المنتدى :
المنتدى الاسلامي
موجة الردة القادمة والدعم الأوروبي لها(3)
• مواجهة موجة الردة:
إن العالم الإسلامي يشهد مشروعاً متكاملاً للهيمنة الغربية والأمريكية تحديداً. وهذا المشروع قد اختار الإسلام عدواً رئيساً يجب محوه وإزالته كي تنجح الهيمنة. اختار المخططون لهذا المشروع استهداف البنية التحتية للإسلام بهجوم متواصل ومباشر يهدف إلى الطعن في الإسلام، والحد من دور المسجد، وتشجيع الارتداد الفعلي والعملي عن الدين، والحد من التعاطف مع الإسلام أو مع من يدافعون عنه، والهجوم المتواصل والمتزايد على رموز الإسلام، وعلى رأسها نبي الأمة صلوات الله وسلامه عليه.
الهدف واضح وهو القضاء على دور الإسلام في مقاومة مشروع الهيمنة بصفته الدرع العقدي والفكري والاجتماعي الذي حمى الأمة عبر تاريخها الطويل. فهل سنسمح لموجة الردة أن تنتشر وأن يدعمها الغرب؟ أم نقوم بتوعية أبناء الأمة بما يُكاد لهم؟
إننا بحاجة إلى تكاتف جهود الدول والجمعيات الإسلامية والدعاة والمخلصين كافة من أجل إنشاء كيان يقاوم (الارتداد عن الإسلام)، ولا يسمح لشياطين الإنس والجن أن يخدعوا أبناء الأمة، أو أن يحاربوا دينها.. ليس عيباً أن نتكاتف من أجل حماية المسلمين من الأخطار الفكرية كما نتكاتف لحمايتهم من الأخطار العسكرية أو غيرها.
هناك من يريدون هدم الكيان المسلم من خلال إشاعة الفوضى الفكرية والعقدية بين أبناء الإسلام، والدعوة إلى الجرأة على النصوص من أجل (وَهْم التسامح والتعايش مع الآخر) كما يقولون.
سيحاول هؤلاء أن يجرّوا دعاة الأمة ثم علماءها إلى موقف يبرر الردة عن الإسلام ويدافع عنها. وإن نجحوا معهم في ذلك فستكون الخطوة التالية هي مطالبة الدعاة والمفكرين أنفسهم بدعم حقوق المرتدين، وستكون هذه الحقوق غربية المنشأ، وغربية التوجه، وغربية المقصد أيضاً، وسيقع بعض الصالحين في فخٍّ غربي يُنصب لهم الآن عندما يتحدثون عن التسامح مع المرتدين.
أؤكد في النهاية على حقوقنا الدولية. فكما أنه من حق بعضهم ـ طبقاً للقوانين الدولية ـ أن يقيموا المنظمات التي تشجع على الارتداد عن الإسلام، فلنا أيضاً كل الحق ـ من الناحية الدولية أيضاً ـ أن ننشئ المنظمات والجمعيات التي تحمي المسلمين من الارتداد.. فلماذا لا ننفق الجهود والأوقات في حماية المسلمين وتعريفهم الصحيح بدينهم وعدالته وسماحته؟ وإن كان حقاً لنا أن نجتمع دولاً ومنظمات ومساجد وأفراداً من أجل حماية المسلمين على كل الأصعدة والجبهات؛ فإنه واجب تحتمه المرحلة وهو أن نهتم تحديداً بحماية أبناء الأمة من الردة عن الإسلام، وأن نقاوم ونكشف زيف دعاوى التسامح والتعايش الغربي في هذا السياق.
أرى أن الأمة الإسلامية ستشهد موجة عداء مموَّلة وموجهة في الغرب تستهدف تشجيع الردة على الإسلام.
سيتساهل منا من سيؤكدون أن للإسلام ربّاً يحميه، وأن المسلمين أوعى من أن يخدعهم أحد أو يسهل لهم الخروج عـن الإسلام، وأن الحـقوق الدولـية لا بـد أن تراعى هنا، وألا نقع أسرى لنظريات التآمر على الأمة. كل ما سبق قد يكون وجيهاً، ولا مانع منه، ولكنني أتذكر في هذا السياق كيف حذَّرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفتن، وكيف أخبرنا أن من الفتن ما يجـعل الحـليم حيران، وأن دور المسلم الذي يدعو الله ـ تعالى ـ عقب كل صلاة أن يقيَه ويحميه من (فتنة المسيح الدجال) أن يلحظ أن أصل فتنة الدجال هو تزيين خروج المسلم عن ملّة الإسلام.
لقد حذَّرنا النبي ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ تحديداً من هذا النوع من الفتن الذي نحذر منه في هذا المقال.. فهل يكون مشروع (حماية المسلمين من الردة) هو المشروع الذي تتكاتف حوله الأمة الإسلامية بمجموع قواها ومواردها وقدراتها بهدف نصرة الإسلام في المرحلة القادمة؟
ثم لماذا لا تُؤسّس جمعيات مضادة للاحتفاء وتشجيع الداخلين في الإسلام والمتبرِّئين من أديانهم السابقة، وهم كثر ولله الحمد، ولهم تجارب مفيدة توضح سموَّ الإسلام وعظمته، والترويج لهذا الأمر في مواقع إنترنيتية باللغات كلها؛ لأنه لا يفلُّ الحديد سوى الحديد، والله من وراء القصد.
كما نذكِّر بعض العلماء الذين جاؤوا بطروحات انهزامية في أبحاث لهم عن الردة، أمثال: د. جابر العلواني في كتابه (لا إكراه في الدين)، والكاتب جمال البنا حيث يزعمون أن القرآن لم يتحدث عن أي عقوبات دنيوية للمرتدّ، وأن ما ورد في نصوص السنة من قتل المرتدّ يجب قراءته ـ بزعمهم ـ في ضوء القرآن، وأنه لم يثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل مرتدّاً، وأن القائلين بقتل المرتدّ من الفقهاء يخلطون بين الردة بمفهومها الشرعي والردة بمفهومها السياسي، وهذه الآراء انهزامية نذكِّر أصحابها ـ والذكرى تنفع المؤمنين ـ بخطورة توجهاتهم تلك حتى لا يكونوا مع أعداء الإسلام في خندق واحد، وهذا ما يطالبون به كما ورد ذلك بجلاء في هذا الملف.
ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهدْ!
|