المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
سلب الروح - اول قصه من تأليفي
سلب الروح
كان مجرد إنسانا عاديا و لكنه كان يحب الهدوء و يعشق الطبيعه فرافقته أحلامه الورديه في خطواته و راح تفكيره في الجمال فعشقه و أفقه نواحيه و هذا هو أهم ما جناه من الطبيعه.
منتدى ليلاس الثقافي
و كان مما اعتاد عليه هو الخروج منفردا بنفسه ليترك الدنيا و همومها و يذهب إلى مكانه المفضل حاملاً في يده علبة المشروبات الغازيه التي كانت لا تفارقه في خروجاته .
و أخرج حافظة نقوده الصغيره و اشترى مشروبه المفضل و أصر على ألا يفتحه إلا عند وصوله للمكان الساحر الخلاب الذي قد يكون ساحراً في إعتقاده بينما في رأي الغير هو مجرد معبر للسيارات و البشر فوق مياه النهر الكبير ( كوبري ) كما يطلق عليه في قاموس بلدته العامي .
جلس مستنداً على الجدار الحديدي الذي يتخلله الفراغ حتى لا يحجب المشهد الطبيعي الخلاب الذي يصور قدرة الخالق في تناسق الألوان و تداخل الأشجار و الورود التي كان بعضها يلامس مياه النهر الجاريه التي كان ينظر اليها و يطيل النظر غامرة السعاده إياه و لكن هذه المره طالت المده عن جميع وقفاته فراح عقله يجوب في أفكار و أسرار لم يصل إليها أحد حتى أقرب الناس إليه ، و كان ما يشغل باله هو أنه تذكر محبوبته التي عشقها و أحبها حب الجنون و تذكر أيام الطفوله الجميله في المدينه الكبيره التي غادرها دون أن يفتح لها قلبه و يخبرها عما بداخله .
تلك الأيام ترجع إلى أكثر من عشر أعوام ، ذلك هو ماقاله في حاله بعد أن أنهى علبة المشروب و تمنى أن يقابل محبوبته مرة أخرى و يرى كم تغير شكلها .. هل ما زالت قصيرة ؟ ماذا عن شعرها الأسود القاتم الذي سحر أعين كل من رآها ؟ ، أخذ يردد هذه الكلمات و هو في طريقه للعوده إلى المنزل و حتى ملامسة شعره الحريري لوسادته و راح في النوم في هدوء تام حيث كان الجميع نيام و لا يوجد أي مصدر إزعاج يوقظه من نومه الهادئ الذي تخللته الأحلام السعيده و التي أكملت أحلام يقظته ، و كانت محبوبته هي بطلة أحلام هذه الليله التي قال عنها بعدما إستيقظ انها أسعد ليله في حياته .
و أثناء تناول الإفطار مع الأسره وجه له والده سؤالاً كان مقصده عن أخر أخبار بحثه عن العمل أخذ يتحدث إليه دون رد من الابن الذي كان شارداً في أحد الكلمات التي قالها والده و هي ( بحث ) ، رد على والده قائلاً أن البحث مازال مستمراً و طلب منه أن يدعو له بأن يوفق في إيجاد فرصة عمل جيده .
قام ليغسل يده و مازالت كلمة بحث تتردد في عقله الذي انتهى به إلي العزم على البحث و لكن هذه المره إختلفت فهو لن يبحث عن عمل بل عن محبوبته ودعى الله أن يوفقه و يجدها .
خرج مع أصدقاءه الثلاثه كالعاده ليبحثوا عن عمل في البلاد التي اكتظت بالسكان فأصبح العمل فيها أمراً يشابه المستحيل ، بحثوا كثيراً و كثيراً حتى حلت التاسعه مساءاً دون جدوى عندها شعر بالتعب و أخبرهم أنه لن يكمل و يفضل العوده للمنزل و قال أحد أصدقاءه أن يستقلوا سياره للعوده إلى بلدتهم و لكن لن يذهبوا إلى بيوتهم بل إلي المقهى المفضل لديهم فوافقوه الرأي و قال أنه لن يطيل الجلوس على المقهى لأنه يشعر بالتعب و يحتاج لراحة جسده و عقله .
