المنتدى :
المنتدى الاسلامي
الداعية الصامت .. [وسيلة الدعوة المنسية] !
[B](بسم الله الرحمن الرحيم)
قد يـتردد العديد منّا بالخوض إلى سبيل الدعوة , والإنكار .. في المجتمع .. لأوهام يصطنعها الشيطان في نفسه .. أنه سيُصرخ في وجهه .. و سيكون شخص فضولي .. وو ..
مع أن كل هذا .. مجرد أوهام .. وحواجز كالجبال .. من أطياف الخيال .. يعتقدها الشخص أمامه لكنها في الحقيقة .. أكوام أوهام .. لا تمت للحقيقة بصلة ..
يَسمع أنّ فلان من الناس قام بالنصح .. فواجهته صرخة .. وفلان .. اتهم بالاعتداء .. ووو .. فترعدُ فرائصه .. و يخاف كل الخوف من [ الدعوة , والإنكار .. ] .. وهذا ومَن على شاكلته .. دونه و الدعوة والإنكار خرط القتاد .. إلا أن يزيل كمّ الأوهام هذا .
حتى قد يحتج بحجج محجوجة غير صحيحة .. كأن يقول : الشيخ فلان لا يُنكر .. وفلان طالب العلم .. و فلان الخطيب .. والآخر الإمام .. كلهم لا يدعون .. فأنا كذلك ..
لذلك .. ( لا ينبغي أن نقيس الإسلام بما عليه المسلمون اليوم، فإن المسلمين قد فرطوا في أشياء كثيرة وارتكبوا محاذير عظيمة حتى كأن العائش بينهم في البلاد الإسلامية يعيش في بعض البلاد الإسلامية .. يعيش في جو غير إسلامي ) كما قال ابن عُثيمين في كتابه شرح ثلاثة الأصول .
لكن من أبى إلا أن يعيش .. في دوامة الأوهام .. والكذب على النفس .. والحيل النفسية .. فلدينا الحلّ له .. مع أن الحل الأمثل كما ذكرنا سابقاً .. إزاحة الحواجز الوهمية .
لكن .. فكرة ( الداعية الصامت ) .. ستكون أسهل عليه بكثير .. إذا كان يخجل من الحق - وفرق بين الحياء والخجل - .. فعليه على أقل تقدير .. القيام بالدعوة صامتاً !!!
عليه أن يكون داعياً .. فاعلاً .. عاملاً .. وبمعنى أدق .. داعيةً بالقدوة .. ! داعيةٍ يعمل السنن .. ويقيم النوافل .. ويحرص على الفرائض أشد الحرص .. ليكون قدوةً لمن يراه .. وما أسهلها من طريق ..لمن يخجل .. وما أجداها أيضاً .. لمن جمع بينها وبين الإنكار باليد - إن استطاع - .. أو باللسان ...
فلمَ لا نكون إذا أذن المؤذن .. مِمَن يقوم ويترك كل شيء بيده .. وينسى ما أمامه .. لأنه على موعد مع الملك !
لمَ لا نكون .. مِمَن يفعل ما يقول ويعلم .. يكفينا من تطبيق الدعوة الصامتة .. أن نكون ممن يعمل بعلمه .. فقد أسند الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى - كما ذكر ذلك بكر أبو زيد في الحلية - بسند فيه لطيفة إسنادية برواية آباء تسعة ! فقال : أخبرني أبو الفرج عبدالوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن اسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن زيد بن اكينة بن عبدالله التميمي من حفظه ؛ قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول " هتف العلم بالعمل فإن أجابه , وإلا ارتحل " !
لأننا القدوة عند أهلينا .. وأبنائنا .. ومجتمعنا .. يجب علينا الدعوة بالقدوة .. ولو صمتاً .. فمع التكرار سيتحقق المطلوب ..
أبو بكر رضي الله عنه .. كم سطّر له التاريخ من خُطَب ؟! .. جداً قليلة .. لكن لم يسطر له التاريخ سوى .. أعمال ... كحرب المرتدين .. و التبرع بكامل ماله !
كل هذه سطرها التاريخ .. لأبي بكر .. ولم يعمّر خطباً نارية عصماء ... كما عمّر أفعال بطلٍ قدم حياته رخيصة !
أيضاً .. كلنا يعرف قصة جنكيز خان والنملة ! .. هل عمّر التاريخ للنملة خطبة عن الصبر على الأذى ؟. .. والإصرار حتى الوصول للهدف ؟
لا والله .. لم يعمر التاريخ سوى .. عمل قامت به نملة .. من دون أن تتفوه بكلمة واحدة .. علمت جنكيز خان .. الصبر .. والإصرار !ّ
فلنجعل التاريخ يسطر لنا أفعالاً .. دعواةٍ صامتة .. لنكون قدوات .. يهدي بأيدينا الله من يشاء .. !
مــن انتقـائــي[/B]
|