كاتب الموضوع :
جنون أنثى
المنتدى :
الارشيف
الجزء الأول
البارت الأول
*****
في غرفة باردة و في حي من أحياء العرب في بيت قد ملئ بالظلم تجلس هناء ذات الاثنان وعشرون ربيعا وهي تضم فستان زفافها الى صدرها وقد امتلئت عيونها بالدموع....
تتذكر أيام خطبتها وأيام زواجها الأولى تتذكر كيف خطفت الفرحة من قلبها دون رحمة
جلست تبكي أيام عمرها التي تمضي بسرعة دون أن يسأل عن معاناتها أحد... تبكي قسوة والدها وظلمه .... تبكي حرمانها من حنان الأم... وتبكي الزوج الذي تركها وهي بأمس الحاجة لمن يحتويها تركها وهي زهرة في السابعة عشر من عمرها وحيدة في الشارع تحمل في صدرها قلبا مفعما بالحب وأطفالا في أحشائها لم يعرفوا معنى الظلم ...وحيدة تحت المطر في منتصف الشتاء وحبات من الثلج تهدد بالنزول .....
- طق طق طق
- .................
لم تجب هناء ولم تشعر بالطرقات على باب غرفتها فقد كانت غارقة في أحزانها وألامها
دخل فارس على غرفتها ليرى أخته بهذا المنظر فراعه ما رآى وجرى إليها سريعا
فارس :- هناء حبيبتي شو صار
لم تجب هناء وانما زادت دموع الألم والحزن دموع الظلم والقهر بكت على صدر أخيها لتخفف آلام خمس سنوات من العذاب والقهر
فارس:- هناء حبيبتي مين ضايقك؟؟ أحد كلمك ؟؟أبوك قالك شي؟؟
هزت هناء رأسها بالنفي
فارس :- أجل شو فيك حبيبتي قومي البسي خلينا نمشي لا يجيك أبوك الحين ما حنخلص منه
هناء :- فارس ما أقدر صدقني ما أقدر
فارس :- صدقيني عارف بس ايش أقدر أسوي أبوك مصر ولو أحد عانده ما تعرفي ايش ممكن يسوس فيه يلا قومي وبلا دلع
في هذه اللحظات فتح والدها باب الغرفة ودخل ...
أبو فارس :- وينكم للحين ما نزلتوا وأنت للحين ما لبستي قومي بسرعة لا أرتكب فيك جريمة أنا اليوم مروق ومستحيل أخلي شي ينغص علي اليوم اللي انتظرته من زمان
فارس :- يبه صدقيني كرامتها ما بتسمح لها تروح بعد اللي صار
أبو فارس:- بلا كرامة بلا كلام فاضي حتروح يعني حتروح ولا والله العظيم
هناء :- خلص لا تحلف حأقوم ألبس
أبو فارس:- أنا سابقكم بس يا ويلكم ما تلحقونا والله لتشوفوا شي ما شفتوا بعمركم
خرج الأب من الغرفة وطالع فارس بهناء محاولا تغير مزاجها المتعكر
فارس:- هنو حتروحي بهاللبس
هناء :- هههه شايفني هبلة أروح بفستان عرسي
فارس :- موهبلة هبولة
هناء :- هيهيهي ما تضحك قوم اطلع
فارس :- بالأول اضحكي
دفته هناء لخارج الغرفة وهو يضحك عليها وبدلت ملابسها وخرجت
فارس :- يلا مشينا
هناء :- وين البنات
فارس:- عند السيارة تحت هنو أبغاك تكوني قومي أوكيه.
نزلت هناء رأسها وأمأت بالإيجاب
******
في بيت العم الكبير (أبو جواد تجمعت العوائل الأربعة)
دخلت هناء إلى بيت عمها وعادت بها الذكريات لذاك اليوم الكئيب أحست بقشعريرة بجسدها ....ضغط فارس على يدها ليمنحها بعضا من القوة...
دخلت هناء إلى غرفة الضيوف
وكانت لمى تقف على الباب تنتظرها
لمى :- السلام عليكم
هناء :- وعليكم السلام كيفك ؟؟
لمى :- الحمد لله ...أنت كيفك وكيفهم البنيات؟؟
هناء :-الحمدلله
لمى :- تفضلي
هناء :- يزيد فضلك
دخلت هناء للداخل :- السلام عليكم
الجميع :- وعليكم السلام
أم جواد:- هلا والله ببنيتي ..هلا بالغالية ..تعالي يا قلبي
هناء بنفسها :- بدأنا بالكذب والنفاق
هناء:- هلا خالتي كيف حالك؟
أم جواد :- الحمد لله بخير أنت كيف حالك يا الله ما بتعرفي اشقد اشتقت لك كيفهم البنات
هناء :- تشتاق لك العافية _وطالعتها بنظرة_ البنات بخير والحمدلله ما ناقصهم شي
وسلمت على الجميع وجلست
*****
عند الرجال.....