جلسوا على المقهى المكتظ بالشباب العاطل عن العمل الذي اكتفى بالجلوس الغير هادف و لعب الشطرنج و الطاوله و كانتا اللعبتان المفضلتان له ، فلعب و قضى وقتاً سعيداً و كان يفكر أحيانا في الفكرة التي خطرت بباله و هي البحث عن محبوبته حينها أخبرهم أنه ذاهب في طريقه إلى المنزل فودعوه و تركهم على أن يلتقوا في وقت قريب ، غادرهم و هم في اعتقادهم أنه في طريقه للمنزل و لكنه لم يخبرهم حقيقة الأمر فهو كان في طريقه لمكانه المفضل و نهر الأحلام كما أطلق عليه .
و عندما وصل ممسكا بمشروبه كالعاده راح تفكريه في جدية البحث عن محبوبته و هل هي فكرة صائبه أم أنها مجرد نزوة فكريه قد يندم عليها و لكنه استقر على أن يعطي لنفسه فرصة المحاوله في تنفيذ البحث و لم يفكر إطلاقاً على أنه قد تغير شكلها و شكله أيضاً فتلك الفتره الزمنيه ليست بالقصيره فهي تكفي لتغيير ملامحهما عن أيام الطفوله ، رغم ذلك لم يبالي و أصر على البحث عنها عازماً على إيجادها في الصباح من اليوم التالي
اسيتقظ من نومه و تناول الإفطار ووضع ملابسه متجهاً إلى موقف السيارات المكتظ بالبشر فركب سيارة الأجره متجهاً على هدفه الذي أصبح تحقيقه حلم بالنسبة له ، في السياره كان هادءاً و شعر بالملل لطول المسافه بين البلدتين فراح يتحدث مع الرجل الجالس بجوراه حتى نزل من السياره متمنياً أن يكون البحث هذه المره مثمر غير كل مرات بحثه عن العمل .
راح يتجول في شوارع المدينه الكبيره التي قد نسى بعض معالمها فرأي بيوتاً و محلات لم تبصرهم عينيه من قبل و كان الحل الوحيد هو أن يسأل أحد أصحاب المحلات عن المنطقه التي يقصدها ، دخل على صاحب محل فأدله على الطريق الصواب المختصر .
نزل المنطقه متفحصاً البيوت بدقه على العلم أنه لم يكن يعرف اسم والد محبوبته مما زاد من صعوبة المهمه فكان يحبها حب من طرف واحد وعندما سنحت الفرصه غادر المدينه ، ذلك هو ما كان يفكر فيه و هو يمشي بجوار البيوت حتى توقفت عينه عن الحركه أمام منزل قد أحس أنه هو الذي يقصده و لكنه كان في حيره .. كيف يمكنني أن أسأل أهل المنطقه عن منزل شخص لا أعرف اسمه حتى ؟ ، لم يبالي و أخذ يقترب من المنزل حينها دقق النظر و استنتج بعقله الواعي أن هذا البيت لا يسكنه أحد فسأل أحد الماره عما إن كان أهل البيت موجودين أم غادروه فرد بأنهم غادروه إلى الأبد لكن لا أعرف إلى أين إتجهوا ، لحظتها شعر أنه يبحث عن إبره في كومة قش و راح يعتب على نفسه قائلاً في صوت خافت ما أغباها من فكره و أدار وجهه متجهاً إلى العوده لمنزله و نسيان الفكره و كأنها لم تخطر بباله ونسيان تلك الفتاه .
عاد إلى منزله حزيناً بعد رحلة سفر كانت غير مثمره و بحث فاشل ككل مره و أخذ يضحك على نفسه متجهاً إلى غرفته ليخلع ملابسه التي عانت مثله في ذلك اليوم الشاق ، تناول العشاء الذي كان بمثابة و جبتي الغذاء و العشاء معاً ثم دخل لينام دون أن يفكر في أي شيء .
و في الصباح ناداه أحد أصدقاءه كالعاده ليبحثوا عن عمل يضيعوا فيه أوقات فراغهم حيث أصبحت حياتهم كلها فراغ و شعروا بأنهم أناس عديموا الفائده ، لحظتها إقترح واحد منهم أن يسافروا إلى مقاطعه جديده لعلهم يجدوا مرادهم .
أثناء تجولهم في هذه البلده لمح إعلاناً عن فرصة عمل لمصور في شركة طباعة صور و بوسترات المناظر الطبيعيه ، مجال التصوير بعيداً عن مجال المحاسبه بالمره إلا انه يعشق التصوير و كانت هوايته المفضله فكان المنطقي أنه أخبرهم عن إتجاهه لهذه الشركه فكان الرد أنهم سيتصلوا به بعد ساعتين من الان .
تركهم و ذهب في طريقه للشركه داعياً الله أن تكون هذه هي نهاية المطاف و أن يوفقه في تلك الفرصه التي قد تغير له حياته حيث كان راتباً مغرياً حسب ما أفاد الإعلان .
