اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلوش2 |
ذات الطاولة التي جمعتهما أول مرة .. مصافحة صغيرة , سلام بارد .. سحبت يدها بسرعة من يده .. رغم الدفء والبوح الذي أحرق قلبها ...
جلسا طويلاً , كلمات قليلة باهتة , هراء لا معنى له , تهرب من نظراته المتسائلة .. تتمنى في داخلها أن تحطم الدنيا .. أو تملأها دموعاً ..
" ما بك ..؟؟.. أين اللمعان في عينيك ؟.. .. بت أخاف منك .." , صوته مرتجف , يبحث عن إجابات لتساؤلات تأكل صدره ..
قالت له .." عليك ذلك ! .. فأنا لست أنا .. لا يمكن أن أكون أنا .. حبيبتك التي تأخذك شياطينك إلى شباك غرفتها ليلاً .. لا يمكن أن أكون وحيدة .. واحدة .. لا سواها ... ولا شبيه لها , أشعر أني بألف شبيه .. بألف اسم وألف نسخة !.. أشعر بك تجردني من (أنا)..! "
بدأ العقد ينفرط , حبة حبة , بل حبات حبات , وحيرة تغرقه , .. لم كل هذا ؟.. لم بهذه الحدة أنت ؟...بهذه القسوة أنت ؟... لم تتشوه صورة كانت تتموج أمامي , لم تكن أنت .. لم تكن هذه التي تشتعل غضباً ’ وتصيب سهاماً , وتصنع نزيفاً لا ينتهي ..!!.. أين أنت .. عودي .. أنا حطام ..
عيناها تقولان الكثير , شلالت لهيب تتدفق , الصمت الرهيب غادر خجلاً خائفاً , وعلت نبرة الحديث .. حديث من طرف واحد هو .. طرف مختنق مغلوب على أمره , يقلب الدنيا رأساً على عقب , يودي بأحلام كانت قد بدأت تكثر وتكبر .. يحدث في القلب حفرة لا ردم لها ..
وحديثها يتفجر .. "عليك أن تكرهني أكثر .. عليك أن تعي قساوة أن تكون معي , ولي .. ثم تحمل أشياءك وتمضي ..
أنت يا صديقي بقليل أمل .. قليل فرح ... وأخاف أنا عليك .. من امتداد طوفاني وجنوني وأحزاني .. أخاف شكي يضني قواك , وحبي يعذب روحك ..
أنا لا أعرف كيف أحب رجلاً مثلك !!.. اعذر جهلي ! .. لكني حقاً لا أعرف .. لا أجيد هذا الفن ..!!
أنا لم أحلم يوماً بمن هو قادر على شيي بكلمتين !.. لم أحلم بمن تطالني قبضته , تهوي على رأسي ... حتى وأنا على بعد أميال ...
أنا حبيبتك ؟!.. أنا لا أصلح لذلك .. أنا أصلح أكثر أن أكون وهماً يساير قلبك .. أصلح أن أكون حاشية أو إطاراً مزيناً .. حبراً مجرداً على أوراقك , لا مانع إن كان ملوناً ... أو أكون جملة تذيل بها رسائلك الطويلة ..
أصلح أكثر لأكون محفظة لأقلامك .. تحملها معك أينما كنت , ثم ببساطة تنساها في مكان ما .. فتبدلها وتبدل الأقلام ! ..وهل ستكون الأقلام أكثر مني حظاً .. أوليست شريكتي في حرائقك .. وفي (لا شراكتك ) هي الأخرى ..؟!!
أنا نار تلتهب .. حاذر أن تقترب أكثر .. أنا ابنة نيرون , ووريثته فيك .. أكرهك أنا بقدر ما كرهت الوقوف على عتبة حياتك .. منتظرة صوتاً يدعوني إلى الدخول .. إلى احتلال الدنيا في دنياك , وسلب العالم في عالمك .. رجوتك يوماً ألا تترك قلبي يعتصر كجديد على الحب .. جديد على الاستفهامات والإرهاقات .. قلت مراراً .. لست حملاً لك .. لست حملاً لكلماتك ..
والآن ماذا؟...أنا مثلك صدقني .. أحتاج الهواء والماء .. والحب .. والخبز .. أحتاج اليد الحنونة ورهافة الشعور .. أحتاج القلم ..نعم .. أحتاج الكتابة كي أعيش ..
