كاتب الموضوع :
الدوده
المنتدى :
الارشيف
( 2 )
***************************************
ارتدى الاب روب الاستقبال وخرج للصالة منادياً على ابنائه.." هيا يا ابناء تعالوا كلكم ..اتركوا مافي ايديكم وانظروا ..تعالوا وانظروا الى افضل صديق لي على الاطلاق.. اخوكم سيظهر على الشاشة في مقابلة على الهواء... ياهوووو اصبحنا مشاهير.." اجتمع الكل مسرعاً يتسابقون ويضحكون..واسرعت " سوسن" تحضر شريط الفيديو.. ثم جلست بعيده عن زوجها بعد ان اطفأت النور حتى لا يراها احد ويفضح نظراتها له..ونظرت لزوجها قائلة في نفسها.." مالذي فعلته بنفسي.؟!!"
ظهرت المذيعة الجميلة المتأنقة والتي شعرت " سوسن" بغيرة منها قائلة.." مرحباً بكم أعزائي المشاهدين في حلقة جديدة مميزة من برنامجكم صفوة المجتمع...اخترنا لكم هذا اليوم ملك جمال رجال الاعمال..او كما يحلو لي ان اسميه.." المالك الحزين.." ابتسم بدهشه من هذه التسميه... التفتت اليه قائلة بابتسامه عريضة..مما جعل سوسن تبعد نظرها عن الشاشة بضيق..قالت المذيعة.." سيدي الفاضل في البداية احب ان تعرّف جمهورك ومعجبيك ومحبيك ببطاقتك الشخصية.." احمر وجهه خجلاً فهذه اول مرة تجرى معه مقابلة على الهواء وتعجب في نفسه من اين لي معجبين ومحبين وهل يعرفني احد في مجال غير العمل!!! ارتبك وقال بعدها وعيناه لا تثبتان في مكان.." اسمي شاكر امين السامر.. اعمل مديراً لمجموعة شركات الاخلاص القابضة..غيـ ..غير متزوج.." ثم ابتسم بإحراج وقال.." لا داعي لذكر عمري.." ضحكت المذيعة وقالت .." عجيب مع ان المتعارف عليه ان النساء هنّ الاتي لا يعترفن بعمرهن.. حسناً ياسيد شاكر..هلاّ حدثتنا عن اخر اعمالك او عنها بشكل عام.." ابتدأ الكلام عنه بحرية لأنه مجال عمله الذي يجيده تماماً ولا مكان فيه للعواطف...
وفي البيت كان الكل يتحلق حول التلفاز يتابعون اخوهم بشغف وحب..ونظرة اعجاب وحب واضحة من عيني سوسن مسلطة عليه..
اكملت المذيعة.." سيد شاكر.. أين المرأة من عملك هذا..ترى هل لها نصيب من كل مجموعاتك.."
قال بنظرة ارتباك.." بالتأكيد .. ولماذا لا يكون.؟؟!..هناك مجالات خاصة بالمرأة في عملي..والتي لا استغني عنها مثل سكرتيرتي..التي اوجه لها تحية على الهواء.."..وقال في نفسه.." فهي التي ورطتني بكل هذا.."
ومن منزلها ابتسمت السكرتيرة ونظرة الحب مازالت ملازمتها
قالت المذيعة بجدية.." وما رأيك الشخصي في المرأة العاملة ؟! "
كانت اجاباته دائماً تبدأ بصمت قصير..يتحدث بعده..
فقال.." المرأة قد تنجح وقد تفشل..فمثلاً اذا نجحت في عملها قد تفشل في بيتها ..وبعضهن يفشلن في عملهن تماما ..لكنهن ناجحات جداً في بيوتهن.." قاطعته..
"وايهما تفضل؟!"
سكت مندهش من سؤالها لقد حضر ليتحدث عن عمله وليس ليناقش قضية حقوق المرأة العاملة ..كان المفروض ان يقابل معه رجل..لم يظهر من مشاعره شيئاً لكنه قال بعد برهة..
