كاتب الموضوع :
أمين اعزاير
المنتدى :
الدراسات والدواوين الشعرية
نبذة المؤلف:
"ها هو يضع صلواته بين راحتيه ويمشي كأنه هيدب الأفق. العشب رفيق خطواته ولا يحيط به غير القش وحين يواكب الشمس وهي تطفئ موقدها، يبدو شراعاً خرج من اللجة ولا مرفأ له. السماء شطآنه وأمواجه من الأفق يخرج إلى الأفق وليس له أن يطبق جناحيه. قالوا: "كان يحمل عصا تضيء له الطريق وحين يعود إلى البيت ينزل من قوس قزح كأنه ينزل على درج". قالوأك مرة وصف قدميه: "لم أمش بهما إلى باب سلطان". وحين أخذه الموت بكت عريشة أمام بيته ووضعت قصابين خدها على الأرض. قالوا "تتجمع حول قبره، في آناء الليل، أوصات تهتف وتنوح كثيراً ما يسمعهن عابر يظن أنها أصوات نساء. يفتتن ويميل ويشتهي إذا اقترب سمح أشجاراً وحجارة.." كان لي معه أن أكتب الريح، وأقرأ شيخوخة الحجر كان لي أن أرفع الحلم سقفاً وأتزوج الحياة لوناً لوناً، كان لي أن أشتمل الزمن وأرسمه بأهداب تتدلى منها أيامي أجراساً أجراساً أضحك مع نهار لم يأت وأعقد أحلافاًُ مع تاريخ آخر".
|