المنتدى :
الارشيف
نجـــــوى كرم ..
حلّت شمس الأغنية اللبنانيّة نجوى كرم ضيفةً على برنامج "دندندة" الذي يبثّ عبر شاشة تلفزيون "أم. بي.سي"، وتقدّمه المذيعة نانسي معماري، بمشاركة الموسيقار إحسان المنذر، وكانت الحلقة حدثاً بحدّ ذاته كون المطربة اللبنانيّة نجوى كرم قلّما تظهر على شاشة التلفزيون، وإن ظهرت فإنّها تفعل ذلك خلال فترات متباعدة، وفي إطلالات منتقاة.
وكانت حلقة شمس الأغنية حلقة مميّزة على كلّ الأصعدة، فقد غنّت نجوى بآداء رائع، وبدت جميلة، وأنيقة، ومتحدّثة لبقة، ووفيّة للجيل الفنيّ القديم الذي أسّس للأغنية اللبنانيّة على مرّ السنوات، كالأسطورة صباح، والعملاق وديع الصافي، والمطربة اللبنانيّة لور دكّاش، حيث دندنت لهم نجوى أغانٍ خالدة كـ "المجوّز يرفع إيدو" للشحرورة، و"قتلوني عيون السود" للصافي، والتي أسبقتها نجوى بموّال لبنانيّ أظهر مساحات صوتها الجبليّ المتميّز، وأغنية "آمنت بالله" للور دكّاش، والتي إسترجعت فيها نجوى ذكريات طفولتها، وقالت:" هذه الأغنية كانت تردّدها والدتي دائماً".
يشعر المشاهد وهو يتابع نجوى في حديثها وغنائها، بدفءٍ وأمان، وعلى الرغم من كلّ الصعوبات والمشاكل الإنسانيّة التي تعرّضت لها كرم في حياتها، وخصوصاً في الجزء الأخير من مسيرتها الفنيّة، إلاّ أنّ هذه المطربة لديها قدرة عجيبة على الفصل بين معاناتها، وبين إسعاد جمهورها العريض، الذي كان يتابعها عبر شاشة التلفزيون، وكان معها في الأستوديو خلال تصوير الحلقة، حيث وللمرّة الأولى في البرنامج، كان الجمهور المتابع في أستوديو الحلقة فقط من معجبي نجوى كرم. وهذا الأمر (أي الفصل بين المعاناة الشخصيّة، وبين مهمّة إسعاد الجمهور) هو جلّ ما يجب على الفنّان أن يتمتّع به، ونجوى فنّانة أصيلة بحقّ!
وللمرّة الأولى غنّت نجوى باللهجة المصريّة، وأبدعت في آداء أغنية كوكب الشرق أم كلثوم "ودارت الأيّام"، وحيّت الشعب المصريّ، وأكّدت بأنّها لن تغنّي المصريّ أفضل منهم، وأضافت بأنّ المصريين أحبّوا الأغنية اللبنانيّة من خلال فيروز، ووديع الصافي.. وهؤلاء دخلوا إلى مصر بالأغنية اللبنانيّة وليس بالأغنية المصريّة، كما إستمعنا إلى نجوى باللهجة الخليجيّة أيضاً حيث غنّت رائعة فنّان العرب محمّد عبده "ليلة"، وكانت المفاجأة حين قدّمت نجوى مقطعاً من الدويتو الغنائيّ الذي كان من المفترض أن تقدّمه مع محمّد عبده، وهو بعنوان "حبّ وفراق"، علماً أن هذا الدويتو من كلمات نجوى نفسها، ولكن إلغاء تصوير حلقة برنامج "نوّرت الدار" (الذي تقدّمه المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال) مع أبا نورة حال دون تنفيذ هذا الدويتو.
