المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
محاكمه الحب
محكمه القلوب
الجلسه الاولى
في منتصف القاعه يجلس القاضي واثنان من مساعديه
وامامه الحب في قفص ذهبي يمسك القضبان بيديه وينظر الي القاضي والحضور وعلي يمين القاضي جلس ممثلي الادعاء في محاكمه الحب شاب وفتاه
وجاء الشاب بمحام ليدافع عن رائيه وادعائه وهو السهر وجائت الفتاه بمحام ليدافع عن رائيها وهو البكاء
وفجأه صاح الحاجب :
محكمه. . . . .
فانتفضت القاعه واقفه بكل من فيها. . .
وامسك الحاجب بلوحته ونادي : : :
قضيه اليوم في الحق قضيه
تمس كل شخص في البشريه
انها محاكمه للحب سويه
على ماارتكبه بحق كل فتي وفتيه
وقام الشاب للحديث قائلا
سيدي القاضي ياليت تسمع لكلامي
هذا الحب قد قلب لون ايامي
وافنى في قصائد الحزن حبر اقلامي
جعلني اسهر لوحدي ليالي طوال
وجعلني احمل علي كتفيا من الهم جبال
جعلني ابكي والبكاء صار لي ارضا ومنوال
فاستوقفه القاضي وقال له
ايها الشاب المسكين
هل كنت حقا في الحب دوما حزين؟
فنظر الشاب الي القاضي وقال
سيدي انه سجني وسجاني
ولكنه هو الذي وجدني عطشان فسقاني
وهو الذي جعل الدفء يملىء احضاني
وهو الذي جعل المشاعر تنبض بكل كياني
فاستغرب الجميع كيف يدافع الشاب عن الحب رغم انه يتهمه
فواصل الشاب قوله وقال
ورغم انه هو الذي جعل المشاعر تنبض بكل كياني
اعود واقول سيدي انه سجني وسجاني.. .... ..
فتنهد القاضي قليلا
و علم ان خطب الفتى مصابا عليلا
فقال له هل معك من شهود
قال سيدي اذا مرت الايام لاتعود
قال القاضي حتما للشاهد ان يكون موجود
فهل معك ام من حيث اتيت تعود؟
قال معي سيدي محام اليا
كم شاهد الرجاء للنوم في عينيا
كم شاهد رعشه الاشواق صرعى في يديا
وكم احس بنار الوجد تحرق راحتيا
قال القاضي من هو قل لاتطل عليا
فاشار الفتي بيمينه وقال
هاهو المحامي هاهو شاهدي
وهو الذي كم راى الهر في مرقدي
فهب السهر واقفا من بين الحضور
وتقدم نحو القاضي ليظهر للناس والنور
وقال سلام قال القاضي شاهد حق ام زور
قال سيدي من شاهد الحق يقوله دون مال او اجور
فقد رأيت الشاب تعتصره احزانه
من شيء هو الذي جعل الفرح يعرف عنوانه
رأيته في البدايه كان من اسعد الناس
وكان لا يعرف سوى الابتسامه
حتي دارت ايامه
كثرت اّلاّّمه
وزادت من الحب سقامه
قال له القاضي اجلس. . . . .فجلس
وخرج الشاب وقال سيدي القاضي
هذه الفتاه الحسناء محبوبتي
هي اليوم جائت ضدي في دعوتي
كم عشنا نحسب الفرح في ضمتي
ولكن للاسف فرقتنا الايام يا مصيبتي
خرجت الفتاه في هدوء وسكينه
وكانت جميله جدا لكنها بدت حزينه
فقد تمكن الحزن من برائتها فكانت رذينه
وقالت سيدي اطالبكم ان تحكمو علي الحب بالاعدام
فانه الذي جعل السواد يكسي جمال الايام
وهو الذي جعل العيون بالليل لا تنام
هو الذي افنى في اشعار الرثاء اقلام واقلام
ارجوكم سيدي القاضي احكمو عليه بالاعدام
فصاح الحب في قفصه وقال
احبائي الصغار محال محال
اترضون ان تقتلوني وتقتلو الجمال
انسيتم حبكم وسهر الليالي الطوال
فصاح القاضي
اصمت ايها السجين
الم تري ذاك الحزين وتلك الحزينة
قال الحب سيدي لقد عاشا في الحب سنين
ولكنهم بشر والبشر لاتوفي بالوعد الامين
فقد تواعدا وتعاهدا على ان يبقي السر الدفين
لكنهم . . . .
