المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
بلال فضل, بني بجم, دار ميرت ,2005
بني بجم - قصص قصيرة ... احيانا !!!
(بني بجم) مجموعة قصص قصيرة (أحياناً) للكاتب والسينارست المصري بلال فضل، ولمن يتابع السينما المصرية فهو مؤلف عدد من الأفلام الهابطة والتجارية مثل (خالتي فرنسا- وحرامية في كي جي تو- والباشا تلميذ..) ويرد فضل على الذين يصفون أدبه وكتابته الصحافية بالواقعية والجمال بينما يصمون سينماه بالهبوط، عبر شباك التذاكر والمبالغ الجيدة التي تحققها أفلامه، وهو يعد أسلوبه مميزاً لأنه يعتمد ما يسميه (الهطل) و(التريقة) ويحولها إلى أدب رفيع مقروء من كل الشرائح المثقفة والشعبية، وإذ يعترف له قراء كثيرون بالجاذبية والمقروئية فإنهم يطالبونه أن (يبطل الهباب اللي بيعمله في السينما) ويركز في الكتابة.
لجأ بلال فضل إلى السينما وكتابة نصوصها بعد أن جرب العمل في عشرات الصحف والمجلات وطرد من معظمها، رغم تألقه كسكرتير لتحرير (الدستور) مع إبراهيم عيسى، ولم يبلغ (الحادية والعشرين) قبل إيقاف الصحيفة عام 98م وكان أن حل أزمة بطالته بالسينما حسب تعبير (أسامة أنور عكاشة) الذي يحتفي به ويقدمه في مقالة بالوفد على أنه تلميذه الذي يمكن الرهان عليه، وأنه سيخلف محمود السعدني وأحمد رجب في الكتابة التشريحية الاجتماعية الساخرة.
ما يميز كتابة فضل هو الجرأة في السخرية من كل شيء تقريباً، وتسجيل كل التفاصيل الممكنة واليوميات بلغتها المباشرة وتحويل ذلك كله إلى نص قصصي مشوق وقابل للتصديق ويسهل التعاطف معه، باستخدام المحكية البسيطة جداً يمكن أن يجعل القارئ (يفقد الرغبة في النوم) أو (يموت من الضحك) حسب تعبير قارئ من البلوغرز، كل عنوان في المجموعة يجري شرحه بحكمة أو أغنية أو مثل عامي أو تعبير شعبي، نكتة حاضرة ومتجددة، وواقع بائس جداً لكنه بكاء كالضحك أو ضحك كالبكاء.
يكتب فضل عن طبقة الكادحين أو المطحونين في مصر وحتى حينما يكتب عن أحلام الطبقة المتوسطة فهي لا تعدو وظيفة مقبولة أو وجبة في مطعم محترم، وفي (خطبة) الكتاب التي جعلها في آخره وتردد في تسميتها (بمؤخرة) الكتاب وإنما سماها (بين رجلي الكتاب) ينعت القارئ ب(عدوي القارئ) فهو ضد الصداقة أو الاستجداء بعزيزي هذه الكلمة البغيضة، يتمنى فضل أن يمتلك جرأة وشجاعة صاحب محل كشري في القصر العيني وجد نفسه بين داري نشر علقت إحداهما لافتة (دار الاعتصام للنشر)، بينما الأخرى (دار الفكر للنشر) فقام بائع الكشري بتعليق لافتة على محله كتب عليها (دار البرنس للمكرونة) ويصفه بمنتهى الثقة بالنفس وعدم الانسحاق المكروني أمام النشر والثقافة ويشير بلال إلى سيرته تحت عنوان: (من باب الفشخرة) فيقول إنه من مواليد برج العذراء أو التي تقول عن نفسها إنها عذراء فلم يعد شيء مضموناً في هذا الزمن!
في المجموعة قصص جريئة ومحزنة وساخرة وواقعية وفريدة فللمرة الأولى يمكن قراءة قصة هامشية عن صراع بين عصفورين جائعين وثلاثة ببغاوات في قفص ذهبي وهي القصة التي أحزنت كاتباً مثل أسامة أنور عكاشة حتى البكاء، أو الجرأة التي ربما تحرج محمد هاشم صاحب دار (ميريت) في قصة (ليلة اغتصاب مادلين أولبرايت) وهذا الخيال الجامح، أو الرسالة الطريفة الحزينة التي تلخص أحلام شاب فقير والموجهة إلى (جوليا روبرتس) فهو صحفي شاب يشكو لها من أنه (ضبط) رئيس تحريره التقدمي مع صحفية شابة قال إنه يعلمها (التحرير) فإذا به يدربها على تحرير النصف الأسفل من جسدها، ويشير إلى الاكتئاب الأميركاني الجميل - بيرة وموسيقى حزينة وإجازة في الريف - و(عندنا) نبكي بالقرب من كوبري عباس ونشرب.. ويواصل رسالته إلى جوليا فيقول لها: أنت لست مقسومة أبداً لرجل واحد بل العدل أن تتقلبي بين أحضان رجال الأرض جميعاً لينال كل منهم حظه من السعادة الحقيقية، وبعد أن ينتهي من الإعراب عن الولع بها يطلب منها إيميل (ميغ رايان)!
هذه المجموعة بلغتها اليومية وعفويتها أقرب للنفس كثيراً من معظم القصص والروايات التي تراهن على اللغة وحدها، وعلى التفنن في الوصف والجرأة على التابوهات، في الحياة اليومية ما يمكن لقاص متيقن ذي عين بصيرة أن يحوله إلى نص مضحك مبك فريد وحديث، والمجموعة والجدل الدائر حولها وحول كاتبها الآن وأجواؤها وشخصياتها تذكر برواية علاء الأسواني ذائعة الصيت (عمارة يعقوبيان) ففيهما الأسرار ذاتها والإغواء ذاته، رغم تواضع اللغة والأخطاء الكثيرة في الإملاء والنحو والتركيب، فللقص هنا وللسرد في هذين العملين ما يحملهما فوق أذى النقد إلى قلب القارئ، ولا يمكن التنبؤ متى وكيف ستكتب قصص أو روايات في هذه البلاد كما يكتبها علاء وبلال الذي يصفه عكاشة أنه بالإضافة إلى نجاحاته السينمائية فهو فتى أوتي بسطة في الموهبة وبسطة في الجسد!
[CENTER]للتحميل
4shared.com - document sharing - download ط¨ظ†ظٹ ط¨ط¬ظ….pdf
التعديل الأخير تم بواسطة mico mark ; 22-03-08 الساعة 02:43 PM
|