لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


زمن المسخ ......رواية

زمن المسخ رواية تأليف ربيع عقب الباب كانت تفترش الأرض شاردة ، وبأصابعها المدببة ترص الحجارة .. .. حجرًا حجرًا ،

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-12-07, 11:20 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي زمن المسخ ......رواية

 

زمن المسخ
رواية


تأليف
ربيع عقب الباب

منتدى ليلاس الثقافي كانت تفترش الأرض شاردة ، وبأصابعها المدببة ترص الحجارة .. .. حجرًا حجرًا ، وتبني منها شيئاً كان أقرب شبهاً بقلعة حصينة ، ثم تعود وتهدم كل ما أقامت ، وشفتاها ترتعشان بشكل هستيري ، وبيد أكثر تشنجاً تعود لتقيم قلعتها على نفس الأشلاء .. .. وبنفس الأشلاء وهي أشد إصراراً ، وحين تستوي البناية تماماً تمتد سبابتها ، وتقتحم القلعة ، وتعود بنفس السكينة وبنفس الإرتعاشة لتقوض ما بنت ، وقد اجتاز فكرها حدود الزمان والمكان ، وسرح عبر أزمنة منفلتة ، تتذوق مرها وحلوها ، وتتنشق رائحتها الغامضة . هاهى تطارد "عبد العزيز" - زوجها -الفاني ، وهو منتصب أمامها كقدر عنيد ، ثم يعبرها بنظرة جانبية قاسية ، ويتقدم مبتعداً دون كلمة ، فتفزع مهرولة ممسكة بتلابيبه ، ليعود يخطر أمامها ، ينتقل في بهائه وعنتريته تماماً كما رأته أول مرة ، مفتوح الصدر عن غابة سوداء مدببة كمدينة غامضة من مدن شهر زاد ، مفتوح الساعدين ، ترتجف الأرض تحت وقع قدميه ، وتحاصره تنهدات الصبايا الملاح 0
ما وقعت عليه عيناها حتى فاضت ، هامسة مسلوبة الإرادة والكيان ، متهالكة تمضي ، وقد شعرت بشيء ينحدر داخلها إلى أسفل ، وقلبها يرفرف كأنه يتوقف الآن !!
تراجعت معتصمة بالجدار ، وفوراً كانت تسد عليه الطريق . أحجم عن السير كأن صاعقة خطفت منه البصر والقلب . كان مشهداً يثير الرعب والفزع :" إيه اللى موقفك كده يابت ؟ " .
ردت مختلجة دون تردد : " بنت تبتك .. وتأكل راقبتك .. اعدل كلامك ياروح أمك " .
في لمح البصر كان يحملها ، كم كان قاسياً حين ألقى بها جانباً على الأرض ، ومن ثم زحفت معاندة تسد عليه الطريق مرة أخرى ، وفي أقل من ثانية قررت ، أن يكون لها ، وهو يسخر منها . أوقعت به ، وضحكت كثيراً . عرقلها فأصبحت أنفاسها في صدره ، كأنهما في مدينة ليس بها غيرهما .. .. تعانقا ،اعتصرها ، ومن فوره كان ينهك نفسه بحثاً عن أبيها ، الذي كان كعهده بعيداً عن الديار 0

