ويصارع المرض والحياة ومعنوياته عالية جدا ولا زال يمارس رياضة كمال الأجسام وضحكته لا زالت عالية..اليوم اتصلت به وكان قويا وقال والله القلوب عند بعض يا حبيب كنت على وشك الاتصال بك..قلت وأنا اضحك اعتبر نفسك المتصل احكي يا بغل...بعد تبادلنا التحيات..قال والله أنا زعلان أني ما كنت ملتزم دينيا قبل المرض واشعر بندم ولكني اليوم سعيد ومستعد وأنا قدها ما تخاف أنا بعجبك أبو الخل.أنا هزمت المرض وسأبقى متفوق عليكم يا أصدقائي..قلت له طبعا أكيد يا حبيبنا..عبود صاحب ارادة فولاذية ومدرسة حقيقية ..اتمنى له الشفاء العاجل ..ولن ازيد !!
محبتي
أهازيج...خليل
26/3/2008
|
حلوة قصة عبود و المرض و الله .. الله بيعطيك العافية خى خليل .. جميل حديثك .. ورائع .. وتقديمك لشخصية عبود فيها كثير من الفنية .. ثم ابتعاده .. و ظهور المرض .. هذا حديث حزن .. حديث مر و أليم .. ولكن دون دموع و الله .. و الله جميل .. و سوف يصل لقلوب محبيك بأسرع من البرق .. و هذا مؤشر لجمال يسكن هنا .. !!
نعم ابتعادنا عن الله شىء مؤسف .. و لا يجب أن نسلم أمورنا للشيطان يتصرف فى أعمارنا كيف شاء له .. و أن الله يبتلينا بالمرض أو با لأمر الجلل كى نتذكره .ز و نكون قريبين منه هو لا سواه !!
اللهم قوى إيمانك أخى خليل
و أكثر الله من أمثالك ياطيب .. يا بطل الروايات و عراب ليلاس
كن بألف خير يابطل
ربيع عقب الباب
|