دخل الشركه ثم أخبر الإستقبال بأنه رأي إعلاناً لوظيفة مصور فرد الموظف بأنهم بالفعل في حاجه لعدد لا يقل عن عشر مصورين ليعوضوا نقص المصورين الذين سافروا إلى الخارج ، لحظتها تذكر أصدقاؤه و أنهم قد يجتمعوا على العمل في هذا المكان و سأل الموظف عن المطلوب منه فأخبره أنه سيكون هناك مقابله مع المدير و يجب أن يحضر عدد لا بأس به من الصور التي التقطها من قبل حتى يتأكد المدير بأنه ممن لديهم موهبة إلتقاط الصور ، شكر الموظف و غادر فرحاً و إتصل على أصدقاؤه و أخبرهم عن تلك الوظيفه و لكن كان الرد أنهم لسيوا ممن يتمتعون بتلك الموهبه على إختيار مكان و توقيت الصوره .
أخذ يختار من بين الصور التي إلتقطها على مدار سبع سنوات و وضع أفضل الصور في ملف و عزم على مقابلة المدير في الصباح التالي.
ها هو يقف أمام الشركه الكبيره ممسكاً بالصور في يده ، دخل الشركه و أخبر موظف الإستقبال أنه جاهز لمقابلة المدير فكان الرد من المدير دعه يتفضل .
دخل على المدير و هو قلق و لكنه كان يحتوي ذلك بأنه يتحدث كثيراً مع المدير الذي نظر الي الصور التي سحرت عيناه فقال له أنت موهوب أنت فنان ثم صمت قليلاً ليخرج فمه بالجمله التي غيرت حياته " ستبدأ العمل بعد غد " .
فرح كثيراً و شكر المدير مؤكداً له أنه لن يخيب ظنه فيه و أنه مستعد لتحمل المسؤليه كما أنه سعيد جداً للعمل بهذه الشركه .
كان دائم السفر و الترحال إالى الأماكن الخلابه و لكنه لم يسافر خارج البلادكان مؤمناًبوجود مناطق تستحق إلقاء الضوء عليها و أنه يجب تقديمها للناس ليشاهدوا هذا الجمال النادر الوجود .
سعد كثيرا مديره لنشاطه و تأدية عمله بجد فكان أكفأ المصورين في الشركه لذلك كان الأمر بزيادة راتبه بنسبه لا بأس بهاوقتها دخل مكتب المدير و وجد فتاه فائقة الجمال و الرقه فعرفها والدها المدير عليه و أخبرها بأنه من أكفأ المصورين في الشركه .
و هو في طريقه إلى المنزل كانت صورة الفتاه تترد في ذهنه و صوتها العذب الرقيق يرن في أذنيه و لكنه قطع التفكير فيها معللاً ذلك في نفسه بأنه لا يريد أن يضيع الوظيفه ذات المرتب الممتاز التي وجدها بشق النفس كما كان يرد على نفسه بأنها إبنة رجل من أغنى من عرفتهم البلاد و أي تفكير في هذه الفتاه هو بمثابة حلم يستحيل تحقيقه .
كانت دائما تلقي عليه السلام و هو يرد و قلبه يرقص من السعاده و بدأت بينهم صداقه و كانت تتحدث معه لفترات طويله في شتى مجالات الحياة و لكنه في بعض الأوقات كان يشعر بأنها تعامله و كأنه مجرد إنسان تعطف عليه و موظف لدى أبيها .
و يبدو أنه لم ينسى محبوبته الأولى التي كانت دائماً تشغل فكره من وقت لأخر و لكنه قد سلم الأمر لخالقه على أمل أن يلقاها في يوم من الأيام و لكنه كان خائفاً من أن يعثر عليها في وقت يستحيل له أن يتحدث اليها لأنها قد تكون متزوجه و لكن ما باليد حيله فكل ما يمتلكه هو أن يتوسل الأيام حتى تأتي هذه اللحظه و تكتمل سعادته .
في ملحق التوظيف لأكبر جريده إخباريه في البلاد أعلنت شركة التصوير عن حاجتها لمحاسبين للعمل بالشركه ، و بالتأكيد تقدم عدد كبير ممن يأملون في الوظيفه و كانت الكفاءة هي العنصر المفرق بينهم ، و وقع إختيار المدير على أربع شباب و فتاتين .