دخل فارس وقال :- السلام عليكم
الجميع :- وعليكم السلام
أبو جواد:- هلا بالغالي كيف حالك
فارس :- الحمدلله بخير – ولف عنه وسلم على أعمامه الباقين والشباب وجلس جنب سيف ولد عمه –
ظل فارس يتأمل أبوه وأعمامه كيف انهم رجعوا مثل قبل ولا كأن كانوا من يومين اذا شافوا بعض بالشارع ما بسلموا على بعض نسوا بسرعة بس هل أولادهم حينسوا الجراح اللي بصدرهم هل راح ينسوا اللي صار بهالسهولة
ما شعر الا بيد على كتفه طالع على صاحبها فقال:- مثل ما هم نسوا بهالسرعة وعايشين حياتهم نحن بعد لازم ننسى ونعيش حياتنا
فارس :- كيف تبغاني أنسى كيف؟؟
سيف :- سهل عيش حياتك طبيعي مثل ما كنت عايش قبل خمس سنين
فارس :- الكلام سهل بس الفعل صعب
سيف :- لا مو صعب بس لازم تخلي ببالك انه هذه أسلم طريقة حتى ننتقم
فارس:- ننتقم!! غبي أنت تبغى تنتقم من أبوك وأعمامك صاحي أنت !!
سيف :- إي نعم صاحي هم لما عملوا اللي عملوه تذكروا أننا أولادهم كان كل همهم المال وبس
فارس :- بس نحن ما لازم نعمل نفس الغلط
سيف :- حأترك الأيام تفهمك معنى اللي أقوله
********
عند النساء.......
دخلت فتاة صغيرة :- هاي
أم جواد :- هاي بعينك تعالي سلمي مثل العالم والخلق
لزقت البنت بأمها مستحية :- أستحي
أم جواد :- هذولا خالاتك روحي سلمي عليهم
والبنت ملزقة بأمها
أم فارس :- أنا خالتك أم فارس ميساء وهذولا بناتي هناء وهيفاء وهذولا التوأم (سناء وسراء )بنات هناء وعندي فارس وفراس أولاد عمك.
ابتسمت الفتاة بخجل لخالتها
أم نضال :- وأنا خالتك أم نضال (مرام) وهذولا بناتي هنادي وأمل ومهى بنفس عمرك وعندي نضال وبلال وياسر وفهد.
أم سيف :- وأنا خالتك أم سيف منال وهذولا بناتي فداء ونداء وعلياء وعندي سيف وراشد.
مهى :- وأنت شو اسمك
الفتاة :- أنا اسمي منى وهذي ماما ماريا وهذولا خواتي لمى وسهى وعندي أخ واحد ماجد
حست هناء بغصة بصدرها كيف نست جواد كيف ؟؟ خافت يكون صار له شي لا يكون مات حتى أخته ما ذكرته أو أو أو
انتشلتها لمى من دوامة أفكارها وهي تقول :- وجواد كمان بس هو مسافر من لما كنت صغيرة .
هناء ببالها :- سافر صدق جبان ما هو برجال وأنا شو لي قاعدة أفكر فيه جعله ... أستغفر الله
(أذكر دائما كنا نغلب ماما نوقف عند الباب تعالوا سلمواعلى الضيوف ونحن نتنح ما نبغى ونشرد أو ندخل ونتخبى وراها لا نريحها بالجلسة وتذوب خجل أمام الناس ...... جنون)
وبهكذا طويت صفحة خلاف بين أربع أخوة وزوجاتهم الأخوات الأربع لتعود المياه إلى مجاريها بين الكبار ...فهل سيرحب الصغار بهذا الصلح!!!
*******
الجزء الأول
البارت الثاني
*******
في لندن.....
- هههههه تقول تصالحوا
- هيه تصالحوا واليوم كانت العزيمة بداركم
جواد:- وشو صار حتى تصالحوا
- علمي علمك بس سمعت انه أبو ياسر رفيق عمي أبو سيف كان واسطة بينهم
جواد:- والحين بتصلوا كل واحد يرجع لشغله وزوجته
- عشم ابليس بالجنة
جواد :- بتصدق إني متمني الرجعة اليوم قبل بكرة
- ليش شو استجد حتى تتمنى الرجعة؟
جواد:- ما أعرف شو أقول لك بس كل ما أذكر منظر هنو وهي بالشارع تحت المطر وهي تستنجد فيني وأنا ما بيدي شي أسويه أحس بضيقة بصدري نفسي أروح لعندها أستسمح منها وأعوضها عن كل اللي صار.
