المنتدى :
الارشيف
موجة الردّة القادمة والدعم الأوروبي لها
لماذا تحتضن أوروبا المرتدين،
وتنسِّق أنشطتهم، وتدعوهم
إلى توحيد جهودهم؟
في إطار دعم مالي وإعلامي غربي لم يُعلَن عن مبرراته حتى الآن؛ أعلنت مجموعة من الجمعيات الأوروبية التي تم تأسيسها مؤخراً للمرتدين عن الإسلام عن عقد اجتماع لهم في لاهـاي بهـولندا في يوم الحادي عشر من سبتمبر 2007م تزامناً مع ذكرى أحداث سبتمبر 2001م للتعريف بمشروع (الإعلان الأوروبي للتسامح)، وهو إعلان دولي للتعريف بحقوق المرتدين عن الإسلام، ودعوة الإنسانية إلى الدفاع عن تلك الحقوق المزعومة. شاركت منظمات للمرتدين عن الإسلام من كلٍّ من ألمانيا وبريطانيا والسويد والنرويج والدانمارك وفنلندا في هذا الاجتماع؛ بهدف التأكيد على حقوق أولئك المرتدين.
هل هذا حدث منفرد؟ أم مقدمة لهجوم جديد على الإسلام؟ إننا نحذِّر أن العالم سيشهد في الفترة القادمة ضغطاً إعلامياً وفكرياً على العالم الإسلامي؛ ليس للحديث عن حكم الردة في الإسلام، أو موقف الدول والدعاة والمصلحين من مفارقة المسلم دينَ الإسلام فقط، وإنما ستنتقل الحملة حول موضوع الردة إلى مرحلة الهجوم، بمعنى: أن هناك من سيقود نقاش المرحلة القادمة لكي يتركز حول حقوق المرتدين، وكيف تضمن الدول العربية والإسلامـيـة للمـرتـد العيـش بأمان كـونه إنسـانـاً بلا دين، أو التحول إلى دين آخر دون أي تمييز ضده، وحق ذلك المرتد في انتقاد الإسلام تحت شعار حريات التعبير، وحقه كذلك في الحديث عن أسباب تركه وارتداده عن الدين الإسلامي، وكذلك تمكين المرتد من دعوة غيره إلى ترك الإسلام، إضافة إلى حق تكوين الجمعيات والمنظمات التي ترعى حقوق المرتدين في العالم الإسلامي والعربي.. كل ذلك سينطلق تحت شعار التسامح (المزعوم) وحقوق المرتدين، فكيف سيكون موقفنا؟
إن هذا المقال لا يبحث قضية الردة أو الموقف الشرعي منها، فهذا تخصُّص أهل العلم والفقه، ولكنه يلفت الانتباه إلى تنامي ظاهرة محددة، واتخاذها أبعاداً ودلالات سياسية وفكرية وإعلامية لم تحدث من قبل، ومحاولة فهم أسباب الدعم الغربي غير المبرر لها.
• منظمات المرتدين:
تأسست في أوروبا وأمريكا خلال الفترة القصيرة الماضية مجموعة من الجمعيات والمنظمات تحت شعار (المرتدون عن الإسلام) أو (Ex-Muslims) وهي ما يمكن أن يترجم حرفياً بالمسلمين السابقين، وهي جمعيات بدأت في ألمانيا، ثم بريطانيا، وكذلك الدول الإسكنديناڤية، وأخيراً هولندا في مطلع شهر رمضان من هذا العام (1428هـ).الجمعيات تحمل أسماء متشابهة، مثل: (المجلس الألماني للمرتدين عن الإسلام)، أو (المجلس البريطاني للمرتدين عن الإسلام)، وهكذا.
هناك من سيسارعون في ربط هذا التسلسل من الأحداث وتكوين المؤسسات في العديد من بلدان أوروبا تحت الشعارات والمسميات والأفكار نفسها، وربطها بالمشروع الأمريكي في العداء للإسلام والهجمة الغربية على العالم الإسلامي وعلى الإسلام تحديداً.
أما المتشكّكون في وجود عداء غربي للإسلام في الآونة الأخيرة فقد يرفضون ذلك، ولكنهم سيجدون صعوبة في تفسير تتالي هذه الأحداث التي تركز على موضوع الردة، والتعامل مع المرتد ليس في أوروبا، وإنما في العديد من دول العالم الإسلامي أيضاً.. فمن يتابعون الساحة المصرية ـ على سبيل المثال ـ يعجبون للانتشار المفاجئ لقصص من تنصّروا، ومن يرغبون منهم في ترك الإسلام، ومن يناقشون حدَّ الردة، وعدم إمكانية تطبيقه أو حتى عدم مشروعيته في عالم اليوم.
كما أن الفضائيات العربية قد اهتمت أيضاً مؤخراً بالموضوع نفسه بشكل مبالغ فيه، وصاحب ذلك حملات إعلامية تناقش حدَّ الردة، وتدعو العلماء والدعاة والمصلحين إلى بيان موقفهم من حدِّ الردة، دون سبب واضح لطرح الموضوع في هذه الآونة تحديداً أو أسباب ذلك. المهم أن الجميع سواء كانوا من أنصار نظريات المؤامرة أو من المتشككين فيها لن يختلفوا أننا نشهد مشروعاً فكرياً منظماً ودولياً لفتح النقاش حول ترك المسلم دينَه، وحقوق من يترك الإسلام، بل وواجبات المجتمع تجاه ذلك.
وللموضوع تتمة
|