كاتب الموضوع :
وهل يخفى القمر
المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وهل يخفى القمر |
أهلا بأسرتي التي أكاد لا أطيق فراقها لبضع ساعات
اليوم جئت بخاطرة تحكي قصة قصيرة بعنوان:
"ذبيحة القدر"
على سبورة الحياة ...
كتبتُ بطباشير كالجراح ...
قصة ألهبت النفوس ....
وأحرقت الصدور ...
وأشجت العبرات ...
قصة لها القلوب ترنو ...
قصة لها العمر يأسو ...
قصة لها العيون تحنو ...
لها كياني يرجف
فألفظ بأخفض صوتي :
" قصة طفلتي نور "
* * *
أذكر طفلة مرت بي في سوق من الأسواق ...
تقف على زاوية كأنها تقف على بساط العوز ....
تصرخ بلا صوت تنادي :
" إن اشتروا يا قوم ..."
اقتربت والفضول يقودني
فرأيتها هي القمر بعينه ...
كان بها ثوب زهري مرقع ...
وحذاء طلاه الزمن فجعله أقبح ما يكون ...
وجهها الوضاح يهتف :
" إن اشتروا يا قوم ..."
سألتها وقد حركتني الشفقة :
" ماذا لديك يا طفلتي ؟ "
رفعت نظرها نحوي فأسرتني حينها :
" ورد لها القلوب تميل ....
ورد لها النفوس تلين "
أعُجبتُ بقولها فطلبت وردها أجمع
قالت لي آسفة :
" لا أستطيع يا عم "
أدهشني قولها فسألتها : ولماذا ؟
قالت لي ببسمة بها القلوب تشفى :
" يا عم إذ أنا أعطيتك ورودي أجمع
حينها قطعت رزقي بلا رحمة ... "
تعجبت منها فقلت هائماً بحزن :
" ألم يكن مطلبك بيعه بثمن غالٍ ؟
آلمها قولي فرفعت نظرها نحو الأفق قائلة:
" ليس من العدل أن يأنس فرد واحد فقط بوردي ...
وكثير من بحاجة إليه ... "
سلمتُ أمري ، فسألتها عن حالها ...
أجابتني بصمت طويل ممل ...
فرأت تململي على عجل ...
فوضعت الوردة التي ابتعتها منها على يدي قائلة :
" ستحدثك الأيام عني ... "
أجبت خاضعاً : كما تشاء طفلتي ...
* * *
أزورها كل يوم عند زاويتها
فتحييني ببسمة وبوردة لا غير
ألح عليها بأخرى ، فتجيبني بهدوء :
" كلا يا عم " ....
أسألها المجيء معي
فترفض بشراسة قطة بقولها هذا :
" هناك من يتلهف للقيا ورودي ... "
وتمضي الأيام والشهور
وأعرف طفلتي كأن بمقدرتي خط أمرها بصمت ...
كانت يتيمة، فقيرة، ليس لها أحد ...
قصتها كقصة بائعة الكبريت ...
تبيع تحت المطر , وسط القر والحر لأجل لقمة عيش ...
نويت بتر قصة لها نهاية معروفة ...
فسألتها بإلحاح أن تجيء معي
لكنها تجيبني ككل مرة :
" الناس تهفو لورودي يا عم ... "
فأضعف أمام عينيها السماوية
وأتركها وقد ازدادت طفلتي شحوباً ونحولاً
وقد ازددت أنا أسفاً على شعلة قد خمدت ...
* * *
عند قبرها وقفت أناشد روحها بألم :
" أيا طفلتي لماذا رحلتِ ؟ "
وفجأة هبت نسمات الغروب العليلة
ويأتيني طيفها على حين غرة يقول ببشر :
" القدر يا عم اختارني لأكون من الماضي ... "
وآهات أطلقها وقد سأمت الضعف أمامها
وأطلقت لدموعي العنان في النزول بلا حرج قائلاً :
" كان العمر قد فرش طريقه لكِ ...
فسددته بحاجز من الرفض القاسي ..."
أجابتني وهي تمسح على دمعي :
" لا تبكي يا عم ، إنني طفلة لا حظ لها ...
الحياة طردتني بقسوة من أرضها ...
فطالبت بعالم ليس في واقعي ...
وها أنا ذا أراه غير بعيدٍ ...
ولست نادمة أو خائفة ...
بل أكاد أحلق من الفرح ...
فهذا ما اخترتنه أنا عن يقين ... "
ثم قبلتني على جبيني وقالت :
" قف كل يوم على زاويتي ...
وتلمس منها الحنين...
وعدتها وقد شعرت بالحزن أسهماً على صدري ...
ثم مرة أخرى هبت نسمات من الليل الحالك
واختفى طيف طفلتي كمثل قدومه ...
* * *
صحوت من تأملي المؤلم
فعدت أدراجي أنفذ وصيتها
وقد وضعت وردة على زاويتها
وأصابني قدر من الحنين إليها
ولكنني ...
أغمضتُ عيني بأمل ...
طلباً الرحمة من الحياة ...
وقد شعرت بأن حياتي لا تسوى
أمام طفلة جاهدت كافحت ...
فلم تستحق بتر حياتها ...
وأنا الذي لم أكن أعطي حياتي قيمة
أو أعطي كل حقه في حياتي ...
فناشدت طفلتي باعتراض :
" أنتِ من علمتني وأدبتني
ولكنكِ لم تستحقي الموت ..."
لكن زاويتها أجابتني غضباً :
" إنه قدرها , فلتتعلم منها ..."
ومن هنا ....
تعلمتُ بحق من طفلة
لم يعرف العالم بأمرها ....
وأتمنى أن تنال على اعجابكم
أنتظر آرائكم وإنتقاداتكم
|
أيها القمر الذى يأتى فى وقته تماما ، سعيد أنا بك أيما سعادة ، وإن حاولت أن تختبىء خلف كثبان الرمال ، لكننى أنتظرك هاهنا ، لنسمر سوية ، على بساط ، نرتحل فى فضاء ، وأزقة المدينة ، ودروبها الوعرة .. ها نحن معا ، نقف أمام بينة قمرية ، بنية لا يعوزها جمال ، هانحن نتجه نحوها ، إنها تبيع اورد ، فى هذا الوقت ، فلنأخذ منها الورد كاملا ، و نجزل لها العطاء ، نعم ، لنحرمها من التطواف ، و طى الشوارع ، فى هذا الليل ، المفروض أنها طفلة ، نعم ، و الأطفال الآن ينامون ، مسلمين أنفسهم لأحلام هانئة ، مخملية ............................................................ ..!!!
أحببت هذا العمل ....وإن حاولت المقدمة ، صرفى ، وطردى بعيدا ، لكننى أصررت على البقاء
والقراءة ، فأرجو ك أختى ، لا داعى للمقدمات التى تفسد العمل ، و تذهب بروعته !!!
شكرا لك مرة أخرى على متعة ودهشة عشتها !!
ربيع عقب اباب
|