- برأيك حيسامحونا
جواد:- ما أدري بس هناء مستحيل ترضى بسهولة أذكر لما كنا نتزاعل على شي بسيط تبقى يومين ما تكلمني
- المهم الحين لا تنزل عليك الأخلاق وتخرب كل شي سوينا
جواد :- لا ما راح أخرب شي ولا راح أرجع بس محزناتني البنات وهم معلقات لا متزوجات ولا مطلقات بدون ذنب
- مثل دنبنا صايرين معلقين
جواد:- هههه يا حمار ما سمعت عن رجال معلق ناطر حضرتك ورقة الطلاق من مرتك
- ههههه ممكن كل شي بزماننا جايز
جواد :- المهم الحين انتبه من النانا لا تخليها تستعمل التلفون وتدرى باللي صار ولا بنرجع كب على وجهنا ضل راقبها
- وان شاء الله تبغاني أقعد جاسوس عليها أنت ووجهك
جواد:- لا يا أخي اقطع خط التلفون وفكنا
- فكرة والله يا الله شكلها النانا صحت مع السلامة
جواد :- الله معك في أمان الله
********
في بيت أبو فارس …
هناء :- سمعت جواد مسافر
فارس:- اي من ذاك اليوم أخذ أغراضه وراح ومحد يدرى عنه
هناء :- لأنه رجال جعله ما يرد
فارس :- هناء حرام عليك هذا زوجك وأبو بناتك حرام تدعي عليه كدا
هناء :- منت حاسس فيني
فارس :- الا حاسس بس ترضي لمى تدعي علي كذا تراني سويت فيها مثل ما سوى فيك جواد وأسوأ …بعدين أنا رجال واحساسي أنه مالي كلمه أمام حرمتي صعبة كثير أنا حاسس بجواد لإني صديقه ورجال مثله لو كان بيده شي صدقيني ما كان قصر بس مو طالع بيدنا شي .
هناء :- الله المستعان
فارس :- طفشتيني صار لي ساعة قاعد معك وأنت عابسة ابتسمي ترى تبسمك في وجه أخيك صدقة
هناء :- واللي عندها أب مثل أبوك بتبتسم ما في من وراه غير المصايب
فارس:- ولو يا هناء بضل هذا أبوك وعيب تتكلمي عليه كدا
هناء :-الله المستعان
فارس - أنت ما عندك كلمة غيرها من أول ما قعدت وأنت الله المستعان الله المستعان
هناء :- شو تبيني أقول ما عندي شي أخفف فيه النار اللي بصدري
فارس - لازم نكون أقوى من كدا
هناء :- الله المستعان هههههههههه
**********
الألـــــم
أن تفتح عينيك يوما على واقع لا تريده
ان تتذكر انساناً عزيزاً رحل بلا عوده
ان تكتشف ان لا أحد حولك سواك
ان تقف أمام المرآه فلا تتعرف على نفسك
ان تشعر بالظلم وتعجز عن الانتصار لنفسك
ان تبدأ تتنازل عن أشياء تحتاج اليها بإسم الحب
ان تتظاهر بما ليس في داخلك كي تحافظ على صورتك الجميله
ان تصافح بحراره يداً تدرك تماماً تلوثه
ان تبتسم في وجه انسان تتمنى ان تبصق في وجهه وتمضي
ان تغمض عينيك على حلم جميل وتستيقظ على وهم مؤلم
ان يداخلك احساس مقلق بأنك قد تسببت في ظلم انسان ما
ان تغمض عينيك على حلم جميل وتستيقظ على وهم مؤلم
ان تغمض عينيك على حلم جميل وتستيقظ على وهم مؤلم
ان تغمض عينيك على حلم جميل وتستيقظ على وهم مؤلم(2)
أعادت كتابة الجملة الأخيرة أكثر من مرة و الألم يعتصر بداخلها وأنهار من الدموع تهدد بالنزول فخبئت وجهها بالمخدة لتمنع صوت شهقاتها .
دخل أخوها الغرفة وجلس بجانبها وقرأ الكلمات التي كتبتها على دفترها الصغير الذي شهد معاناتها منذ البداية .
ضمها أخوها الى صدره وقال :- فدوة حبيبتي كل شي ان شاء الله بتصلح
فداء :- بس يا سيف اللي انكسر داخلي لا يمكن يتصلح
سيف :- باذن الله مع الأيام بنجبر قلبك وبتنسي وبتصير هالأيام ذكرى
فداء :- ذكرى سيئة ما أبغاها ولا أبغى أتذكرها
سيف :- صدقيني بكرة كل شي بتصلح وممكن تقولي يا ريت ذيك الأيام ترجع كانت أحلى على قد ما كانت سيئة على قد ما استفدنا منها
فداء :- شو استفدنا سيف أنت مش حاسس فيني مش حاسس بالجرح اللي فيني كل يوم كنت أروح المدرسة وأنا ثانوية عامة والبنات كلهم يبتعدوا عني وأسمعهم يقولوا هذه تركها ولد عمها قبل عرسهم بنهار أكيد البنت فيها شي صارت سيرتي على كل لسان وهو مش حاسس فيني
سيف :- صدقيني أنه عم يتعذب أكثر منك كافيه غربته .....
فداء :- الله يفرجها على الجميع
سيف : آمين
*******
التعديل الأخير تم بواسطة اقدار ; 13-02-08 الساعة 03:14 PM
سبب آخر: تكبير الخط
|