المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
قصة قصيرة جراحة قلب
قصة قصيرة " جراحة قلب !!! "
غادرت مكان العمل وأنا متوتر جدا وعرقي يتصبب وقلبي ينبض بسرعة فائقة وكأني اركض هاربا من اعتى مخاوفي وفجأة أوقفت سيارتي على جانب الطريق قرب وادٍ يطل على أحراش صنوبر وبيوت متناثرة كما هي أحاسيسي حينها، وأشعلت سيجارة ونفثت الدخان وابتسمت لفكرة راودتني قد تساعدني على مقاومة صور تقفز إمامي ليل نهار لمحبوبة هجرتني يوما، وكانت الفكرة أن أدخن سيجارا كبيرا واستنشق الدخان فيدور في جسدي ويعتم على تلك الصور ويحجبها عني ناشدا لروحي السلام.وبالفعل فتحت جيب السيارة وأخذت سيجارا كان قد وصلني هدية من صديق لي في أمريكا وأشعلتُ السيجار وبدأت أدخن بنهم وبالفعل شعرت أني لم اعد أركز إلا في السيجار وان الدخان يغزو ذاكرتي وقدرتي على التجريد وفرحت وهلة.. ولكن دارت الأرض من حولي وثقلت راسي وفجأة فقدت الوعي، ولم أصحو إلا في المستشفى وجمع من الأطباء حولي يتناقشون في الإنجليزية عن وضعي ويطرحون الاحتمالات والفرضيات والحلول..المهم قلت يا جماعة ما الأمر قالوا يا سيدي قد ألحقت ضرر كبير بقلبك ويجب إجراء عملية جراحية لتعود إلى سابق عهدك شريطة توقيعك على تفويض للمستشفى يخولنا الإطلاع على ما يحتويه قلبك من صور وحكايا وأفراح وأحزان ومنحنا صلاحية التصرف بما نره مناسبا !!!ضحكت للوهلة الأولى وقلت: هل انتم مازحين ؟ قالوا لا يا سيدي نحن جادين ؟ قلت وإذا لم أوقع على ما تطلبون ما مصيري ؟ قالوا ستعاني من آلام في القلب ما حييت لأنك عبثت بما هو ممنوع عليك...إذن المقصود جراحة قيصرية..ها سيرون حبيبتي وذكرياتنا وربما يصورونها أو ينسخونها أو لا ادري..سيعرفون قمة أفراحي وقمة أحزاني وقمة مخاوفي وو كل شيء...وفجأة نهضت من السرير ونزعت ملابس المستشفى و صرخت بصوت مرتفع أيها الطبيب، فأجاب آه هل أنت موافق ؟ أجبت لا لا لا ...و إليك ردي:
قلبي بستان محرم إلا لمن أحب
لن يكون مشاعا ولو رافقني الألم
لا جراحة ولا كي ..للقلب
قد أعطيت العهود بان تبقى محبوبتي سري
لو مت يا سيدي.. لا لن أفوضك أمري
أهلا بالألم لان كان فيه دوام الذكريات
أهلا بالألم إن كان سيبقيني وفيا على الدرب
وغادرت المستشفى فرحا لأني انتصرت للحب والقلب والذكريات وقررت أن أحيا بسعادة وانشر الفرح والابتسامة كما اعتدت دائما لان هناك من يحبني دوما ...!!!
مودتي
خليل ..أهازيج
25/3/2008
|