" النوع الثاني طبعاً.."
قالت بهجومية.." اليس هذا تحامل منك ضد المرأة العاملة..؟!!"
اجاب مسرعاً ومبرراً" ابداً.. أنا ليس متحاملاً الدليل اني اوفر فرص عمل للمرأة اما عن النجاح والفشل فهي نظريه عامة فكما ان هناك نساء.. يوجد رجال كذلك..فتجدي الناجح في عمله الفاشل في بيته وعائلته والعكس.."
قالت تريد تبريد الجو الذي كاد ان يتكهرب.."وانت من ايهما؟؟!"
ابتسم وقال.." لا احد..أنا لا عائلة خاصة لدي..انا فقط اعمل.." وبالرغم عنه تنهد..
فقالت مستغلة الفرصة.." وماذا تعني لك المرأة..؟!"
اخذ نفساً وفكر قليلاً وقال.." المرأة هي امي.. واختي..وابنتي فقط.."
قالت بلهجة ذات مغزى.." وزوجتك..؟!"
قال بجمود وسخرية احرجتها.." وماذا ستكون زوجتي غير امرأة..ثم اني غير متزوج.."
ابتلعت سخريته وقالت.." انت رجل الاعمال الاكثر شهرة اعلامياً..تكاد شهرتك توازي أي فنان عالمي.. مع انك فقط رجل اعمال تجاري لا اعلامي برأيك ما سبب شهرتك؟!!.."
حك جانب وجهه بسبابته حياء وقال.." حقاً أنا كذلك..؟!أليس في قولك هذا قليلاً من المبالغة.."
قالت بجدية.."انه الواقع ياسيد شاكر.."
ابتلع ريقه وهزّ رأسه نفياً وهو يقول.." قد تكون اعمالي المنتشرة.." عدل من جلسته وقال بجدية وحيرة.." بالنسبة لرجال الاعمال والشركات والتجارة بشكل عام اعترف اني فعلاً مشهور لأنه مجال عملي..أما الاعلام...فلا اعلم سبب شهرتي به.. وقد تفاجأت عندما رأيت صورتي تغطي غلاف مجلة معروفة مع ان لا علاقة لي به .."
قالت مؤيده.." حتى نحن تصلنا رسائل خاصة موجهه لك..حتى من مخرجين معروفين يطلبونك للتمثيل تصور.."
ضحك وقال برعب.." تصوير ماذا..لا ارجوك..يكفي ما انا فيه.."
ضحكت المذيعه وقالت مكملة.."ربما يكون لمظهرك الملفت كرجال السينما دور في ذلك!!"
احمر وجهه ثانيه واخذ يجفف العرق من جبينه ويقول.." صدقيني لم افكر في ذلك..ولا اذكر اني اهتممت بمظهري يوماً...في اعتقادي ليس لشكلي علاقة بإدارة الاعمال التجارية...اظنه سيكون ضرورياً لو كنت مدير علاقات عامة لأنني عندها سأقابل شخصيات وعليّ ان اظهر امامهم بمظهر لائق..."
وازاد حرجه عندما قالت.." ربما المظهر الفطري لا يحتاج الى زيادات.." وقطعت كلامها وهي تتجه للكاميرا قائلة.." معنا اتصال..مرحباً..اهلاً الصحفيه ماجده من صحيفة المشاهير..تفضلي انت على الهواء.."
قالت ماجدة" مرحباً نهى.. اهنئك فالآن انت افضل مذيعة على الاطلاق.."
ابتسمت نهى للشاشة وقالت: " اشكرك على كلامك الرقيق لكني لا افهم لماذا الافضل؟؟!"
قالت بسرعة.." لأنك الوحيد التي انفردت بحوار صحفي مع هذا الرجل بعد ان حفي الجميع وقوبل بالرفض.هل اكلمه؟!"
قالت نهى:" تفضلي انه معك.."
قالت ماجدة.."مرحباً سيد شاكر ..اريد ان اهنئك اولاً على نجاح اعمالك وتميزك فيها.."
