بعد إذنك، يا
سيدتي سأسدل الستائر وأغلق النوافذ...وأوصد الباب ....إني سأرحل، سأغادر...لم أبق قادر...
. سأترك ذا الشاطئ لن أعود إليه مرة أخرى... لن أعود.
سوف أعود إلى سكينتي الظلماء...إلى أيامي المتشابهة إلى الهدوء الرتيب الخانق...حتى لا أخنق أنا ...هنا.
سأعود إلى خلوتي إلى وحدتي وحروفي وكلماتي..
.لم يبق لي متسع من العمر يتحمل ذي الرجات العنيفة في عالمه
وجسدي الضعيف أوهى من أن يساير ذا الركب الماشي الخبب على رماله...وأنفاسي اللاهثة جريا من ظلم الزمان هي أيضا ـ بدورها ـ لا حول ولا قوة لها على أن تواكب رقص أمواجه... على ذي الموسيقى الصاخبة بإيقاعاتها المتعددة،العاصفة ليلا على طول امتداده
حططت به... وأنا النورس الجريح...ظنا مني انه فارغ موحش ...وحشة قلبي الصغير،وساجيا سجو روحي الكليمة... أروم في رحابه سلوى ونقاهة
.لكن هيهات...هيهات،
على رماله خططت قصة حياتي ـ بل قصصي ـ بكل أمانة.كنت صادقا حتى النخاع معه...فأحسست ـ وأنا احكي ـ كل عناصره تفاعل ، معي...تمنحني مساحات أخرى من الكرم للخط و الحكي، مم جعلني أتجرد من حذري ـ وأنا الرزين ـ
وأسبح في مياهه اللازوردية...كانت مياها ساخنة ـ بحق ـ استلطفت عذوبتها ودفئها فانتعشت روحي أيما انتعاش
.وأصبحت من جديد أومن بالثوابت التي كفرت بها قديما...صغتها من جديد، رتبتها في حلة أجمل، وقلت ربما تصفيفي السابق كان خاطئا ...لذا بدت لي هي أيضا خاطئة واستحليت واستمريت المقام...إلى درجة أني أصبحت أحس كأن نسماته الهفهافة على وجهي نسائم عدن، وسكونه وصفوه ملك لي...فلم ابق متحفظا...فقعدت أشكل من أوهامي خيولا اركبها ساعات...ومن جلو الخاطر وصفاء الذهن ابني سفنا كالمنشآت .... أشرعها وأهيم في كل الاتجاهات.
هيهات...هيهات
أتيته صاحيا من غير خمر ولا غليون ،وافترشت ثراه.
وددت أن يكون هو خمري وتبغي....يا خلي
وأنا في عز الجلال الروحي متما هيا مع شطآنه يظللني القمر بالنور،وتكلأني النجوم باللمعان...ووجه المسيح يهل بشرا فإذا بالأجراس تدق....وتحط طيور الليل...
لا ادري من أين وفدت....
تطردني إلى العراء ليجلدني الصقيع، ويصوطني القر.... وما أشرس القر عندما يكون المسيح منتصبا يفتح بوابة الزمن من جديد...
وداعا .... يا شاطئي الجميل لست لي!!!وداعا
بدمع كل النائحين والنائحات لك مني وداعا
لست لي ...لست خالصا لتكون محطتي التي استكين عليها، وارتاح لحظة رجوعي من السفر في الليالي المظلمة.
لست لي ...
لست لي...لقد ظنتك خاليا لا يقاسمني في هكتاراتك المديدة الساحرة مقيم أو نازل...حسبتك من العصور الجيولوجية الأخيرة ....لكن أنت هنا منذ العصر الجوراسي ....لك تاريخ لك شأو لك حكايا ...وأنا أريدك صفحة تنكتب من جديد بعدما أمحي خربشات الزمان عليها .
لست لي... لك وجه عات جبار بكل عناصرك: ماؤك ورمالك ، شمسك تبلي وتحرق وماؤك القامس لجه يلوي ويلفظ ما يلفظ....
وأنا عزيز النفس كريمها.
ووجه ثان: رمال من حقول بساتين عنب وموز ورمان ومن كل فاكهة زوجان...ومن ماء عذب كنت أعود منه دوما من ظمئي ريان.
ولكن ليست لي ...لا أريد أن أكون جبان
أحببتك من كل أعماقي قلبي ....أحببتك بصدق ومن غير تحفظ يوم ناديت واستجبت...يوم كان في القلب أسى يبحث عن آس...
وأحببت حبك ومشاعرك المتناغمة مع حبي بدون كلفة
أحببتك وربما!!!!!أحببتني.
لا دليل لي إلا همهمهمات
قد أحفظها واحملها معي حتى محطتي الأخيرة...
الدارالبيضاء في ليلة رأس السنة الميلادية 2008
حدريوي مصطفى العبدي