بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هذي مشاركة ثانية ليه في المنتدى اتمنى ان اطرح الموضوع من جميع الجوانب وتكون المادة ذات فائدة لمن يقرأها
بسم الله أبدأ
ارتبط وجدان أطفالنا بالتلفزيون فأصبح الواحد منهم يقضي أمامه الساعات الطوال دون توقف.
ولنقف موقف المحايد من قنوات الأطفال النتشرة عند العامه من الناس , ولنستعرض الأمر من جميع الجهات فكل شيء تقريباً لا يخلو من الإيجابيات والسلبيات , فالأولى مثل وجودالبرامج الهادفة والتثقيفية والتعرف على حضارات قديمة وحديثة , وسياحة جميلة لأجمل البقاع على الإطلاق, بالإضافة لإثراء اللغة العربية والإنجليزية وتوسيع مدارك وأفاق الإبداع والاكتشاف لدى أطفالنا ومحاكاة عقلية الطفل بشكل جيد فطفل اليوم يختلف عن نظيره بالأمس القريب فهم أبناء التكنولوجيا وعصر النت .
أما السلبيات فكثيرة وعلى عدة أصعدة منها الصحية أذكر منها ضعف الإبصار والإنفعالات المصاحبة لأفلام الرعب , بالإضافة للسمنة بسبب قلة الحركة والجلوس لفترات طويلة , وإجتماعية تتمثل في اضعاف العلاقات الإنسانية في وجدان الطفل فيحبذ الوحدة والإنعزال بدلاً من صحبة الناس والمجتمع ككل .
ونفسية فقد تحتوي بعض المسلسلات على بعض المشاهد السيئة والداعية للعنف بجميع أشكاله وأنواعه وأبسطها القتل ببرودة أعصاب والتعود على مثل هذه المشاهد قد يجعل الفتك بالناس أمر طبيعي جداً ولا ضرر منه .
أما على الصعيد الأخلاق فنرى كثير منها خادش للحياء يحبب الصداقة بين الجنسين ويجمل السفور والتبرج بين شريحة الفتيات .
وأخطرها على الإطلاق زعزعة العقيدة الصادقة داخل تلك النفوس البريئة فالمسلسلات تزخر بأمور تقدح في العقيدة كإشارات التثليث وتعليق الصليب والتعلق بالكنائس , إن الدعاء للحوار بين الأديان شيء جميل ومرغوب بين شرائح المفكرين والدعاة ( أي بين مجتمع الكبار ) ولكنه أمر جداً خطير بين الأطفال فكل مولود يولد على الفطرة ويأتي دور الأبوين ومن ثم مجتمع الطفل والذي يتمثل في قناته المفضلة في تثبيت
العقائد أو زعزعتها .
كما قد تحتوي على تشويه للحقائق مثل رجال يطيرون في الفضاء الواسع ومقدرة أحدهم على جعل السماء تمطر , والسقوط من علو شاهق وعدم الإصابة بأي أذى .
إن تعلق أبنائنا ببطل تلفزيوني أمر جداً خطير ومحاكاة حركاتهم قد يوصل لما لا تحمد عقباه . آخر الأخطار في نظري اشاعة الحديث بالعامية ونبذ الفصحى التي أصبحت لغة غريبة على مسامع أبناء العرب .
الدعوة هنا لتنقيح برامج الأطفال وعدم عرض أي برنامج من منظور ملء وقت فراغ فقط بل التعامل مع البرنامج بصدق وصبر شديدين , المطلوب من المتعاملين مع هذا الكنز الثمين أن يراعوا الله اختيار البرامج الهادفة والتي لا تتنافى مع عقائدنا وأخلاقنا وليكن اختيار البرنامج الذي يفيد هدف سامي ويساعد عل مد جسور الصداقة بين الطفل ومجتمعه ويخدم بذلك مصالح البيئة من حولنا .