ابتسم بشكر قائلاً" اشكرك واتمنى ان نصل للأفضل.."
قالت ماجدة باندفاع..:" سيد شاكر انا من اشد المعجبات بك..لماذا لا تتقدم للترشيح في الانتخابات..صدقني ستفوز بالأغلبيه الساحقة ...و..." قاطعها
:"استاذه ماجدة...ماجده..لا يمكنني ذلك..فأنا حالياً لا اجد الوقت لأرتاح به فلن استطيع التوفيق بينهما تكفيني مسؤلياتي الحاليه ...شكراً لك.."
استمرت تسأل.." ما يحيرنا جميعاً استاذ شاكر هو هل لك عداء ضد المرأة؟!"
ابتسم بسخرية غاضبة وذلك من حواجبه المقطبة وصمت قليلاً..ثم قال ببرود.." ابداً..ولماذا اعاديها؟!"
فقالت مبررة.." اذن لماذا لا تتزوج الى الآن..رغم جمالك ومالك..وكثرة بنات الحلال الجميلات حولك..!!"
اخذ نفساً عميقاً وهو ينظر طول الوقت للطاولة امامه..حتى لو رفع رأسه يتعمد ان لا تلتقي نظرته بالكاميرا...وقال لنفسه.."هذه الاسئلة ليس لها علاقة بالعمل...لسنا في لقاء فني.."
وقال لماجده.." لا اعتقد ان هناك من سيقبل بي لكثرة مشاغلي..و.. لم التقي الى الان بمن تشاركني حياتي ..."
حاول ان لا يظهر عليه الضيق وهي تقول..:" وما هي شروطك في شريكة حياتك؟؟!"
ابتسم بخجل وقال.."لا شيء محدد المهم الاخلاص وان...لا تكون طبعاً عاملة ..وان..." تردد قليلاً ثم قال بخجل.."وان يدق قلبي حباً لها.."وابتسم محرجاً..
تدخلت نهى قائلة..:" اليس هذا تكبر منك وغرور.. ايعقل انك لم تحب ابداً.."
واراد ان يخفي توتره ويشتت الموضوع تهربا من الاجابه فقال مازحاً..:" هل ستعملين خطابة وتبحثين لي عن بنت الحلال.."
سرت ماجده من ممازحته لها وضحكت .. بينما سوسن تعاني مما يقال..
كانت دقات قلبه تعلو حتى سمعها بوضوح من الخوف والارتباك والتوتر..خوفا من اسئلة اخرى..وتنهد عندما قالت ماجده..:" شكراً لك اتمنى ان تلتقي بها قريباً.."
عادت المذيعة تقول.." ماذا عن مشروعاتك في القارة الآسيويه؟!.."
ارتاح وهو يعود للموضوع الرئيسي .وعادت شخصية رجل الاعمال الواثق من نفسه.فقال.." هناك مشاريع كثيرة تقام في مناطق مختلفة يهتم بها فرعنا هناك...كما ان لي سفرة قريبة الى مصر في القارة الافريقيه كبداية... لبدء عدة مشاريع والاشراف على اخرى منتهية تقريباً..."
قالت نهى..:" ماشاء الله.. الخير امامك ان شاء الله... معنا اتصال من هنادي..الوه هنادي؟! تفضلي.."
قالت هنادي..:" مرحبا سيد شاكر..كيف الحال؟!"
رد ببرود :" الحمد لله اتفضلي.."
كان يستغرب مالذي يدعو النساء للإتصال به..كان يتوقع ان كل متصليه رجال اعمال..او...مهتمين من المستثمرين
قالت هنادي..:" الست سعيداً بهذه النجاحات التي تحققها على الصعيد المالي والاعلامي.."
قال بتعجب..:" من منّا لا يسعد بهذه النجاحات ويطمح للمزيد.."
قالت..:" لكننا نرى نظرة الحزن في عينيك..ولا ابالغ لو قلت لك اننا قمنا بعمل اسبيان وقد لا حظ الكل ذلك.."