الفرق بيني وبينك .. أنه كان ممكناً جداً .. أن أكتفي بك ..!!!! "
ثم اختنق صوتها .. غصة في حلقها أوقفت باقي الكلام .. هدأ البركان الذي كان قد انفجر فيها , رغم أن الحمم ظلت تحرق جلدها , وتؤلمها ..
كان إلى ذاك الحد صامتاً .. مذهولاً بما يخترق أذنيه .. لا .. ليس هذا هو الصوت الذي في ليالي الشتاء أحلم به دثاراً يغطيني .. وليست هذه حبيبة تعرف قدر نفسها .. إنها محض وهم .. لقد كانت فقط في خيالي .. وهي الآن .. لا أحد !.. ولكن .. مهلاً .. رفقاً بي .. أنا العاشق الذي لم يئن بعد رحيله , أنا المدمن وجوداً غطى على وجودي .. أنا المصلوب إليك .. حزيناً دامياً .. لا لست أنت ..
الغصة أسكتتها .. سالت دمعتان صغيرتان .. وانفرج وجهه .. , بلا تفكير .. مد اصبعين اثنين ليمسحهما .. ما هذه اللآلئ حبيبتي ؟... ما كنت أعرف قبل اليوم أنك تقطرن لآلئاً ..!.. كما تنطقين .. كما تتنفسين .. ما كنت أعرف كيف يكون المشهد , كيف يكون شكل الحياة وأنت تبكين !..
فجأة بدا وكأن أذنيه قد أوقفتا سيل كلماتها ,ولم تسرباها إلى القلب .. وأن ارتداداتها قد انعدمت ..دمعتان فقط .. وسكن في القلب هدوء يشي بالكثير .. بادرها " أنت حبيبتي .. فهل تفهمين وهل تعقلين ؟", رسمت شفتاها ابتسامة خجولة ..
نهض من مكانه , وساعدها على النهوض .. كانت قوة ما , تبقيها إلى الكرسي , غير قادرة بعد على المسير , لكنه أخذ بيدها .. أصابعه تلاعب أصابعها , كانت الأصابع تتحدث كلاماً لم يكن مفهوماُ لهما .. تتصالح بلغة لم يعرفاها قبل ذلك .. وأشياء في السر تحضر , وتنظم , ويجري الاستعداد لها ..
"أنت غاضب مني ؟".. سألته وصوتها حيي خائف .. بسرعة أجابها .. أنت أنا .. ولم أتعود أن أغضب من نفسي طويلاً ! .. "يعني أنك غاضب ؟"... كررت .. وأردف قائلاً .."بقدر ما أحبك !"..
كان المكان قد بدأ يخلو من الناس .. , بلا تفكير أيضاً .. كان يسحبها , وينتحي بها جانباً .. تساءلت بعينيها .. أخذها بين أحضانه .. وأخذ يمرر يده في طويل شعرها .. كان يريد أن يلبسها روحه .. أو يلبس روحها ,فيعود معها إلى حيث كانت .. كان يريد أن تكون هو .. فعلاً ..لا مجرد كلام ..!
استسلمت بوداعة له .. أرادت أن تبكي .. لفرط سعادتها .. أرادت أن تبقى معلقة به , وتتحول ظلاً يلاحقه .. لا يفارق خطواته ..
انتهى الأمر في ثوان ٍ , وعادا إلى السير .. يدها في يده .. طائرين جميلين .. , بضع خطوات .. ثم عادت تقول .." هذا لا يعني أني لم أعن ما قلت ! ... إياك أن تنسى .. جمر مدفأتي قد يحرقك !!!.. فكن على حذر .."
ضحك رغماً عنه .. في داخله فيضان أفكار وخليط مشاعر .. شوق إلى العودة حراً , ورعب قاتل من العودة حراً !..
ضحك رغماً عنه .. قال "حبيبتي.!".. وفي سره قال .." آاااهٍ عصفورتي .. أنا منتظر ..!!.."
|
حلوش ...يااااااااااااااااااااااااااااااااه يااااااااااااااااااه على هالروعة انبسطت وانا بقرى ...يوه على العشاق
لما يريدون جذب انتباه الحبيب المشغول بغيرهم ..كيف ان الغيرة والشعور بعدم الامان ينتشيان
ويطفوان على سطح المشاعر ..يمتزجان بالحاجة للحب ولقرب الحبيب..النهاية السعيدة
توجت جمال القصة ................بجد رووووووووووووووعه تسلم ايديك حبيبتي