كاتب الموضوع :
العبدي
المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العبدي |
زوبعة فيزيائية
وضع يديه وراء رقبته، وأرخى ثقله ، كل ثقله على الكرسي، عله يحمل عنه بعض الإعياء، همهم بصوت فوق الهمس بقليل :<< ًقهوة سوداء يا فاطمة>> . ً حينا رد صوت رفيع :<< حاضر سيدي....>>.
منذ مدة وهو يجد في إيجاد حل لمعادلة شودنغر ، ولكن بدون جدوى ،تساءل مرارا لم ، الحل يكون قريبا من الواقع عندما نعطي n واحد وr تأخذ 2 وينأى عن المحال لما نطبقه على ذرات ذات حمولة أكثر من الاليكترونات ؟، لعل هناك خلل إما عند... نيلز بور أو عند شودينغر أو عندهما معا ، أو مادتي الرمادية... لم تبق نشيطة بم فيه الكفاية !!
كم كان سعيدا عندما ساهم بحساباته المعقدة لإقرار وجود النظرية الخيطية ( théorie Evry thing ) وكم كان أسعد وهو يحادث ويحاضر عن البعد الخامس والعوالم المتوازية ـ التي طالما آمن بها حدسا، مرتكزا على ما تقدم من براهين واليوم خبا ذاك الزهو واستحال تطبيتا ، ولا غرو في ذالك فالبحث أخذ وقتا كبيرا من عمره وهو يحاول حل هذه المعادلة.
أحس بالنعاس يغازل جفنتيه ، يلويهما ، يقوده إلى رحاب الغفوة ، فطن به ، فصار يفكر بصوت مرتفع:
ـ ماذا لو حاولنا ونقلنا بتقنية ما إليكترونا من النطاق K إلى النطاق O الذي يليه ، وجعلنا الذرة مستقرة في هذا الوضع، تساءل.
ـ ستحل كارثة عظمى ، لا قبل بها، رد صوت عليه ،
استدار يمنة ويسره ولم يجد أحد ، الغرفة فارغة ، تسبح في صمت رهيب ،
ـ أتبحث عني يا هذا ؟، أنا هنا ،أنزل وألصق وجهك على الأرض ،أدر عينيك في اتجاه عكس عقارب الساعة ، سترمقني لا محالة صوب الُثالثة.
انحنى وهو لا يصدق ، منفذا الأمر ،فوجد بالتدقيق كائنا غريبا في حجم رأس الدبوس، حمله، ووضعه في راحته، تم أقعى .وسأله:
ـ من أنت ؟.
ـ أولا... أهلا وسهلا بك في العالم السفلي .
ـ العالم السفلي !!؟ أو أنا في أعماق الأرض ؟ رد، وهو يضحك مستهزئا ، استهزاء بريئا ,
ـ في العالم السفلي للذرة، أنا أيماتون ، ردّ الكائن
ـ لا تسخر مني لا يوجد في الذرة إلا اليكترونات وبروتونات ونوترونات وكوارك وكاما ,ألفا الخ ...
ـ وجسيم اسمه ايماتون سيكتشف في أطراف سنة12048 ستكون وقتها شيئا منسيا ، يا بروفيسور .
ـ وهل البروتونات والنيوترونات واليكترونات تتكلم مثلك
ـ لا إنها كواكب يا غبي نسافر عبرها ،والآن نبحث عن وقود ينقلنا على ما وراء الكوازار هناك في الطرف الأقصى من العالم الأول أي n-1) (
لأول مرة في حياته يحس نفسه ضعيفا ، وجاهلا ، وهو الذي طالما اعتد بنفسه وزها ، مج كينونته ،واحتقر معرفته التي ظن أنها تشق الآفاق ،
روح التطلع المتقدة في داخله حمسته ليسترسل في الاستقصاء وسبر أغوار هذا العالم الجديد المجهول ، فاستوى جالسا ،وهو يجاهد ألا يسقط الكائن الغريب من يده ، ثم سأله:
ـ هل انتم كثر ؟
ـ نعم نحن في كل مكان و زمان، في داخلكم ،نقرا أفكاركم وأنتم تقرؤون أفكارنا التي هي أحلامكم..