ضحك وقال..:" قد تكون نظرة مميزة لي.. فأنا المالك الحزين.."
ضحكت وقالت..:" انها فعلاً نظرة مميزة آسره ..شكراً لك.."
قالت المذيعة..." فعلاً سيد شاكر لقد لاحظت ذلك..فما سرّ هذه النظرة؟!"
قطب حاجبيه وهو يحاول الابتسام لقد ضيقوا عليه الخناق..وقال.." فعلاً نظرتي قبل سنوات لم تكن كذلك...وصديقي مجدي هو الوحيد الذي يعرف قصتها..وقد توفي منذ ثلاثة اعوام..وانا اعتبر ان سرها قد مات معه..لأنك لن تحصلي على شيء مني.."
قالت وهي تمسك بسماعة اذنها ..:" مرحبا معنا اتصال..انت على الهواء جمال الكون.."
انطلق صوت ناعم يقول..:" مرحبا سيدي انا جمال الكون.."
ابتسم وقال مستغرباً :" مرحباً ...اسمك غريب.."
ضحكت بنعومة وقالت:" انه اسم اطلقه عليّ اهل حارتنا لشدة جمالي واسمي نورا..وانا مستعدة ان اتزوجك ..وسأرسل صورتي لك واراهن ان قلبك سيدق حباً لي..ولن تندم.."
كان يفرك جبينه وعيناه لا تثبتان في مكان واحد دقيقة واحدة حرجا وارتباكاً وحياءً..فقال بتوتر..:" لكني لا افكر حالياً بالزواج.." وكان يتمنى ان يقطع الاتصال في هذه اللحظة او ينتهي البرنامج فجأة ..او يقوم هارباً من مكانه اويحدث شيء ما يشوش البث كسقوط القمر الصناعي..!!!!! كل هذا لأنه لا يعرف ان يتصرف او يرد فهذه اول مرة يقابل معه على الهواء...فنظر الى المذيعه مستنجدا التي قطعت الاتصال وهي تقول..:"ستعثرين حتما على فارس احلامك..شكراً لك.."وتوجهت لكاميرا ثانيه وهي تكمل.." اعزاءنا المشاهدين فاصل اعلاني قصير نعود بعده لنواصل لقاءنا مع ضيفنا اشهر رجل اعمال شاكر السامر..ابقوا معنا.."
ظهرت بعدها على الشاشة مجموعة من الاعلانات ...
**********************************
ومن خلف كواليس الاستديو..شرب شاكر ماء بارد وهو يهف على نفسه بمجموعة اوراق..وعندما لاحظ نظرات المذيعة المتعجبة قال..:" آسف ...هذه اول مرة اظهر فيها على الهواء في مقابلة تلفزيونية ..ولم اكن اتوقع هذه الأسئلة ...انها محرجة ظننت اني في لقاء فني.."
ضحكت وقالت بعطف :" انت فقط خجول..انها صفة لم اكن اعرفها فيك...سأحتفظ بها لنفسي.." وهنا اُعطيت إشارة العودة على الهواء فقالت..:" مرحبا بكم مشاهدينا الاعزاء مرة اخرى...نعود لنواصل مع ضيفنا رجل الاعمال الشهير السيد شاكر..." وتوجهت له قائلة:" هل تعتقد ان اعمالك هذه تفي الشباب العاطل عن العمل...او من يبحث عنه لكن ليس له خبرة..."
اخذ نفساً عميقاً وقال.:" بالطبع..فلدينا مراكز للتخصص والخبرة...يعمل بها المتقاعدين عن العمل في شركاتنا فأنا لا اتخلى عن الخبرات...وهناك اعمال ندرّب عليها الشباب ونعطيهم شهادات خبرة ليعملون بها سواء معنا او في أي شركة اخرى..انها معاناة مررت بها شخصياً اول حياتي.."
التفت للمشاهين..:" معنا على الهاتف السيد سعيد الراضي...مدير شركة المنتجات الوطنية...تفضل سيد راضي.."