لكم ضربها .. .. نقش لياليها وشماً على جسدها الفتي لا تنمحي آثاره ، وظلت تعانده زمناً ، كان يريدها زينة ، يفخر بها ، فيحملها إلى الحمام بنفسه ، ويزيح بيديه كل التراب والوسخ ، يستخرج العطب الذي دب في قدميها الحافيتين ، ثم يرغمها على ملازمة البيت والتعود على الاغتسال ، ولم يفلح معها إلا بعد أن هجرها ، وهددها بالطلاق .
علت وجهها بسمة مريرة ، فاندفعت برغمها تبني قلاعها المنهارة ، وعادت لتهدم ما تبني ، ثم راحت بيقظة تامة تتابع قرص الشمس المستدير ، وهو ينحدر هناك ، بعيداً .. .. بعيداً ، تتابعه في حزن وألم ، ثم أحست باختناق حاد ، كأن قبضة الليل الزاحف تطوق عنقها ، وتضغط .. تضغط ، شهقت والدموع تنهمر على وجنتيها حارة شاكية . قرص الشمس يبتعد .. يبتعد طرياً .. لا سبيل إلى إيقافه ، ومنعه عن المضي ، يرتمي في بحر السماء الممتد خلف الشجر ، يختفي تاركاً الفضاء نهباً لليل راح يجثم رويداً ..رويداً .
كانت عينا " صابحة " قد ازدادتا جحوظاً ، وهي تدور برأسها كأنها تطالع السماء لأول مرة ، تبني قلاعها ، وتهدم ما تبنى ، وفؤادها هائم في فراغ أحشائها ، تهفو إليه ..إلى نجمها السيار الزائغ " مسعد "، ولدها الوحيد ، المنفلت من عنقود الموتى الذين حملت بهم ، وعاش بلا سند يقيله من عثراته ، ويحمي ظهره : " أيكون قصير العمر مثل أبيه ؟ " قال السحرة وأهل الفراسة عكس ذلك ، نعم قالوا عكس ذلك ، مازالت كلماتهم ترن في أحشائها ، وتدوي كطبل : " عمره طويل يا صابحة يا بنت سعدية .. بيديه يزقك للتراب و الدود .. ويكون له ذرية ، لها هيلمان وشنة ورنة " .
ما صدقت ما قيل ، ولو ودت عكس ذلك ، فكل شيء كان يسير إلى عكس ما قيل : لا ذرية .. لا حياة ؛ فمنذ شهر مضى دخل ببدرية ، تلك الجميلة المرغوبة ، وإلى الآن لم يقربها ، هي تعرف ، تعرف من عينيه ، وطريقة عبوره أمامها ، امرأته التي يعشقها ، وتتغلغل عميقاً في نفسه ، هزمته ، بدرية هزمته ، خاصم أمه لأجلها ، خاصم الدنيا ، تحدى كل من حاول عرقلة زواجه بها ، لكنها هزمته ، بدرية هزمته ، كامرأة بلا قلب ، حمل نفسه بالعداوات لأجلها ، وتأبت عليه ، تأبت عليه ، حولته لشبح هزيل ، واستعصت عليه قلاعها ، هي التي هامت به ، وسحرته ، وانسحرت به ، أخيراً دمرته ، كأنها ما أحبته ، ما حلمت به ، ما عيب شربات يا مسعد ؟ ما عيب ابنة خالتك ، امرأة تهتز لها صدور الرجال وحبالهم ، لها جمال طاغ ، وطازج يا مسعد ، هل عدمت الفهم والنظر ؟ ما عدت ترى جيداً ؟ نظرة واحدة من عينيها تذيب قلب مدينة بأسرها ، وتنهار تحت كعوبها العالية ، هزة من ردفها ، تجعل النشوة تطيح قتلاً في جوانح الرجال ، شربات لها رائحة أنثى الفراش ، لحمك ودمك الغجري يجري في شرايينها ، يا مسعد .. يا ولدي ، افهمني ، لا أقصد إلا صالحك ، وصالحنا نحن 0 زعق بأعلى صوت ، وأنا اخترت بدرية يا أمي ، بدرية هي كيت وكيت وكيت 0 وبدرية تأبت عليك ، قتلتك ، وهزمت فيك فتوتك ورجولتك ، أنت اخترت العذاب والموت ، وكذب السحرة يا مسعد ، كذبوا ، وصدق الزغبي مع خالتك القادرة ، نعم ، انتهى كل ما حلمت به ، هم الذين ضللوها ، سحرة الشؤم ضللوني : " عمر طويل يا مسعد ، وذرية تهتز لها الأرض طرباً وعجباً ".
تمتمت صابحة : " أنت وجع مبتلى ، يا نور العين الذي يرى ، ورب السكينة والهواجس "0
أقبلت من خلفها بدرية ، في جمال سوسنة ناعسة ، رشيقة ذابلة الجفون ، حزينة ، ترتدي الأسود ، دنت من حماتها ، قرفصت إلى جوارها ، ربتت على كتفها : " قومي يا أمي .. حرام عليك اللى تعمليه ده ، ارحمي نفسك وارحميني "0
حدجتها صابحة بعينين زائغتين ، وخامرتها مشاعر متناقضة ، هل تحب هذه البنية التي كانت سبباً حاسماً في مأساة ولدها أم .. .. .. .. ؟ لولاها ما كان هذا حاله ، نعم ، لقد نالت منها ومن ولدها في آن ، أطارت عقل مسعد ، وجعلته يرفس كبغل ، وفي النهاية يقتل ، يقتل ، لو أنه سمع كلامها ، وتزوج شربات ، ما وصل إلى هذه الحال ، وترك كل شيء ، وفر هارباً إلى مكان لا تعرفه ، ويبدو أنها لن تعرفه .

بدرية حين هاجمتها عينا حماتها انزوت كهرة ، انخسف وجهها تماماً ، وبكت شاعرة بمدى كراهية صابحة لها ، وبكت بصوت حار ، وشعور بالظلم يبتليها .
ترفقت بها ، جذبتها إلى أحضانها كصبية غريرة ، وربتت عليها ، تهدهدها ، وتوغل في الهدهدة ، حتى غفت بدرية ، وسرقت عقلها ووجدانها رؤى الحلم الخطير ، صابحة توغل في الندب والعديد ، وتعود أصابعها تقيم قلاعها ، وسرعان ما تطيح بها ، ودموعها تنثال بلا توقف .
دون إرادة قبلت بدرية بحنو ، وبرفق هزتها ، دفعتها إلى حظيرة الدواجن ، لتغير الماء ، وتضع الحب ، فما ذنب هذه الطيور؟
انسحبت تجرجر قدميها ، حملت الماء والحب ، وصعدت إلى السطح بنفس مكلومة ، ودموعها تنفرط حبات من الندى الدافئ ، تسحق برودة عيدان القش المتناثرة .

