كاتب الموضوع :
ak-spl
المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
تكملة .........
تابع ....................
7-– التجارب العلمية :
هنالك علوماً كثيرة تـُعرَف بالتطبيق التجريبي بما يتعلق بها ؛ وذلك من جهود
علماء متخصصين أو جهات علمية مختصة ، وهذه التجارب نوعان :
مضر ، ونافع .
وفي كلا النوعين للتجارب العلمية تكون عملياتها محاطة بغطاء أمني خاص سري
لضمان عدم تسرب نتائجها المصيرية لجهات عدوّة أو يخشى منها ؛ أو جهات
تسبب نوعاً من العراقيل بخصوصها ! ، وهذا بخصوص التجارب المدعومة
" حكومياً " .
أما بخصوص التجارب العلمية " الشخصية " ؛ التي يجريها أحد العلماء أو
مجموعة منهم بدون علم الدولة ومؤسساتها الحكومية فهي تجري بالخفاء
بعيداً عن أنظار الدولة ، ويمكن بشكل أو بآخر أن تصل إلى يد الدولة أو في يد
دولة أخرى حسب توجّه من قام بها ومبدئه ! ،
وأحياناً لاتقع نتائج أبحاثها هنا أو هناك ، بل يحتفظ بها القائمين عليها لأسباب
خاصة ! .
إلا أن طبيعة مثل هذه التجارب وما يصاحبها من أهمية وسرية يجعلها تخوض
في أمور علمية عويصة أو نادرة أو خطيرة أو محورية ؛ مثل الأبحاث :
الوراثية ، والبيولوجية ، والفضائية ، والباراسيكلوجية ، والنووية ، والحربية ،
والجيولوجية ، والطبية ، والإليكترونية ، والفيزيائية ؛
وغيرها مما هو في درجة أهميتها البشرية العلمية والعالمية ! .
" وخطورة " هذه الأبحاث والتجارب العلمية المختصة تكمن في
" نتائجها المصيرية " ، التي يمكن أن تنفع البشر إذا اُحسن إستغلالها ،
وبالمقابل يمكن أن تضر البشرية إذا اُسيء إستخدامها ؛ لأن العلم هو نفسه
سلاح ذو حدين على حسب ووعي مستخدمه ! .
وتــُصوِّرُ للقراء أو المشاهدين بعض قصص الخيال العلمي جوانب مختلفة
ومتعددة من النتائج العلمية التجريبية والبحثية " الإيجابية والسلبية " – وإن كانت
في معظمها تركز على الجانب السلبي – حيث تظهر في حيثيات القصة
" الدوافع البشرية " الخيّرة والشريرة لتلك التجارب والإختراعات ؛ مابين فئة
تريد الخير لبني البشر من نواتجها ، وأخرى تضمر الشر لتفعله بواسطتها ! .
ويلاحظ القارئ أو المشاهد للقصص المذكورة بخصوص هذا الجانب المهم أن
فيها " نداءً خاصاً " لِلـَجْم أطماع البشرية التي لاتنتهي ؛ التي قد تقود فئة منها
إلى الإضرار بالباقي على حسابها ! ، وأن كان فيها كذلك بعض التصورات
المتفائلة في رقي مستوى البشر في طفرات كبيرة متسببة من جهود خيّرة مخلصة في تلك المجالات العلمية التي تــُطبَّق في أرض الواقع ! .
والتصورات العلمية عن نتائج تجريبها في قصص الخيال العلمي تحتاج إلى :
تفهُّم خاص لطبيعة التجارب العلمية التي تحدث في أماكن مختلفة في أرض العالم ،
وإلى فهم آلية النفس البشرية الراغبة نفسها ومدى طموحاتها وأهدافها ،
وإلى إجادة نشر الوعي الفكري في أهمية المعرفة عن إتجاهات التجارب العلمية ،
وكذلك إلى إتساع المدى الفكري في العمل الأدبي التوعوي .
8 – المغامرات :
هنالك أمور تحدث ذات أهمية قصوى ، تحتاج إلى نوع خاص من " التحرّك "
تجاهها ، في سبيل الوصول إلى " نتائج " حاسمة بشأنها ، وهذا التحرك في هذه
الحالة يأخذ شكل الجرأة والعزم للوصول إلى تلك النتائج .
فتجد في كل القصص العلمية الخيالية نوعاً ما من المغامرة والمخاطرة ، بخصوص
" عناصرها " القصصية ، وتكون غالباً ذات طابع تدريجي أو تسارعي ؛ يجعل
القارئ أو المشاهد في حالة من الإثارة الداخلية التي ربما انسجم معها بشكل ما ،
فللمغامرة وِقع خاص في النفس يشعرها بمعنى الكفاح لأجل فعل شيء
أو الحصول عليه ! .