انطلق صوته مرحاً جريئاً.:" اهلاً بكم ..اوجه التحيه لكل المشاهدين..واحيي صديقي سيد شاكر.."
قال شاكر بفرح وقد كان يعرفه من الماضي.."اهلا سيد سعيد..يسرني سماع صوتك.."
قال سعيد ضاحكاً:" لا تفرح كثيراً انها مكالمة عمل..كنت اريد ان اشاركك في احدى اعمالك كما كنا نفعل قديماً.."
ضحك من اعماق قلبه وهو يتذكر اعمالهم التي كانوا يتشاركون بها..وقال.." يسرني ذلك..حالياً كل اعمالي محجوزة ..لكن لدينا مشروع في افريقيا سنبدأ به قريباً..سأرسل لك اوراقه ودراسته على..." ارتبك قليلاً وقال..:" اين ارسله ؟ اعطيني عنوانك وسأخذه من الكنترول..انه عمل كأعمالنا القديمة يناسبك تماماً.."
قال سعيد من بين ضحكاته.." شكراً لك يا صديقي.. واتمنى لك مزيداً من التوفيق...كما اهنيك على المشروع الاخير ...اثبت رغم بساطته انه جداً مفيد للشباب..."
التقطت المذيعه طرف الخيط معلقة.." شكراً لك سيد راضي ويهمنا ان تعلموا ان السيد شاكر يهتم كثيراً بطبقة الشباب العامل ويحاول توفير اعمال لهم...اليس كذلك.؟!"
هزّ رأسه موافقاً وقال..:" بالطبع..فهم احوج لهذا العمل..فمن المؤكد ان منهم من يريد ان يفتح بيتاً ..ويتزوج.. ومنهم من يصرف على ابنائه.."
عندما قال ذلك كان وجهه يملأ الشاشة..وكانت تنظر اليه زوجة ابيه التي اطرقت برأسها وهو يكمل.." اشعر ان علىّ ان اوفر له عملاً مستعجلاً..واساعده في زواجه حتى لا تطير عروسه بسبب عمله.."
وابتسم بسخريه..فقالت :"خيالك خصب سيد شاكر.."
قال في نفسه (انت لا تعرفين شيئاً) ثم قال لها :" لكنه قد يحصل.."
قالت معلقة :"كل شيء جائز..نعم معنا اتصال مرحباً ..من معي.."
وانبعث صوت حاقد يقول.." اريد ان أسألك لماذا انت بالتحديد ...لماذا قَبِل رجل الاعمال ان يبث معك حواره...مع اني قبل سنتين طلبته في حوار ورفض..هذا لا يدل الا على شيئين... اما ان في الموضوع رشوه او انكما على علاقة...:"
دهشت المذيعه وقالت " لاشيء مما تقولينه صحيح.."
فتدخل شاكر وقال بصوته الجامد الخاص برجل الاعمال.." انا لم التقي بالمذيعة نهى سوى قبل اسبوع عندما اتصلت تطلب مني مقابلة تلفزيونيه..وقبل ذلك لم اكن اعرفها ..اما بالنسبة لك..فربما لم اكن متفرغاً ...او لم يكن هناك ما اتحدث عنه من مشاريع....ثم اني لا احب الظهور في التلفاز وهذا اول مرة اظهر بها.."
عادت تقول بحقد...موجهه كلامها للمذيعة نهى.." على العموم لقد اكسبك هذا الرجل نقاط كثيرة ..اهنئك مقدماً.." واغلقت الخط..
فوجهت المذيعة كلامها للكاميرا قائلة .."لا اعرف عن أي نقاط تتحدثين بالضبط..لكن ذلك حتماً سيثري ملفي الصحفي..معنا اتصال آخر..مرحباً انت على الهواء.."
فقال صوت عابث..:" اهلاً نهى معك مها.. اريد ان اقول لضيفنا الجميل...انني اجمع صورك ومواضيعك كلها..وقد كبّرت بعض البوسترات واطلب منك النظر للكاميرا عندما تتحدث حتى نراك جيداً..وانا اسجل هذا اللقاء على شريط فيديو حتى..."