إحداهما كان مكتبها بجوار مكتبه فكان الوضع الطبيعي ذهابه للتعرف عليها و تقديم المساعده في حين استطاع ذلك .
و لم يكن يتوقع أن تكون الفتاه بهذا القدر من الجمال فكانت تفوق بنت المدير جمالاً و كانت تتمتع بنصيب من الشبه الطفيف لمحبوبته ، أخبرها أنه مصور في الشركه و أن مكتبه هو الأقرب لمكتبها و سألها عن إسمها فكان نفس إسم محبوبته الأولى و كان سعيداً جداً بالتعرف عليها .
و تطورت العلاقه بينهما و كان حديثهم عن العمل قبل أن يبدأ هو بتغيير مجال الحديث إلى نقاش في أمور الدنيا مما زاد من صداقتهم التي نشبت بعد فتره ليست بطويله .
و بعد أن أصبحوا أصدقاء أخبرها أنه معجب ببنت المدير و لكنه يخشى ان يضيع الوظيفه بأي تهور ، و كان ردها عقلانياً أراحه كثيرا ًو أدركه حقيقة الموقف فهو لا يمكنه أن يفكر في إرتباط بها أو حتى إخبارها بأي إعجاب ناحيتها ، و عللت ذلك بتفسير قوله أنه يشعر بمعاملتها له كموظف عند أبيها و أكملت الحديث بقولها أن مجرد مفاتحته لها لن يجد إلا اسلوب قد يمس كرامته كما قد يؤدي بطرده من الوظيفه .. ما أكثر الفتيات في الدنيا و يمكنه أن يختار فتاه تناسب مستواه و تكون شريكة حياته ، و بعد أن أنهت حديثها احترم رأيها و رزانة عقلها و سديد قولها .
إزدادت علاقة الصداقه أكثر فأكثر فراح يشكولها همومه لعلها تستطيع أن تزيح عنه و كانت أيضاً تشكو له بكل ما يقابلها فيشعر الطرفان بالراحه ، و كانت تقلق عليه في حال غيابه عن العمل و هذا ما كان يفعله هو الاخر .
و كان قد ذكره عقله بمحبوبته الأولى في أيام طفولته فأخذ يحكي لصديقته عنها و كيف كانت جميله و لكنه فارقها و لم يصارحها بحبه لصغر سنهما و ظروف أخرى أحالت بينهم و كم هو يتمنى أن يلقاها ، فكان ردها بدعائها أن يوفقه الله في إيجاد محبوبته و تحقيق مراده و لكنها تعجبت عن هذا الإخلاص الذي يسكن بداخله فكما قال أنه لم يرها منذ طفولته و أكثر من عشر أعوام و رغم ذلك فهو ما زال يتذكرها بل و يأمل في العثور عليها .
و كان قد بدأ يعجب بها و كأنه على مشارف حب جديد و لكنه أراد أن يتحفظ على الأمر لأجل غير مسمى خوفاً من أن يكون قد تسرع في ذلك ، و على الجانب الاخر أعجبت به صديقته و لكنها عزمت على أن تحتفظ بذلك لنفسها فهي لا تعرف حقيقة شعوره ناحيتها ، و يبدو أن كل من الإثنان فضل إخفاء حقيقة مشاعره على الاخر .
و كان دوماً يرى بنت المدير و كانت تجلس معه في مكتبه و يبدو أنها أعجبت بوسامته و لباقته في الكلام و كان في حيره عما ان كان يصارحها بمشاعره ناحيتها أو يكتفي بالصمت كما نصحته صديقته .
و يبدو أن الغيره كانت هي شعور صديقته التي كانت تراه و هو يبتسم مع بنت المدير التي لاحظت صديقته عليها أنها تبادله الإعجاب ، و لكنها في نفس الوقت غمرها شعور بالسعاده و دعت له أن يكون دومأ سعيداً .
وفق أصدقاؤه في إيجاد فرصة عمل جيده و لكن في مقاطعه بعيده عن التي كان يعمل بها ، و كان سعيداً بتلك الأخبار التي كان يتابعها بإستمرار و بالتأكيد كان هناك حفل صغير يجمهعم الأربعه على نفس المقهى الذي لم يترددوا عليه منذ توليهم الوظائف ، و علت الضحكات و كانت السعاده و الفرحه المسيطرتان على الموقف .
و في أحد الأيام أخذ ألبوم صوره و ذكرياته الجميله ليريه لصديقته و كان الألبوم يشمل صور له منذ الطفوله و حتى ذلك اليوم فأمسكت الألبوم بيداها الجميلتان و أخذت تقلب فيه فتصفحته من الأحدث إلى الأقدم و كانت المفجأه !!!
