06-02-08, 04:52 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
نور ليلاس |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2006 |
العضوية: |
15929 |
المشاركات: |
1,707 |
الجنس |
ذكر |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
21 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
كتب الأدب واللغة والفكر
هشام شرابي , الجمر و الرماد , دار الطليعة , 1978
الجمر و الرماد
ذكريات مثقف عربي
هشام شرابي
"نادرا ما قرأت نتاجا عربيا حديثا هزني، فتمنيت لو انني كنت صاحبه. هذه الامنية استبدت بي حين قرأت مخطوطة هذا الكتاب.
..انه كتاب آسر".
أدونيس
في منتصف السبعينات، اثناء كتابة هذا الكتاب، كنت واثقا ان العرب على عتبة حقبة تاريخية جديدة. والان، بعد مرور اكثر من عشر سنوات، اعرف انني كنت على خطأ: عصر الانحطاط لم ينته، ونحن في مرحلة جديدة منه. ان هذه المرحلة بالنسبة للجيل الذي انتمي اليه هي المستقبل الذي حلمناه، مستقبل الانجازات والانتصارات التي كنا سنحققها فيه.
غير ان الحقيقة تتغير وتولد من جديد، ومن هنا فساد العدمية السائدة اليوم، الفائلة بفساد "كل ما هو عربي" ليس فاسدا الا ما نفسده نحن ( نحن نفسد حياتنا)، وليس صالحا الا ما نصلحه نحن.
ادفع بهذا النص الى المطبعة من مكان غربتي التي ظننت منذ سنوات انها على وشك ان تنتهي. لقد حصل العكس، فالهجرة من الوطن تتزايد يوما بعد يوم، والامل بالعودة يضعف يوما بعد يوم. لكن المجتمع البطركي سيزول، وسينتهي عصر الانحطاط وسنرجع يوما.
هشام شرابي
*********
و عن (جمر شرابي و رماده ) كتب د. معجب الزهراني في جريدة جريدة الرياض
هشام شرابي ينتمي الى جيل الاحلام الكبيرة التي عادة ماتبنتها الخطابات الايديولوجية الكفاحية سواء كانت ذات صبغة تقدمية حداثية او ذات طابع تقليدي فبينما يتشكل وعي المثقف ضمن خطاب كهذا ويكتسب من المعرفة مايكرسه ممثلاً له ومشاركاً فعالاً فيه تتلبسه المهمة الرسالية والدور البطولي حتى لكأنه يجمع بين شخصية الشاعر والقائد البطل والمنظِّر الحكيم الخبير البصير.
في كتابه «الجمر والرماد» كان هشام شرابي قد عبر بشفافية وعمق عن تجاوزه لهذا النموذج التراجيدي الهزلي في الوقت نفسه. فالطموحات الكبيرة لجيله تكسرت واحدها بعد الآخر لا لكونها غير مبررة او غير نبيلة في ذاتها وانما لأنها غير ممكنة التحقيق عملياً في شروط مجتمع تعاني نخبه تبعات التخلف الذي تعمق في مختلف المجالات طوال قرون وتكاد اشكال حراكه الثقافي كلها تخضع لرقابة صارمة حد العنف من قبل القوى الغربية او من قبل سلطات الاستبداد المحلية ذاتها. المخرج الامثل الذي اتجه اليه هشام شرابي وامثاله تمثل في التخلي عن الموقف الايديولوجي الوثوقي بطبيعته والانحياز القوي الى المواقف النقدية التي تسمح هي وحدها باكتشاف الخلل والبحث في علله وأسبابه من دون التعلق بالقدرة على اقتراح الحلول وتنفيذها في الحال. هذا التحول الى الموقف النقدي يجد مرجعيته في عاملين اساسيين توقف عندهما مطولاً . هشام شرابي في «الجمر والرماد» و«المثقفون العرب والغرب» ثم في كتابه المتميز حقاً عن «البنية البطركية» - الابوية - السائدة في المجتمعات العربية عموماً. العامل الاول يتمثل في تجربة الحياة والعمل الاكاديمي في امريكا حيث لا مجال لغير المعرفة العقلانية العملية التي يحرص عليها كل باحث للنجاح في عمله ضمن مؤسسة اكاديمية لم تكن النظريات الكبرى مجال اهتمامها قط كما هي حال الجامعات الاوروبية العريقة وعلى الاخص في ألمانيا وفرنسا. والعامل الثاني هو توالي الاحداث الكارثية في المشرق العربي حتى ان بعضها بلغ من الحدة والخطورة درجة تهمشت عندها القضية الوطنية القومية الكبرى قضية فلسطين. فالحروب الاهلية في لبنان ثم الحروب القومية والمذهبية التي اشعلها النظام العراقي البائد كانت - ولاتزال - احداثاً صادقة للوعي مثيرة للمخاوف الجدية على المصير الجماعي لشعوب ليس لديها الكثير من الامكانيات لمجابهة معضلات التخلف والحروب الداخلية والخارجية في الوقت نفسه .واذا كان هشام شرابي ممن عبر عن كل هذه المعضلات بجرأة وعمق في كتاباته المشار اليه آنفاً فإن خطابه العام ظل يفتقد باستمرار الى ذلك الوهج الفكري الذي نجده في كتابات ادوارد سعيد وعبدالله العروي وسمير امين وعبدالكبير الخطيبي وامثالهم رغم ان اطروحاته لاتقل اهمية عما طرحوه وبلوره كل منهم بطريقته الخاصة ومرد ذلك في اعتقادنا ان الباحث لم يحرر خطابه من المواقف الايديولوجية الوثوقية الا ليخضع لنزعة مدرسية صارمة وجافة تثق في المعرفة الجاهزة وتستثمرها اكثر مما تنقدها وتحاورها وتخرج عنها وعليها من حين لحين هكذا تتحول القضايا الاجتماعية الثقافية الى «موضوعات للدراسة تبحث بمعزل عن السياقات التاريخية والحضارية الكبرى فكتابه «الجمر والدمار» من اهم السير الذاتية الفكرية في السياق الادبي العربي الحديث وكتابه عن «البنية البطركية» في مجتمعاتنا من اوائل الدراسات الرائدة في هذا المجال ومع ذلك لم يترك اي من العملين اصداء ولم تتخلق له اصداء واسعة ممتدة في الخطاب الثقافي بسبب تلك اللغة الجافة في المقام الاول.
السؤال الذي سيظل مطروحاً علينا بعد رحيل الباحث المفكر هو. إلى أي مدى ستحاور جهوده واجتهاداته في سياقات يبدو جلياً ان المعرفة ليست من اولويات انشغالاتها؟ انها صيغة اخرى للقول بأن فتن الخطاب التسلطي السائد وحروبه المتوالية بمختلف الاشكال لاتزال تجعل كل باحث جاد نسخة مكررة من ذلك الشخص الذي قبض طويلاً على الجمر وتحمل المعاناة بصبر ونبيل ليجد يده في نهاية المطاف مملوءة بالرماد وبقايا الجروح
الرابط
4shared.com - document sharing - download ط§ظ„ط¬ظ…ط± ظˆ ط§ظ„ط±ظ…ط§ط¯ 2.pdf
تحياتي...
|
|
|