إفتتحت نجوى الحلقة بمجموعة أغاني وطنيّة قدّمتها على أهمّ مسارح العالم العربيّ، من جرش إلى قرطاج إلى الكويت رجوعاً إلى الوطنّ الأمّ لبنان، ومن ثمّ تحدّثت عن الشاعر اللبنانيّ الراحل عصام زغيب الذي وصفته برفيق الدرب، كما تحدّثت عن علاقتها بشقيقتها الكبرى سلوى، وقالت ضاحكةً:"كنت كلّما أغنّي أغنية تفقد سلوى وعيها من شدّة خوفها علي!"، وشكرتها نجوى، وأكّدت بأنّها أمّ ثانية لها، وأنّها هي من إستضافتها في بيتها عندما نزلت من زحلة إلى بيروت للمشاركة في برنامج المواهب "ليالي لبنان" الذي كان يقدّمه تلفزيون لبنان في العام 1985، وأكّدت بأنّها ساعدت كثيراً في وضعها على الطريق الصحيح من خلال إصرارها على دراسة أصول الغناء.."
لم تخفِ نجوى هذه المرّة أيضاً حديثها عن الحلم الذي تنتظره منذ زمن، ألا وهو الوقوف على مدرّجات بعلبك، وقالت:" أحبّ أن أحقّق إنتصاراً لطاما كان في بالي... لديّ أمنية لا بدّ أن تتحقّق يوماً ألا وهي الوقوف على تلك المدرّجات التي وقف عليها التي لطالما وقف عليها العمالقة".
وتحدّثت نجوى عن علاقتها بالشاعر عماد شمس الدين، وقالت بأنّه رافقها على مدى 11 عاماً، ممّا جعله توأم صوتها، وعدّدت بعض الأغاني التي قدّمها لها، وهي من روائع أرشيفها الغنائيّ، ومنها: "أنا ما فيّي"، و"ما بسمحلك"، و"حكم القاضي"، و"الغربال"، و"كيف بداويك"، و"أنا أو هيّ"، و"عاشقة"، ومؤخّراً "بحبّك ولع".
كما قدّمت نجوى خلال الحلقة أغنيتها الشهيرة "عم بقولو" التي قدّمتها في ألبوم "مغرومة"، وغنّتها بمشاركة ملحّن الأغنية أنطوان الشعك، وهو أيضاً قائد فرقتها الموسيقيّة.
وإنتقدت نجوى الأجواء الفنّية السائدة على ساحة الغناء اليوم في لبنان والعالم العربيّ، وإختصرته ببلاغة عندما أخبرت قصّة طريفة سمعتها بأنّ إحدى المطربات كانت تغنّي على المسرح، وحصلت خناقة في الصالة، فنزلت المطربة عن المسرح، وهربت إلى خارج الصالة، وكانت المفارقة عندما لاحظ الحاضرون بأنّ المطربة ظلّت تغنّي في الصالة على الرغم من هروبها إلى الخارج! (في إشارةٍ واضحة من نجوى إلى الغناء بطريقة "البلاي باك" الذي تعتمده اليوم الكثيرات من فنّانات الصورة والجسد).
ولم تخفِ نجوى رغبتها بأن تصبح أمّاً، وأضافت بأنّ هذا الشعور غريزيّ لدى المرأة، وأكّدت بأنّ أغاني الحبّ تجدّد خلايا الإنسان!
وقدّمت نجوى خلال الحلقة كوكتيلاً من أروع أغانيها القديمة والحديثة، نذكر منها "أنا ما فيي"، و"ما حدا لحدا"، و"ما برضى غيرك"، و"شو جاني"، و"بدّك ترجع"، وغيرها...
حقّاً كانت حلقةً مميّزة من برنامج "دندندة" مع شمس الأغنية نجوى كرم، وأكثر ما ميّز هذه الحلقة هو لغة الوفاء التي تحدّثت بها نجوى عن الأغنية اللبنانيّة، وعن العمالقة، وعن التراث، وعن البلدان والمسارح العربيّة التي إستضافتها، وعن كلّ من تعاملت معهم خلال مسيرتها الفنيّة، وعن الجميع نعم الجميع! وكم كانت إبنة البيت الأصيل، محقّة عندما غنّت يوماً "سمّوني الوفيّة"!
eminemlady
|