إنه ذلك الطفل الصغير الذي أحبته و يبدو أنها هي فتاة أحلامه التي بحث و حدثها عنها كثيراً ، لحظتها كان مجمل ردها عن جمال الصور و إلتزمت بالصمت حتى تركها أمام منزلها .
جلست على فراشها تفكر في حيره عما إذا كانت تخبره أنها هي من كان يحبها أو حتى تلمح له و لكن كان قرارها أن تلتزم الصمت لفتره .
و كان دائماً حديثه عن إبنة المدير و عن رقتها و أنها تبادله الإعجاب مما جعل شعور صديقته بالغيره يتحول إلى حيره فكانت تبتسم له و هي تفكر ألا تخبره عما تخفيه أبداً .
دخلت إبنة المدير عليه و هي تحمل مظروف أبيض ًغير غير واضح المعالم لإبتسم و سألها عما بداخله فإبتسمت هي الأخرى و أخبرته بألا يفتحه إلا بعد خروجها فوافقها ،
إنها مفاجأة كبرى !! إنها دعوه لحفل خطوبتها على إبن شركه كبرى في المنطقه مما جعل الحزن سيد الموقف .
كانت صديقته الجميله تهدأه و تخبره بأنه لن يختار إلا من له خير فيها و يجب ألا يحزن فالحياه ما زالت طويله متفتحه أمامه وذلك ليس بنهاية الأيام فنظر لها و كان قوله يصف نفسه بالغباء و أنه كان واجباً عليه ألا يفكر فيها من البدايه .
بعد مرور شهرين بدأ يتناسى كل شيئ و كأنه لم يحدث و في هذه الفتره كانت صديقته هي التي تساعده على تخطي تلك المحنه كما وصفها مما جعلها تزداد في نظره إحتراماً و تقديراً .
و يبدو أنه إستقر هذه المره على شريكة حياته التي تناسبه و في إمكانها إسعاده و قد وقع اختياره على صديقته التي يجهل تماماً أنها محبوبته في الطفوله ، فعزم على أن يصارحها بحبه و جهز من الكلمات أجملها و أدقها وصفا على أن يصارحها صباح اليوم التالي .
و بعد إنهاء فترة العمل و أثناء عودة كل منهما إلى منزله عرض عليها أن يتناولا الغذاء في أحد المطاعم فلم تخالفه و وافقته ، و أثناء تناولهما الطعام توقف و نظر إليها فإبتسمت و سألته عما يجول بخاطره فرد عليها بأنه يريد أن يخبرها بشيء فإبتسمت مرة أخرى و تشوقت لسماع ذلك و ردت عليه بأنها تريد إخباره بشيئ و تريه بآخر فعجب لذلك و تمنى أن تكون تحبه كما يحبها و لكنه لم يخطر بباله لحظه بحقيقة الشيئ الذي ستريه اياه ، فسألته عما يريد أن يقول لها فكان رده أنه يحبها ويريد أن يتقدم إلى أهلها لخطوبتها إن وافقت هي على ذلك فابتسمت و كأنها تعرف بحبه لها من قبل و ردت عليه بأنها سعيدة جداً لسماع هذه الكلمات الجميله ثم فتحت حقيبتها الخاصه و أخرجت منها ثلاث صور يرجع تاريخ إلتقاطهم لأيام طفولتها ، مسك الصور و كان متعجباً لما يرى و شعر بأنه يحلم و قال بصوت فرح أانت من أبحث عنها و لم تخبريني بذلك ؟ و أنت من أحببت في طفولتي ، و أخذت الدموع تتدفق في عينيه من السعاده فقالت له أنها تحبه هي الأخرى فطلب منها أن تخبر أهلها بأنه سيأتي لزيارتهم في منزلهم بعد يومين .
و استعد أهل العروسين و اصطحب والديه و هو في قمة السعاده و كأن الحلم يتحقق ، وافق أهلها عليه طالما هي وافقت و حددوا ميعاداً لحفل الخطوبه السعيد .
و بعد مرور أكثر من ثلاث أشهر إصطحب زوجته الجميله إلى المكان الأكثر دفئاً و الذي يغمره بالسعاده و لم ينسى أن يشتري لها واحد من نفس مشروبه المفضل ليقفا و النهر يجري تحت أقدامهما و هما في غاية السعاده و يتبادلان الصمت و الإبتسام و النظر إلى جمال الطبيعة الخلاب
تمت
|