المنتدى :
الاسرة والمجتمع
حبك لحماتك...سعادة لاسرتك
حبك لحماتك·· سعادة لأسرتك
أوصانا ديننا الحنيف باحترام الكبير وتوقيره ومد يد المساعدة والمساندة المعنوية والمادية إلى كل من هو في حاجة إليها، هذا بشكل عام، فما بالك بالأم، تلك المخلوقة الرقيقة، التي فرحت بمولودها الذكر، لا لشيء إلا لأنه سيكون الذخر والعون عندما يشيب الرأس وينحني الظهر ويشحب الوجه، حتى إذا صار الصغير كبيرا سعت لانتقاء أفضل البنات لتكون زوجة له، وأما لأحفادها· وكم يزداد إحساس الأم بالألم عندما تلقى من زوجة ابنها سوء المعاملة، خاصة إذا كانت تشاركهم المسكن والمأكل والمشرب·
إن مشكلة العداء الأزلي بين الزوجة وأم زوجها، لها أبعاد وأطراف متداخلة ومتشابكة، وليس ثمة خروج من متاهتها إلا في ظل الوعي بدور وأهمية الأم والزوجة كل في موقعه·
وهذه بعض النصائح التي هي في الحقيقة مفاتيح لأبواب السعادة الزوجية، وتحسين العلاقة بين الزوجة وحماتها:
- أن تعتبر أم زوجها أما ثانية لها، وهي بذلك ستنجح في كسب ودها وحبها·
- أن تذكرها بكل خير، في وجودها وعند غيابها، لاسيما أمام الأقارب والجيران وغيرهم، لما يشعر ذلك الحماة بصدق مشاعر زوجة ابنها·
- تفقد أحوالها وتلبية رغباتها وزيارتها إذا كانت مستقلة في السكن وحدها، وحمل الهدايا ولو كانت صغيرة، كباقة ورد أو كعكة تصنعها الزوجة بنفسها·
- أن تغرس الزوجة في أبنائها حب جدتهم، وعظم مكانتها، ويكفي أنها أم أبيهم الذي يحنو عليهم ويرق لحالهم، والطفل لا يجيد النفاق والخداع والتظاهر بالحب، إنما يكون ذا فطرة خالصة غاية في النقاء فإذا علت وجهه علامات الفرح بزيارة جدته، كان ذلك مؤشر خير، وأصدق دليل على نبل مشاعر تلك الزوجة وحسن تربية أهلها لها·
- احترام الخصوصية بين الزوج وأمه، فلا تحشر الزوجة أنفها فيما بينهما من أسرار وأخبار·
- لاشك ان ابتسامة من وجه طلق، تزرع المودة، وتذيب جليد التوتر الذي قد يشوب العلاقة بين الزوجة وحماتها·
وهذه النصائح لا تمتثل لها إلا زوجة واعية، تدرك عظم حق الأم على ولدها، وأن مراعاة زوجها وتفقده لأحوال أمه، ينبغي ألا تقلقها بل إنها الطريق لسعادة الأسرة بأكملها، وكيف يوفق الله ابنا لا يراعي حق أمه؟ وكيف تعيش السعادة في بيت أهملت فيه أم قد تكون طاعنة في السن؟
إن وعي الزوجة ينبثق من إيمانها العميق، الذي يولد الصدق في مشاعرها تجاه جدة أبنائها، ووعيها يحتم عليها التصرف باحترام ولباقة معها وإن أساءت ناسية أو متعمدة إليها· فإذا تسلحت الزوجة بالصبر في معاملتها، فإن ذلك لا يضيع عند الله تعالى وإن ضاع عند الناس·
وأما أم الزوج فعليها أن تغفر الزلات، وتقيل العثرات، وتعتبر زوجة ابنها بنتا ساقتها الأقدار هدية رائعة، لتكون فردا من أفراد الأسرة يتمتع بخصوصيات وحقوق تحترم ولا تنتهك·
وإذا أقرت الحماة وزوجة ابنها بحق كل منهما في حدود ما أقره الله سبحانه فستتلاشى تلك العداوة، وتحل محلها مشاعر الصفاء والود·
وإذا أحسنت الأسرة تربية البنت منذ نعومة أظفارها، وغذتها بالتوعية والمعرفة الكاملة لمنظومة الحقوق والواجبات، لاستطاع المجتمع أن يحيا في سكينة منشؤها تقوى الله، ومراقبته فيما نفعل ونعزم على فعله، وعلى الجميع إيضاح حقيقة أن المرأة كائن لطيف والذكور كأزواج وآباء وإخوة، مأمورون بالإحسان إليها قدر المستطاع·
|