(( مابين الذات وتوكيدها ))
من فوائد السلوك التو كيدي ( للذات ) تقوية الشخصية واستشعار الراحة النفسية , وانتفاء المشاعر السلبية الضارة التي من شأنها تقويض التفكير الإيجابي نحو الحياة والتفاعل البناء والمثمر مع الآخرين ومخالطتهم بشكل مرضي وصحي في آن واحد ,
والمراد بتوكيد الذات :
- قدرة الشخص على التعبير الملائم تجاه الأحداث التي تلم بالفرد والمطالبة بحقوقه دون خوف أو مواربة تجنبه المجاملة والمسايرة لمن هم يستغلون ضعفه وليونته مما يمنحه قوة وهيبة يشكلان سياجا منيعا ,ودرءا حصينا , ومتنفسا فسيحا لمعضلات الحياة اليومية الأمر الذي يجنبه العلل النفسية مثل الرهاب الاجتماعي , والاكتئاب , والقلق , والتراكمات المرضية الأخرى التي من شأنها الأضرار بالسلوك والانسجام المتكافئ الذي من فوائدة دعم الذات وتنمية أواصرها إيجابا مما يمكن صاحبها من رؤية قدراته الحقيقية والحكم على ردود أفعال الآخرين بشكل متزن وقياس متكافئ ديدنه الحكمة والعقلانية دونما غطرسة أو تكبر
0
إن مابين الذات وتوكيدها شعرة فلنسمها مجازا ( مصطلح شعرة معاوية )
كناية عن حسن السياسة أو الدبلوماسية في المصطلحات الحديثة 00 تلك الشعرة هي الذات التي تسكن في الدماء وتغذي العظم واللحم وتبعث في العقل الحيوية والبهجة وتمنحنا اندفاعا بناءا للرقي والتقدم 00قيمتها تعطيك الحق في الدفاع عنها وعدم التعدي عليها بيديك أو بأيدي الآخرين ( فلا تكن إمعة ) لارأي لك ولاعزم , كثير التردد والحيرة ,أينما اتجهوا الناس اتجهت , وكيفما قالوا صوبت 00بذلك حذر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بقوله ( لاتكونوا إمعة تقولون : إن أحسن الناس أحسنا,وإن ظلموا ظلمنا ,ولكن وطنوا أنفسكم : إن أحسن الناس أن تحسنوا , وإن أساؤوا فلا تظلموا ) رواه الترمذي وحسنه 0
إن توطين النفس حماية لها من المنغصات والمكدرات ومايعتلج في العقل من تضارب الأهواء وسوء الأفكار التي تؤدي إلى التسليم الخاطئ في ( اللاوعي ) 00 أن من الواجب إرضاء الناس جميعا ومسايرتهم ولو على حساب النفس والمال والوقت والسمعة كل ذلك ليسلم الفرد من المواجهة والنقد والمصارحة وفي ذلك البلاء العظيم الذي معه تتفاقم العقد وتترابط مع بعضها البعض , لتشكل مع الوقت حبلا قويا يلتف حول صاحبه مكبلا أحلامه وطموحاته وتطلعاته المستقبلية منهيا شبابا واعدا00 بشطحات سلوكية كان من الممكن تعديل مسارها وتوطينها في أرض خصبة مقوماتها الشعور بالقدرة والثقة لتنبت ذاتا وإنسانا متلازمين غير متنافرين00 ذلكم هو الفرد السوي معه الحياة تبتهج وتستوي وأينما أتجه تتجه 00 فهل خصصنا بعضا من الوقت ( لتوكيد ذواتنا ) كلما ألمت بنا ملمة ، تدفعنا كالموجة الهائجة نحو المجهول 0