ـ وهل تعبدون إلها ما ، ولكم عقيدة؟؟
ـ نعم نحن أيضا نتوضأ بالبلازما ونصلي ونستقبل قبلة يحدد اتجاها كل مجال مغناطيسي يفوق 10tesla
ـ شوقتني كثيرا إلى عالمك يا إيماتون ، هل بإمكانك أن تحملني إليه ؟
ـ أنت في مجاله ، سوف أجعلك الآن تصاحبني إلى مستشفياتنا ومدارسنا ومختبراتنا حيث نقوم بأبحاث معمقة عن الذرة، ولكن أغمض عينيك لأن الأمر يتعلق بالأمن القومي لعالمي ولا تفتحهما إلا لما أطلب من ذالك .
أغمض عينه ،وما هي إلا برهة اقل من أعشار الثانية حتى سمع : سيدي افتح عينيك
فتح عينيه .....فوجد فاطمة يبيدها طا سا سيرامكيا ـ كما يفضل ـ من القهوة السوداء ، حملق فيها باستغراب وسألها:
ـ منذ متى وأنت هنا ؟
ـ منذ اللحظة التي طلبت فيها القهوة ، إني كنت قد هيأتها سلفا ، قد حفظت عاداتك يا سيدي...
أخذ القهوة من يدها وهو يشكرها ، رشف منها رشفة مسموعة ، تم صاح :
ـ ما بهذه القهوة ؟، فيها لذة غريبة ،لم أعهد ها من قبل.
ـ وأنا أهيئها يا سيدي سقط فيها إما حبة هال أو.... أيما طون
امممم ربما طون
هوامش للإيضاح:
*شودينغر ونيلزبور عالمان باحثان في الفزياء الكمية
*كوارك اصغر جزء في الذرة
*كوازار تجمعا ت شمسية هائلة هناك في الأعماق السحيقة للفضاء
*tesla وحدة قياس المجال المغناطيس
*ايماتون كلمة خيالية لا وجود لها
الكاتب: حدريوي مصطفى
الدار البيضاء في : 28/08/2007
|
وهل نجاريك فى مثل هذه الرحلات الغرائبية سيدى .. التى وصلت بنا فى ذات حب إلى رحلة على ضفاف نهر النيل .. ولكنها كانت رحلة من طراز عجيب ، لها مذاق التاريخ المعتق باللوتس
والبردى و حلفا النيل ، ورياح الأسكندرية المعجونة بمغامرات المغامرين حول العالم بدءا من الاسكندر الأكبر ، انتهاء بالذئاب الأنجلو سكسونية التى احتلت مصر !!
أما هنا .. فى هذه الرحلة العلمية الطريفة .. فهنا أشهد وأسمع دبيب الرحلة الزمنية إلى مستقبل ، يحاول كشف أغواره ، من خلال الذرة ، وتكوينها ، ومدها ، ومجالها المغناطيسى ... ليصل إلى حالة من الدهشة لمستقبل مجهول ، متوهم ... ينتظر البشرية .. وسرعان مايعود من تحليقه
السحرى إلى أرض الواقع ليجد فاطمة حيرى بفنجان القهوة ، تنتظر يده لتأخذ منها ماتحمل .. ويخرج من رحلته ، لينهى بحبة ( ..... ) التى سقطت فى الفنجان نتيجة هذه الزوبعة الفيزيقية !!
اللغة حلوة ، فيها يكمن جمال ما ، والتداعى رائع ، تحس بنسجه المتقن ، وكأن الحاضر و المستقبل لوحة واحدة .. وهذه إحدى مميزات هذا المبدع الكبير الذى جاءنا من بلاد السحر
يذكرنا برحلة بنى هلال ، و الفاطميين العتاة الجبابرة !!!
شكرا لك مصطفى الجميل ... وفى انتظار الجديد دائما !!!!!
تحياتى
أخوك
ربيع عقب الباب
|