الموضوع للدكتور نبيل فاروق اعجبني فنقلته لكم
اول سؤال تتفتح عليه عيوننا , في لحظات الصبا الاولى..
ما هو الحب؟
ما طبيعته؟
وماهيته؟
وحدوده؟
ومع اول خفقة حب في قلوبنا , ننسى كل هذا..
ونحب..فقط نحب..
فالحب اشبه بنسيم دافئ, في يوم بارد,قارس البرودة, ماان يشعر به جسدك, وينبض به قلبك, حتى ينتعش كيانك كله, وتتغير كيماوية مشاعرك في لحظة واحدة, وتغرق حتى قمة رأسك في بحر من العواطف, لم تكن تتصور وجوده حتى في اعماقك..
فقديما كانت لديك معارف..وصداقات..
وزمالات..
وجيران..
واقارب..
واسرة..
ثم فجأة,اضيف الى القائمة ضيف جديد..
حبيب..
شخص ما لا تكاد تراه, حتى لا يكتفي قلبك بالخفقان, والرقص بين الضلوع, وانما ينقل نبضاته وخفقاته الى كل عرق وشريان في جسدك..
بل وكل ذرة في كيانك..
وعندما تتطلع الى وجهه وعينيه, تتمنى لو انه بحر وانك سمكة تعيش فيه الى الابد وتحيا وتتنفس في اعماقه..
ولن تمل النظر اليه قط..
ستأمل لو ان عينيك قد التصقتا به, وانتقلتا اليه,واصبح بامكانهما ان يتابعاه في غدوه وروحه, وليله ونهاره , وصعوده وهبوطه..
وعندما يغيب عن بصرك ستعدو روحك خلفه, وتلهث وراؤه وتترك جسدك دون استئذان لتلقي نفسها بين ذراعي ظله..
وعندما يختفي من امام بصرك, سيولد مرة اخرى في عقلك..
في خيالك..
في كيانك..
في وجدانك كله..
ستراه داخلك كل لحظة, وتشم رائحته في كل مكان, وتشعر بوجوده في كل موقف..
حتى احلامك, ستحوم كلها حوله , معبرة عن شوقك اليه ولهفتك عليه, واملك في ان تصحو لتراه امام عينيك..
واذا ما لمسته يوما, فستشعر وكأن هذه اللمسة قد اطلقت تيارا كهربيا ناعما رقيقا, ولكن قوته تكفي لانارة الف مدينة, لالف الف عام..
وسيسري هذا التيار في جسدك طويلا ..
طويلا جدا..
وسيضيء نفسك..
وقلبك..
ومشاعرك..
النور سيغمر كيانك, حتى ولو كنت في قلب الظلام واعماقه..
وقلبك سيشتعل بشعور مبهر..
جسدك كله سينطلق بنشاط لم تعرفه في حياتك ابدا..
ولن تنسى هذه اللمسة ابدا..
ستحتضنها اطرافك العصبية وتختزنها..
وتدمنها..
دوما ستتمنى ان تحظى بها ثانية..
وابدا ستحفرها في عقلك..
ولفترة طويلة ستقدس موضع تلامسكما وتعشقه, وتغمره بعواطفك وقبلاتك وحنانك..
اما كلمات من تحب, فستبدو لاذنيك كأجمل واعذب موسيقى في الكون كله..
لحنها سيثب من اذنيك لقلبك مباشرة وستشعر به يرقص على اجمل سيمفونية في الوجود..
سيمفونية لن يملها كيانك قط..
وسيظل يعزفها ابد الدهر..
سيمفونية يقودها قلبك , ويعزفها اوركسترا خلاياك كلها..
الى ابد الابدين..
اما ابتسامة الحبيب فهي دنيا ما بعدها دنيا..
هي اجمل مشهد تراه عيناك..
واعظم لحظة يعيشها بصرك..
واكبر متعة تحظى بها مشاعرك..
واسعد لحظة يعيشها كيانك..
ابتسامته هي ابتسامة الدنيا في نظرك..
هي ضحكة الكون..
وفرحة العمر..
وامل كل يوم..
بل هي هدف, ستسعى اليه منذ تفتح عينيك في الصباح , وحتى تغلقهما في الليل.. وحلم اما ان تراه او تتمنى رؤيته طوال الوقت..
اما لو بكى من تحب , فستشعر بقلبك يبكي معه..
يبكي دما..
دموعه ستصبح حمما ملتهبة , تلتهم اعصابك ومشاعرك بلا رحمة..
ولن يهدأ لك بال حتى تمسحها..
حتى تمحوها بكل قوتك..
وكل حبك..
وحتى تعود اليه الابتسامة..
وبأي ثمن..
واحلامه ستصبح بالنسبة لك اهدافا , تسعى قبله لتحقيقها له..
امنياته هي امنياتك.ز
رغباته كل ما تقاتل من اجله..
كل ما يريده هو امر مباشر لقلبك..
لكيانك..
لقدراتك..
وآه لو نطقت شفتاه بكلمة حب واحدة..
عندها ترتجف اذناك, وتنتقل ارتجافتهما الى قلبك, ومشاعرك..
الى كل خلية في جسدك..
وسيخفق قلبك..
ويخفق..
ويخفق..
ويستمر في الخفقان ,مادامت الكلمة تتردد في اعماقك وتعربد في وجدانك..
ولن تنساها ابدا..
ابدا..
ولا تسأل نفسك لماذا..
فهذا هو الحب..
شعور لا يمكن وصفه بعبارات محدودة..
او حتى في بحر منها ..
فهو يحتاج الى محيط من الحبر..
وشلال من الورق..
وقرون من الدهر..
وموسوعات من الشعر..
واطنان من الاقلام..
وفيض من المشاعر..
ونهر من الاحاسيس..
وبحيرات من الانفعالات, و....
قلب يحب..
قلب واحد خفق بالحب, يكفي لمنحنا جواب السؤال..
فهذا هو الحب..
الحب..
كل الحب..