قالت المذيعة بأسف " اوووه نأسف لذلك يبدو انه انقطع الاتصال.." ابتسم رغماً عته لأنه يعلم انهم الذين قطعوه بعد ان تحول وجهه الى اللون الاحمر القاني...قال بعدها بتردد "شكرا لك..لكني لا اعلم لماذا تجمع صوري..فأنا لست فناناً ولا رجل اعلام.."
ضحكت وقالت:" الا تخاف ان يصيبك الغرور بسبب ما وصلت اليه من نجاح ومكانه في قلوب الناس فأنت مشهور اعلامياً..؟ّ"
عدّل من جلسته وهو يقول..:" فعلاً عندما يصل الانسان لمثل هذه المكانة برغبته وكامل ارادته..فقد يصيبه الغرور...اما في حالتي فمن المستبعد ان يصيبني داء الغرور ..لن يصيبني ابداً اؤكد لك ذلك.."
ضحكت متعجبه وقالت.:" انت تجعلني اشعر انك مجبر على النجاح...اذن في الامر امرأة.."
قال نافياً.:" لا ...ليس في حياتي أي امرأة.."
سألته:" اذن انت لست من فئة وراء كل رجل عظيم امرأة؟!"
ضحك وقال..:" قد اكسر هذه القاعدة واصبح اول رجل عظيم بعد ان رحلت من خلفه امرأة.."
قالت مسرعة..:" تقصد امك..؟!"
اطرق برأسه ولم يجب مما دفع بها بالهمس:"آسفه.." فابتسم بحزن وقال.:" لا عليك.."
********************************
ثم قالت بجدية موجّهه كلامها للكاميرا..." معنا هنا على الخط وزير الاقتصاد..آلو..مرحباً سيد اسماعيل.."
قال الوزير بصوت رزين..:"اهلاً نهى..مرحباً سيد شاكر اهنيك على اعمالك الناجحة مؤخراً..و وددت لو اعرض عليك فكرة هي عن مناقصات حكومية لما لا تقبلها...اعني تشارك في اعمالها.."
ردّ بجديّة..:" اشكرك جداً على هذه الفكرة...لكني احب ان تكون مشروعاتي كلها من تصميمي وشروطي وكاملة الامتلاك لي...حتى استطيع المحاسبة عليها او المسامحة...لكن لا مانع من التفكير ..قد انشيء شركة لهذا الغرض وعندها ستكون تحت تصرفك.." قال ذلك وابتسم ابتسامة جذابة..
قالت نهى بارتباك.." معي اتصال اخر من..رجل اعمال تونسي هكذا عرف نفسه..تفضل.."
قال المتصل بلهجة مكسّرة.." مرحباً سيد السامر...اود لو اسألك...هل لك تعاملات مع البورصة؟! وكيف يمكن الربح بها...والتوقع السليم...!!!"
انتظر شاكر قليلاً ليركز معه في كلامه وهزّ رأسه نفياً أي لم يفهم تماماً ما يريد..فقالت المذيعة بخفوت.." يسألك هل لك تعاملات في البورصة.. وكيف يتعلم التوقع بها.."
ضحك شاكر وقال.." لا سيد رجل اعمال تونسي...ليس لي معاملات بورصية..ولا استطيع افادتك بها...آسف فأنا لا اجيد فن التوقع.."
قالت نهى معلّقة.." لماذا سيد شاكر لا تفعل على غرار رجال الاعمال في مساهمات البورصة .."
اخذ نساً عميقاً وقال..:" الحقيقة..انا احب العمل على ارض الواقع ولا احب المغامرات او المفاجأت التي تحمل معها كوارث غالباً...لذلك لا التفت اليها.."
قالت نهى.:" واقعي جداً..مرحباً اتصال من سماهر.."