بالأمس كانت وسط اللصوص والقتلة ، في تخشيبة القسم ، تنتظر بين وقت وآخر ، أن يخلوا سبيلها ، باتت في التخشيبة ، عانت الكثير ، وهي في وجع قاتل ، تبكي رجلها ، من قتله الحب ، وأودى به ، ودون أن يكبح نفسه يقتل كلباً ، يقتل كلباً هكذا في عرض الشارع ، أمام شهود عديدين : " يا ترى يا مسعد فى أى أرض أنت ؟ حيا أم ميتا ؟جائعا أم .... ؟ أجبنى لو كنت قريبا .. رد لأمك عقلها الذاهب ؟ ".
لم تستطع بدرية السيطرة على انفعالاتها ، فلملمت وجهها بين راحتيها ، واندفعت مبتعدة ، تهبط الدرج ، وتنشج متهالكة ، تنسحق مع كل درجة حتى احتوتها أخيراً الشقة ، فانزوت فى حجرتها ، لتعود نفس الأنفاس لحصارها الدامي ، نفاذة تمتد في جسدها ، تتوه كأنها رهينة كابوس مريع ، وجسدها المشدود يعارك وحشاً ما ، حلم ، كان مجرد حلم تسلط عليها منذ قتل مسعد الزغبي ، لا تعرف له تفسيراً يريح رأسها ، تستيقظ ، وتتخلص من جلبابها ، وتحط على سريرها ، سرعان ما تلتهمها الأوجاع ، والوساوس ، ثم يهاجمها الحلم ، الكابوس ، الأنفاس قوية نفاذة ، وهي ضعيفة مشلولة الإرادة ، تحاول ، تتملص منه ، يلتهمها ثانية ، تهرع هاربة ، يجذبها ، يحط فوقها ، يضغط ، تعاركه ، يتكتم أنفاسها بقوة ، تغيب ، تخوض في بئر سحيقة ، مخلفة صرخة احتجاج موءودة ، والشبح يجردها من ثيابها قطعة قطعة ، وهي أنفاس بلا روح ، تطالع ولا ترى ، تشم ولا ترى ، تُلتهم ، ولا تشعر بشيء !

كان خلف الحظيرة ما يزال ، يغرق في سيل من عرق دافئ ، خافت الأنفاس ، يرهف حواسه تماماً ، ويرقب بعينين مرعوبتين الأم ، وثقل فضيحة مدوية يضغط على صدره بقوة ، فتخونه قدماه تارة ، ويتحرك هنا وهناك في حذر ، لم يبرز من مكمنه حتى غادرت الأم السطح ، يتنفس عميقاً ، مصعداً أنفاسه الحارة المختنقة ، تسترخي أعصابه ، عضلات وجهه ، يبص هنا وهناك ، يحدق في ليل هذه المدينة الغامضة ، ثم يرخي جفنيه ، يريحهما ، يحس بها تحمل كيساً من الرمل ، يدور بهواجسه في المكان ، والسماء بحر من الأسرار ، تدنو منه ، تكاد تضع سرها الأكبر في روحه ، نظراته لها حزن مدينة عمياء ، تنتابه رجفة ، تهز جسده بأكمله ، ويضيء سؤال وحيد في رأسه ، لماذا ؟ ثم يندفع إلى داخل الحظيرة مع الدجاج والبط !!

يتبع

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة بياض الصبح ; 26-05-11 الساعة 08:22 AM سبب آخر: تعديل العنوان " المدات مخالفة
عرض البوم صور ربيع عقب الباب   رد مع اقتباس

قديم 01-01-08, 12:23 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46067
المشاركات: 149
الجنس أنثى
معدل التقييم: asma2 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
asma2 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

لا أستطيع أن أقول إلا سلمت يداك على ماكتبته

وصفك العميق حملني لكي أعيش عمق مأساة الأم

وفجيعة الزوجه...

بارك الله فيك وأعانك على إمتاعنا...

 
 

 

عرض البوم صور asma2   رد مع اقتباس
قديم 03-07-08, 01:39 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80472
المشاركات: 355
الجنس أنثى
معدل التقييم: صمـــ الجروح ـت عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
صمـــ الجروح ـت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ربيع عقب الباب المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

** رووووووووووووعه وصفك جدا روعه و سلمت يداك **

 
 

 

عرض البوم صور صمـــ الجروح ـت   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية, زمن المسخ, وحي الأعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:34 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية