المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
الالتهاب الكبدي (ب) وباء يهدد حياتنا
معظم المصابين تتحسن حالتهم ويكتسبون أجساماً
مضادة للفيروس
الالتهاب الكبدي (ب) وباء يهدد حياتنا
يؤثر على الكبد
د. أحمد حلمي سالم
يعتبر الالتهاب الكبدي الفيروسي النوع (ب)
مشكلة صحية عالمية رئيسية خاصة في دول جنوب شرق
آسيا وأفريقيا وحوض البحر المتوسط والشرق الأوسط
(انظر خريطة توزيع معدل انتشار العدوى في العالم)،
ومما يؤسف له أن بلاد المسلمين، ومنها المملكة
العربية السعودية، لم تسلم من هذا الفيروس الذي
يتسبب في أمراض الكبد المزمنة وأورامها، والذي
يعتبر أكثر عدوى من فيروس نقص المناعة المكتسبة
الذي يسبب مرض الإيدز.
وسبب الالتهاب الكبدي (ب) هو العدوى بأحد فيروسات
الكبد وهو hepatitis B (virus; HBV)، وقد يحدث
الالتهاب الكبدي في صورة حادة ويكون زمنه قصير، أو
في صورة عدوى مزمنة، وربما تكون الإصابة خطيرة في
بعض الحالات نظراً لحدوث فشل كبدي حاد (Fulminant
Liver Failure)، وهؤلاء المرضى كثيراً ما يحتاجون
إلى عناية مركزة ونسبة الوفاة فيهم عالية في حال
عدم استجابة الفيروس لديهم للعالج. في حالة الصورة
الحادة قد يزول المرض بدون علاج، وبعض الأشخاص قد
لا تظهر عليهم أعراض المرض، ومعظم الذين تظهر
عليهم أعراض المرض تتحسن حالتهم خلال 2-3 أسابيع
أو يتم شفاؤهم تماماً خلال 4-8 أسابيع، والبعض
يشفى بعد مدة أطول، ويكتسب المريض أجساماً مضادة
للفيروس تحميه من العدوى طوال الحياة، ولا يعد
الشخص في هذه الحالات معدياً لغيره، ومعظم الذين
أصيبوا بالالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) الحاد لا
يصبح لديهم التهاب كبدي مزمن. لكن العدوى المزمنة
تقع عندما يستمر وجود الفيروس (ب) بالكبد والدم
لمدة 6 شهور أو أكثر مما يجعل الشخص معرضاً لحدوث
التليف (أو التشمع) الكبدي وبعد عدة سنوات يصاب
بارتفاع ضغط الدورة الدموية البابية - مما يؤدي
إلى ظهور دوالي المريء والمعدة التي تسبب القيء
الدموي - والاستسقاء والإصابة بالفشل الكبدي
واعتلال المخ والغيبوبة الكبدية وأورام الكبد
السرطانية، كما يمكن أن تحدث هذه الأورام مباشرة
دون المرور بمرحلتي الالتهاب المزمن والتليف. وهذا
النوع من الأورام يعتبر أكثر الأورام انتشاراً في
المملكة العربية السعودية خاصة بين الذكور،
وبالتالي فالتخلص من هذا الفيروس والحد من انتشاره
يؤدي - إن شاء الله - بالضرورة إلى خفض معدلات هذه
الأورام.
وللإصابة بهذا الفيروس أبعاد سلبية من الناحية
الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، بالإضافة إلى
مخاطرها الصحية.مثل هذا الفيروس ازداد الاحتياج
إلى الإنفاق على الأدوية الخاصة بعلاجه وكلها
وللاسف الشديد من إنتاجهم وهذا على سبيل المثال لا
الحصر
إن خطر الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي (ب) يقدر ب
5٪ في الولايات المتحدة، وتكون نسبة خطر الإصابة
أكبر في بعض الفئات كما يوجد هناك 1,25 مليون
إنسان مصاب إصابة مزمنة، ونسبة كبيرة منهم لا يوجد
لديهم أعراض مرضية. بالنسبة للعالم العربي يوجد
أكثر من مليون إنسان يحملون الفيروس في المملكة
العربية السعودية وحدها حيث بينت دراسات متعددة أن
معدل الإصابة بالفيروس الكبدي (ب) 1,7-9,8٪ في
المتبرعين بالدم، و12٪ في مرضى الغسيل الكلوي
المزمن، و9,8٪ في أفراد المجتمع ببعض المناطق،
و2,5٪ من الحوامل (يزيد هذا الرقم قليلاً في بعض
المناطق مثل جيزان وتبوك)، و67٪ من مرضى أورام
الكبد السرطانية، و35٪ من المتبرعين بالكبد
(معظمهم من غير السعوديين). وهناك دراسة متميزة
قام بها الأستاذ الدكتور فالح الفالح وفريقه الطبي
وتم نشرها في مجلة دولية متخصصة أثبتت أن نسبة
الإصابة بين الأطفال قد انخفضت من 6,7٪ إلى 0,3٪
بعد ثماني سنوات من تطبيق المملكة لنظام التطعيم
الاجباري للأطفال مما يبشر بانحسار المرض في
المستقبل المنظور. وجدير بالذكر أن المملكة كانت
في طليعة الدول التي استجابت لنداء منظمة الصحة
العالمية وسارعت بتطبيق برنامج التطعيم للمواليد
منذ عام 1989 ميلادية. والمطلوب في هذا السياق -
وليس بالكثير أو الصعب على المملكة - هو الاستمرار
في هذا النهج بالإضافة إلى توسيع نطاق التطعيم كي
يشمل أولئك الذين ولدوا قبل 1989 خاصة الإناث
والفئات الأكثر عرضة للإصابة
بعد الإصابة يقوم جهاز المناعة بتخليص الجسم من
الفيروس عند 95٪ من البالغين وعند 50-75٪ من
الأطفال أقل من 5 سنوات وعند 10٪ فقط من حديثي
الولادة. هؤلاء يتم شفاؤهم خلال شهور قليلة ولا
يصابوا بالفيروس مرة أخرى، ولن ينقلوا الفيروس
للآخرين، وذلك بسبب تكوين أجسام مضادة لهذا
الفيروس والتي يمكن اكتشافها بواسطة تحليل الدم
المسمى (Anti-HBs)، أيضاً تكون نتيجة هذا التحليل
إيجابية عندما يأخذ الشخص التطعيم الخاص بالالتهاب
الكبدي الفيروسي (ب)، لا يستطيع حوالي 5٪ من
البالغين و25-50٪ من الأطفال أقل من 5 سنوات و90٪
من حديثي الولادة المصابين بالالتهاب الكبدي
الفيروسي (ب) التخلص من هذا الفيروس وقد يتطور
المرض عند نسبة قليلة منهم إلى تليف بالكبد، سرطان
الكبد، أو فشل الكبد. بالإضافة لذلك يستمر وجود
الفيروس عند 10٪ من المصابين تقريباً ليصبح مزمناً
دون تأثر الكبد ويصبح الشخص حاملاً لهذا الفيروس
وقادراً على نقله إلى الآخرين. تبدأ الأعراض
بالظهور بعد الإصابة بالفيروس ب 60-120 يوم (فترة
الحضانة). وللأسف الشديد تظهر الأعراض فقط في 50٪
من المصابين البالغين، أما بالنسبة للرضع والأطفال
فنسبة ظهور الأعراض تكون في الغالب أقل. لذلك فإن
تحاليل الدم الخاصة بهذا الفيروس هي الطريقة
الوحيدة والأكيدة التي يمكن بها تحديد الإصابة.
والأعراض المرضية المصاحبة للإصابة بهذا الفيروس
في حالته الحادة تشمل يرقان (اصفرار العينين
والجلد وأحياناً) وتحول البول إلى اللون البني
الداكن (مثل الشاي) وربما يصاحب ذلك تحول البراز
إلى اللون الفاتح وأعراض كأعراض الانفلونزا
بالإضافة إلى الإحساس بفقدان الشهية والضعف عام
والاعياء وعدم تحمل للطعام الدسم والسجائر مما قد
يؤدي إلى غثيان وقيء وحمى وصداع وآلام في المفاصل
وطفح جلدي أو حكة. كما يمكن أن يصف المريض وجود
ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن.
في حوالي 30٪ من الحالات لا يتم التعرف على طريقة
العدوى. ولكن نظراً لوجود فيروس الالتهاب الكبدي
الفيروسي (ب) في الدم وسوائل الجسم الأخرى مثل
السائل المنوي والإفرازات المهبلية وحليب الأم
واللعاب، فإن العدوى غالباً ما تتم عن طريق التعرض
لهذه السوائل أثناء المعاشرة الجنسية، استخدام إبر
ملوثة أو عن طريق جرح أو خدش في الجلد أو أثناء
الوشم. كما تجدر الإشارة هنا إلى أن فيروس
الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) يمكنه العيش على
أسطح المواد الملوثة لمدة أربعة أسابيع ومن الممكن
الإصابة به من خلال المشاركة في استخدام أدوات
الحلاقة أو فرش الأسنان أو المعدات الطبية غير
المعقمة تعقيماً جيداً. لذا يمكن تلخيص طرق انتقال
هذا الفيروس من شخص إلى آخر في نقاط محددة هي:
انتقال من الأم إلى الجنين، أو انتقال عن طريق
الممارسة الجنسية، أو انتقال عن طريق الدم
ومشتقاته وسوائل الجسم، أو انتقال بين أفراد
العائلة عن طريق المشاركة في استخدام بعض الأدوات
الملوثة، أو لأسباب أخرى غير معروفة حالياً
وربما يسأل سائل
عن إمكانية انتقال الفيروس (ب) عن طريق التعاملات
البسيطة مثل المصافحة أو القبلات العادية التي لا
تحمل لعاباً، أو تناول طعام تم إعداده عن طريق شخص
حامل للفيروس، أو زيارة مصاب بالمرض، أو اللعب مع
طفل حامل للفيروس، أو الرذاذ المتصاعد من عطس أو
سعال المصابين بالفيروس، أو الأكل والشرب من وعاء
واحد
والإجابة
هنا
هي «لا». إن فيروس
التهاب الكبدي
الفيروسي (ب) لا ينتقل عن طريق
مثل هذه التعاملات البسيطة
ما الفرق بين حامل الفيروس والمصاب بالمرض؟
كل من حامل الفيروس والمصاب بالمرض يكون قادراً
على نقل الفيروس لغيره لسنوات عديدة أو ربما مدى
الحياة، ولكن حاملي الفيروس - على عكس المريض -
عادة لا تحدث لهم أية علامات أو أعراض للمرض، كما
أن انزيمات الكبد لديهم تكون طبيعية ومعظمهم لا
يعانون من مشكلة حقيقية مع الالتهاب الكبدي
الفيروسي (ب) ورغم أنهم يعيشون بصحة جيدة إلا أن
قلة منهم يكونون عرضة أكثر من غيرهم للإصابة
بالالتهاب الكبدي المزمن والتليف وأورام الكبد
مكن منع الإصابة بهذا الفيروس عبر عدة وسائل
٭ أولها حماية عدم المصابين بواسطة التطعيم الفعال
والمتوافر ضد هذا الفيروس والمصنوع بالهندسة
الوراثية بجرعاته الثلاث
٭ وثانيها التعرف على حاملي الفيروس وتثقيفهم
وتحديد الحالات المرضية منهم وعلاجهم حيث إن هؤلاء
يمثلوا مصدر العدوى لغيرهم
٭ وثالثها نشر الوعي الصحي في المجتمع خاصة بين
الفئات الأكثر عرضة للعدوى وإشاعة العادات الصحية
السليمة والبعد والنهي عن الممارسات الخاطئة
ونسأل الله العافية والمعافاة الدائمه للجميع
وصلني على الإيميل
التعديل الأخير تم بواسطة لاتناظرني بعين ; 27-12-07 الساعة 03:54 AM
|
27-12-07, 03:21 AM
جديد مواضيع قسم المنتدى الطبي - Medical Forum
العرض العادي