قالت سماهر:" مرحباً سيد شاكر...واشكر لك اعمالك الرائعة الخاصة بالشباب..لكن ما يؤلمنا حقاً هو حصولنا على اعلى الشهادات ...وأخيراً لا نجد مكان يحتاجها...ارجو ان توصل صوتي هذا المسؤلين فنحن نتعب للدراسة ونمتع عن السفر للخارج بحجة ان بلدي اولى..لكن بلدي ترفض تشغيلي..وهذا ظلم...فأنا حاصلة على دكتوراة..ولا اجد عملاً.."
ردّ شاكر مبتسماً:" يا اخت سماهر..صوتك بالفعل قد وصل..وانت من اوصله الآن..لكني انصحك نصيحة اخ..لا تعتمدي الشهادة باباً للرزق...ابحثي عن عمل آخر..او عدة اعمال حتى تتوفقي لتخصصك..وشركاتي كلها تحت امرك...ترحب بك وبأمثالك من الشباب..."
عادت سماهر تسأله...:" شكراً لك .سؤال اخر هل لك مشاريع في الناحية الترفيهية اقصد منتزهات للشباب او رحلات سياحية ترفيهية.."
ضحك وقال..:" حالياً لايوجد..لكنها فكرة طرحتيها..وستتم مناقشتها قد يحمل لنا المستقبل مثل هذه المشروعات..ضعي اسمك وعنوانك في الكنترول واذا بدأنا المشروع سأستفيد منك حتماً...شكراً لك.."
ثم وجه كلامه للمذيعة قائلاً " لقد اثرتني هذه المقابلة بأفكار كثيرة رائعة..شكراً لك نهى .." ونظر للكاميرا عالماً بأن سكرتيرته تتابعه بكل شغف..:" وشكراً لك سكرتيرتي العزيزة..انك عاملة مجتهده تستحقين مكافأة.." وابتسم..كان يريد ان يوصل لها انها عاملة فلا تناسبه كزوجه..وكانت تنظر له عبر الشاشة..وتضحك قائلة.." لقد فهمت رسالتك سيدي.." ثم قالت تفكر في نفسها.." قد افكر في الاستقالة وتعلم اعمال المنزل.."
قالت نهى باهتمام..:" عذراً سيد شاكر هناك اتصال من..نعم عادل تفضل.."
قال عادل.." اهلاً سيد سامر..انا من منطقة صغيرة جداً تكاد لا تظهر على الخريطة ..نحن نسمع عنك كثيراً ونتمنى لو يكون هناك رجل مثلك عندنا ..ولأن رجال الاعمال لا يهتمون بنا وبمثلنا من طبقة الشباب..فإننا الآن فوق المئة شاب عاطل..نتمنى ان تحضر وتنشئ مشروع عندنا..وسنكون بالخدمة علماً ان نصفنا متعلم تعليم عالي...وقد طلبنا من كذا رجل اعمال واعتذروا بأن موقع المنطقة غير استراتيجي وغير معروف ..و...شكراً لك.."
اجاب شاكر متحمساً..يسرني ذلك يا عادل..فقط ارسل اسم المنطقة وعنوانك الذي اراسلك عليه وبإذن الله مشروعي التالي سيكون خاص بكم..وسأسميه بمنطقتكم ..وهكذا ستظهر على الخريطة..."
ضحك عادل ونهى وهو ثم اكمل..:" سيكون كل شيء عن طريقك يا عادل..مبدأياً اجمع لي اسماء الشباب عندك ومؤهلاتهم ومعلومات عنهم وافكارهم...وسأكون معكم في اقرب وقت ممكن.." قالت نهى معلقة.:" اليس هذا كرم زائد عن حده..اقصد انه قد يدمرك.."
اندهش من التعبير وقال.." يدمرني!!! لا ...صدقيني ان به ربح خاص لي..فأنا في النهاية تاجر ..وبالطبع به ربح لهم وأفضل شيء فيها والربح الأعظم هو الآجر.. والدعوات التي اكسبها من امهاتهم.." ابتسم وقال:" لقد كشفت سرّ المهنة والنجاح.."
قالت نهى ضاحكة:" معك حق ..ذلك هو الشيء الوحيد الذي سيبقى من عملك..و...اتصال هاتفي من مرام تفضلي.."
قالت مرام مندفعة.." سيد شاكر مرحباً ..سيدي لي تعليقاً على الشاب عادل ..الن يكون في بعد المسافات هذه اخلال بالعمل او المتابعة او صعوبة التوفيق بينهما وبين اعمالك الاخرى المنتشرة في كل مكان..اقول ذلك..لأني اعمل بشركة وقد لاحظت ان اكثر مشاريعها تتعطل بسبب بعد المسافات وعدم استطاعتهم التوفيق بينهم.."
اجاب شاكر باهتمام..:" بالفعل هذه نقطة صعبة في حياة التاجر..بالنسبة لي لا اجازف..ودائماً لدي اسبابي..اما بالنسبة للمسافة..فإذا وجدت اني غير قادر على ايفائهم حقهم ..اتعاقد معهم على مبلغ رمزي..واعطيهم المشروع يديروه بمعرفتهم ..لكن بعد ضمان تدريبهم جيداً..وهكذا اكون قد ارحتهم وارتحت.."
وهنا اتتها اشارة تعلن نهاية وقت الحلقة فقالت وقد رسمت على وجهها ابتسامة دبلوماسية تخفي غضبها وتظهر زهوها وافتخارها وقالت..:" اعزاءنا المشاهدين..لقد داهمنا الوقت لكن لنا لقاء آخر ان شاء الله مع ضيف جديد في الحلقات المقبلة من برنامجكم صفوة المجتمع... وقبل الختام كلمة اخيرة للسيد شاكر او رسالة توجهها للمشاهدين ونختم بها الحلقة ...تفضل..."
قال:" هممم..نعم...اوجه دعوه لكل شاب خاصة شباب وطني..ان يتوجهوا ولا يترددوا الى مراكز التخصيص وعليهم ان لا يعلقوا امالاً كبيرة على الشهادات وان يتعلم الشاب اكثر من مهنة..ومراكزي تفتح لهم ابوابها..واتمنى لكم كل التوفيق.."
قالت المذيعة :" اشكر لك سيد شاكر تواجدك وحضورك معنا ونحن بدورنا نتمنى لك النجاح الباهر في كل اعمالك ..والتوفيق في حياتك العامة والخاصة.."
اطرق عند ذكر ذلك ..وعادت تقول للشاشة ..:" شكراً لكم اعزائي المشاهدين..شكراً لطاقم العمل..والى اللقاء في حلقة اخرى.."
وانطفأت الانوار وتصاعدت كلمات الشارة والموسيقى فقامت "سوسن " واغلقت التلفاز وسحبت شريط الفيديو...واتجهت رأساً الى حجرتها..
****************************
الفصل الثالث..
عندما عاد الى البيت استقبلته اخته بلهفة وسألته..:" ماهو السر يا شاكر..؟لماذا هذه النظرة..!!"
فقال بجفاء وهو يهم بدخول غرفته:" اسألي مجدي.." فأطرقت وهي تقول.." يرحمه الله."..وانتبهت فجأة وقالت :" كيف اسأل ميتاً ؟! هذا مستحيل!!" قال قبل ان يغلق باب غرفته بعنف..:" وكذلك معرفة السر.."فزعت" امل " من عنف الاغلاق...فذهبت مكسورة النفس ورأت امها هذا المشهد وفوراً انطلقت الى الوالد تشتكي له....
دخل غرفته وهو يفك الازرار الأول للقميص ونظر للمرآه واخذ يتأمل عينيه..ونظرته الحزينه كما قالوا له وكما قالت له لمذيعة في التعريف" اصبحت المالك الحزين الآن!! "توجه الى سريره واستلقى هناك ووضع يديه كوسادة تحت يديه..وأخذ يفكر في سرّ عينيه..وقال معلقاً :" ياللإعلام ..حتى عيني صنع منها سرّا"ً..
****************************
في الفصل القادم نعرف سر عينيه...
تحياتي للجميع...
|