هـُــــوَ ! ..
" هُــوَ " .. ( وبكل صراحة ) .. ضمير الرجل .. وقلبه وكيانه ..
كلمة غائبة المعاني .. تشعره بإحساس الرجولة .. ومسحة من قوة الذكورة ..
وصلابة الـ " هُـوَ " الرجولية الفطرية هي صلابة محببة إلى الـ " هـِيَ "
ولو لم تصرح هي بذلك ..
وذلك الشعور منها عنه – وبسبب غامض – يدغدغ في قرارة نفسه
رجولته الحقيقة وشجاعته الكامنة ! .
" هُــوَ " الحقيقي هدف مصيري لكل " هـِـيَ " حقيقية ..
إنه لها محور حياتها .. وجوهر أساسها ..
إنه لها الأمان .. والرعاية .. ومعنى التضحية ..
ومصدر العطاء الشاعري ..
والفيض المعنوي السامي ..
وهو لها الصدر القوي الحنون .. الذي يقيها من عواصف الحياة القاسية !! ..
" هُــوَ " .. مُمْـتـَحن بها في طول حياته وعرضها .. ولامناص له منها ! ..
يكافح لأجلها .. ويستميت في صراعات الحياة ليحصل من الـ " هـِـيَ "
على إبتسامة هي من أجمل إبتسامات الوجود ..
ليرضيها ..
ويرضي ذلك المارد الأنثوي الكامن في أعماقها ..
ليغرقها بصدق حبه وزخات عواطفه وقوة مشاعره ..
ومن أحد الزوايا المعنوية .. يرى الناظر أن " الرجل " مجند إجبارياً
لبناء حياة " المرأة " وإرضائها ..
" المرأة " ..
التي طـُبـِعت بختم خلقي في أغوار نفسه منذ الأزل ..
مازال " هـُوَ " متحيراً كثيراً أو قليلاً من عالم وكيان حواء !! ..
وحُـقَّ له أن يزداد في نفسه حيرة وإرتباكاً من كيان أنثوي يواجهه في ساحة الحياة
أينما حلّ ..
هذا الكيان الذي يمكن أن يفعل في نفسه الأفاعيل
في أي لحظة قدر مفاجئة تواجهه منها .. وبلا شعور منهما !! ..
إنه لم يزل يقدم الإعتراف تلو الإعتراف بحتمية هذا القدر الذي بينهما ..
الكلام عن الـ " هـُـوَ " كثير ومتشعب ..
كما الحديث عن الـ " هِـيَ " أكثر وأعمق ..
حَكـَمَ الخالق على الرجل بأنه ليس وحده منذ أصل الخليقة ..
ولايمكن له أن يكون وحيداً في هذه الحياة بدون نصف آخر رقيق ناعم شاعري ..
الذي يعطف عليه ويواسيه ويشعر به ويرقّ له ..
الذي يصوّر له الحياة من أجمل جوانبها وأروع أحلامها ..
الذي يكمّـل نصف حياته وشعوره وأمنياته ..
ويكمّـل ويحفـّز تبعاً لذلك كل عواطفه الشاعرية المدفونة في كيانه الرجولي !! ..
إنه يتعجب ويقول في نفسه :
كيف يمكن لحورية الحنان والرقة هذه منحه تلك القوة الغامضة المصيرية
التي تدفع حياته دفعاً إلى الأمام وبكل ثبات وثقة ؟؟! ...
كيف ؟؟! ..
حتى كاتب هذه السطور القليلة لايعلم كيف ذلك !! ..
------------------------------------------------------------------------------------------------------
( ملاحظة بسيطة ) :
أعذروني عن أني لم أذكر في كلامي هذا ذلك الصراع السلبي الغريب بين الرجل والمرأة في الحياة البشرية ؛
لأن الكلام عنه يحتاج الى موسوعة نفسية وإجتماعية كاملة تتناول جميع أسباب تلك المشاكل العاطفية والإجتماعية
المعتادة بينهما ، والتي يبدو أنها لن تنتهي إلى اليوم الذي يرث الله فيه الأرض ومن عليها ! .
فقط ذكرت هذا الموضوع من وجهة نظر عاطفية خاصة ، ولكي أحاول التذكير بأهمية التفاؤل والإيجابية
في العلاقة بينهما ، وذلك رغم كل التشاؤم الذي يقال بخصوص " ماهية " العلاقة بين الرجل والمرأة ! ،
لأني في الإتجاه المضاد للتشاؤم !! ..
وشكراً لتفهمكم وآرائكم ، ودمتم بخير وعافية .