ولا تسأل عن أنواعها وأوضاعها المتعددة ؛ التي يتفنن الأدباء أو المخرجين في
صياغتها بصور شتى ! ، ففي أي مغامرة في مثل هذه القصص الشيقة تلاحظ
أن النفس البشرية – مُمثلة مثلاً في شخصيات أبطال القصة – تحاول بعدة صور
دحر الخطر الذي يهدد مايتعلق بها ! ، وتلاحظ كذلك كيف يحاول الإنسان الإحتفاظ
بحياته والفرار من الهلاك قدر طاقته ! ، وربما واجه الخطر أو تصدى له لحماية
غيره أو نفسه ! .
والتصورات في قصص الخيال العلمي عن مغامراتها تحتاج إلى :
حذاقة الكاتب المؤلف أو المخرج في تراكيبها اللفظية المؤثرة المعنوية ،
وإلى إيجاد المخرج المنطقي القصصي للبطل ومعاونيه أو بعضهم ،
وإلى إجادة الصياغة التعبيرية التصويرية لأحداث المغامرة ،
وإلى وضع نهاية مأساوية مناسبة للمجرم ومعاونيه ،
وإلى إدراج اللمحات المناسبة فيها التي تحوّر أو تبعد فكر القارئ من معرفة
حقيقة نهاية المغامرة ،
وأيضاً إلى إدراج جوانب درامية عاطفية وشعورية مؤثرة في أحداثها المتغيرة .
9 – الألغــــــاز :
" الشيء " الذي لايعرفه الإنسان أو يجهله قد يثير في عقله التساؤلات في سبيل
فهمه أو معرفته ، ولكن هنالك " أشياء " تحدث ليس لها تبريراً واضحاً قريب
من الفهم ! .
والغوامض والمجهولات – كما يبدو – هي أكثر من المدركات المعلومات ،
ورغم " كثرتها " إلا أنها تظهر أحياناً في عالم الإنسان المادي بشكل رمزي ،
لتتحدى أو تغير بعض ما ألِفه من فهموم وعلوم ! .
" واللغز " وما يتفرع منه من غموض ، وأسرار ، وأحاجي ٍ ، ومبهمات ،
وخفايا ، وغرائب ، وعجائب ، ومجهولات ؛ هو من أكثر الأمور التي تحير فكر
الإنسان وتثير فضوله ، وقد يثير فيه هذا اللغز كوامنه العقلية والإنسانية الفطرية
ذات المستوى الفائق ( مواهبه ) ليسبر أغواره ويفهمه بشكل واضح أو معقول ! ،
أضف إلى ذلك أن " الغموض " ومترادفاته اللغوية هو عامل جذب قوي للنفس
البشرية المفكرة والمتسائلة ! .
وكثيراً ما تبدأ " مرحلة اللغز " في أحد قصص الخيال العلمي في بدايتها ،
أو وسطها ، ومن النادر أن تكون تلك المرحلة في نهايتها – إلا إذا أراد الكاتب
أن تكون " شرارة " فكرية قصصية لما بعدها من قصص ! – ثم تبدأ الحيثيات
الأخرى والأحداث في القصة ذات العلاقة بهذا اللغز لإكتشاف معانيه
وفهم ماهيّته ! .
ويرى القارئ لمثل هذا النوع من القصص العجيبة أن " حـَلَّ اللغز " فيها يكون
في أكثر الأحيان بأسلوب غير عادي أو غير متوقع ! ، وقد يكون جواب اللغز
فيها :
إنساناً ،
أو مخلوقاً من عالم أو بُعد آخر ،
أو مؤامرة أرضية أو فضائية ،
أو حتى نظرية علمية يصعب فهمها تكون من وراء أحداث القصة
بغموض ساحر وتعقيد فكري جذاب !! .
وغالباً ما تجد في السياق القصصي لقصة من هذه القصص أن بعض حلــّها يظهر
فيها في " حوار كلامي " يشبه العادي من الكلام ،
أو في تلميحات مقصودة من المؤلف الأديب في أحداث معينة فيها ؛ تمهّد للفكر
تدريجياً لكي يستوعب القارئ " حلَّ اللغز " ، الذي يكون هو الآخر غالباً بعيداً
عن الأذهان !! .
والتصورات الغامضة واللامفهومة في قصص الخيال العلمي على شكل ألغاز
تحتاج إلى :
إستطاعة روائية خاصة في الإيهام والإبهام ،
وإلى إجادة إيجاد التعقيدات الفكرية المعنوية ووضعها في سياق القصة بشكل
لامحسوس ( بخصوص اللغز ) ،
وإلى إحاطة لغز القصة بجوانب مثيرة ومرهبة ومصيرية ! .
10 – المفاجــــأءات :
كل شيء لايـُتــَوَقــَّعُ حدوثه هو " مفاجأة " ، ولها أثر خاص في النفس بأي
أنواعها ، وهي الشيء الذي يحدث على غير توقع وبدون أي سابق إنذار .