للاسف نسوا الوعد وخانو
وعلي حقيقتهم البشريه وضحوا وبانو
كيف اوفي لاناس صفتهم الخيانه؟
اجيبني ياسيدي القاضي ولكن بكل امانه
فقال القاضي للحب
من فضلك التزم السكوت
فلست انا من يحكم على الوافي ان يموت
فارتاح الحب وصمت في قفص الاتهام
وعاودت الفتاه المسكينه للقاضي الكلام
وقالت سيدي القاضي
ليس عيبا فينا ان نخون
فقد قر لنا ربنا هكذا انا نكون
نحن قوم زيفنا جمال المشاعر بالعيون
فقل لي بربك كيف لا نخون
فأنتفض رجلا من بين الحضور وصاح بصوت عالي
لا
لا سيدي القاضي
ليس هم كذا كل من ببلادي
فقال القاضي اصمت ايها الرجل لا تتكلم
فواصل الرجل حديثه غير مهتم بماقال القاضي
سيدي ارجو ان تعطوني فرصه واسمعوني
فقال القاضي من انت ولما نادي بصوت جنوني
قال سيدي اني انا الوفاء في الارض الم تعرفوني
وما ان قال الرجل انه الوفاء
فصفق الحضور وارتفع الصوت للسماء
فقال القاضي تكلم
فقال انها تدعي ان صفات البشر هي الخيانه
ونسيت كم ضم الوفاء اناسا في احضانه
وكم كان قديما عاشقا يجري الوفاء في شريانه
فكيف يحي الحب مع خائن هل ترضى بذاك الامانه؟
فصاحت الفتاه وقالت
لا سيدي لاتستمع اليه
فكم اغرقت بالدمع صدره ويديه
كم حلفت انني سأحيا عمري لديه
كم بكيت وكم بكيت ولم يصل بكائي لاذنيه
قال القاضي هل معك شاهد او شاهده
فصاح الوفاء وقال سيدي وما الفائده
قال له ايها الوفاء لا تتكلم دون اذني
قال سيدي انسيت انك ايضا جزء مني
فتبسم القاضي وهمس مهلا لاتحرجني
فقالت االفتاه نعم ياسيدي معي شهود
هذا هو البكا فكم شاهد الدمع على خدي اخدود
فتحرك البكاء في بطء وفي مراره
وما ان راه الناس حتي التمسوا فيه الحراره
وقال نعم سيدي فقولها كله حقيقه
فكم كان في جوفها دوما نار حارقه
وكانت لاتتمني سوى قبله لترتوي بريقه
فقال له القاضي اجلس
ونادي القاضي
بعد ان استمعنا الي اطراف القضيه وهو
المتهم : الحب
ممثلوا الادعاء: الشاب المجروح والفتاه
شهود الاثبات : السهر والبكاء
شهود النفي: الوفاء
الحكم بعد المداوله
ودخل القضاه غرفه المداوله للتشاور والحكم علي الحب
وساد القاعه صمت عجيب
وضاقت الصدور بشكل رهيب
ومرت الدقائق والساعات ولم يخرج القضاه ولم ينادي الحاجب
وفجأه
خرج الحاجب مسرعا
ونادى
ايها الناس
مات القضاه قبل ان يصدر الحكم
وهكذا فقد قدر لمشكله الحب ان تبقى ابديه بين الناس
فهذا القاضي رقم الف الذي يموت قبل ان يصدر الحكم ولن يتجرأ اي قاضي بعده علي نظر الدعوى
ولتبقى المشكله ابديه بين العشاق والحب والوفاء والخيانه والبكاء والسهر الي ابد الابدين
محكمه
وخرج الكل من المحكه وفي انتظار الحل
|