وهي من ضمن أساسيات الجوهر القصصي في قصص الخيال العلمي ،
حيث تظهر بشتى الأنواع والأوضاع فيها ؛ بشكل يعطي القصة بعداً رائعاً مؤثراً .
فيجد القارئ لها في سياق أسلوبها أحداثاً تبدو إعتيادية ، ومايلبث أن يرى فيها
دخول " أحداث أو عناصر قصصية " غير مرتقبة وغير متوقعة ؛ يكون لها دوراً
خاصاً أو محورياً في متن القصة ، وبالطبع يكون تأثيرها في القصة هو الآخر
غير عادي كذلك ! .
وفي المفاجأة القصصية نوع من التجديد ، ومسحة من الإثارة والتشويق ؛
مع شيء من الترقب عن حدوث تداعياتها وآثارها ؛ كونها تحمل معها شيئاً
مجهولاً للقارئ يؤثر في مسار القصة ! .
ويتفنن أكثر الأدباء ذوي الإتجاه العلمي غير العادي في تنويع " نوع المفاجأة "
في القصة ، فيجد القارئ نفسه أمام مفاجأة غير مرضية لأبطال القصة ؛ وما يلبث
مع تسلسل الأحداث فيها حتى يجد نوعاً آخر من المفاجأءات المفرحة أو الإيجابية
التي تدعم أبطال القصة لينسى القارئ تلك المفاجأءات السلبية التي حصلت ! ،
وأحياناً يبرعون في صياغة سلسلة من المفاجأءات المختلطة أو المعينة
في أسلوب القصة ؛ ليجد القارئ نفسه تتذبذب هنا وهناك جيئة وذهاباً مع أحداثها
المختلفة ! .
والتصورات التي تكون في قصص الخيال العلمي التي تعني بالمفاجأءات
تحتاج إلى :
قوة الإبداع الروائي ،
وإلى إجادة المزج الروائي بين العادي وغير العادي عبر أحداث قصيرة وسيطة ،
وإلى البراعة في إدراج عنصر المفاجأة في أحداث وفصول معينة في القصة ،
وإلى توقع الكاتب أو الأديب لما يمكن أن تستشعره نفس القارئ في حدوث
المفاجأءات القصصية ! .
11 – الأدوات الإحترافية الأدبية :
يحتاج الأدباء والمؤلفين والكــُتــَّاب في صياغة كتاب أو مقال أو موضوع إلى
" أساليب " تأليفية أو روائية خاصة ؛ تحافظ على " جوهر " الفكرة أو القصة
من جهة ؛ ثم تستطيع من جهة أخرى إيصال المعنى أو المفهوم النصي إلى فكر
القارئ بعدة أساليب فكرية معنوية .
والمواضيع العلمية وغير العادية منها إذا اُريد صياغتها في قالب أدبي قصصي
فتحتاج إلى إبداع خاص وجهد إضافي من الأديب الكاتب ؛ لتوضيح الجانب
" العلمي " في أرضية " أدبية " حوارية ؛ قد تكون فيها مؤثرات خيالية نابضة ! .
فأساليب :
التشويق ، والإثارة ، والإغماض ، والتشبيه ،
والتأثير النفسي ،
والربط المعنوي ،
والتدرّج المرحلي ،
وإتفاق الأحداث ،
وتناقض المصالح ،
والصراع بين الخير والشر ،
وتوافق الرغبات ،
وانسجام التوجهات ،
والتعليلات ،
والإفتراضات ،
والمحادثات ،
ووصف التعابير الشعورية والشكلية لعناصر القصة ؛
وغير ذلك ، فكل ذلك في الأعمال الأدبية المميزة تحتاج إلى :
سمو فكري راق ٍ ،
وحس أدبي فائق ،
وموهبة خاصة أدبية ! ،
وذلك مايجعل التصور الفني والعلمي لها خانة المرغوب والمفضل
لدى كل قارئ ,,
//// ( خاتمة ) \\\\
ماذِكر في هذا الموضوع عن الخيال العلمي هو محاولة جادة مني لعرض
" نقاط مهمة محورية " عن أمور أراها مهمة في أدب الخيال العلمي
وتشعباته الموضوعية المختلفة ، كون ذلك يسهم بشكل ما في تجميل وتحسين
التأليف والإبداع الروائي في وطننا العربي الحبيب ، ويسهم أيضاً لأن يعرف
الإنسان جوانب أخرى غامضة أو غير عادية في عالمه الرحب الذي هو من
منظور آخر عالم صغير جداً في الكون .
وماذكِر كذلك هو رسالة شكر ومودة لكتابنا وأدبائنا العرب الذين أخلصوا
لنا بأقلامهم الرائعة المبدعة ، وبآرائهم الهادفة السامية .
وأشكر كل من قرأ هذا الموضوع وفهمه أو فهم شيئاً منه ،
والحمد لله رب العالمين ،،
التعديل الأخير تم بواسطة ak-spl ; 28-02-08 الساعة 03:36 PM
|