كاتب الموضوع :
ربيع عقب الباب
المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع عقب الباب |
يالقسوتك أيها الخريف ....!!
-----------------------------
يا لقسوتك أيها الخريف ، طاردتني دائما ، ومازلت تطاردنى ، فى كل موضع تلهث خلفى ، كأنك مرهون بى ، وأنا مشدود إليك .. أسألك لم تترصدنى .. وتسرق روحي كلما جئت ، ولا ترتضى إلا موتى ؟
تبا لك ياجدى .. سلسلتني بقبضة لا فكاك منها ، وبريتني خصما لحقيقة أخرى ، وما كنت سوى وهم .. تبالك .. هل كان يجب أن يعلو صوتك بها ، ماذا لو كنت بعيدا يومها ، والنسوةُ فى البيت القديم يحطن تلك النازفة ، بالفرح القادم ، يتعجلن ما يلقى بحرها للريح .. ثم يحملنني حبة من التوت الملون بالزبد واللزوجة ، سعيا إلى فيضِ كفك بالبشرى ، فيطلقها صوتُك القوى ، نعم هو .. هو ......... !!
كنت تمنى نفسك ، وما كنت تدرى ما تفعل بي .. ما تفعل بدميتك !
ويأتي الخريف كسيفا دامى الوجه ، لا يقنع إلا بموتى ، ست جراحات ، وسابعها الآن تأتى
تأكل ما خزنت أوردتى من فتات الحنطة ، والوهم الجميل
جراحاتي خريف .. و أفراحى خريف .. فأيهما أصدق ؟
أيهما يارب الخريف ......!
كل شيء يتساقط ندفا وبثورا ، تتلقفه الريح العاوية بروحي ، الدمُ .. والحلمُ الندى .. وملكةٌ كنت أعدُّ نفسي لأكون سلطانا لأجلها ، ووطنٌ يتأبى علىّ !!
لم يعدْ شيءٌ سوى الخلاص
فما عادتْ للأشياء بهجتُها
كلٌّ يأخذُ رائحةَ دمى ...كلٌّ ضائعٌ وشريد .... كلٌّ للهباء !!
وتبا له من خريف
|
حالة ليست غريبة ..
لكن ربما نوعا ما جديدة عليك ..( جراحاتي خريف .. و أفراحى خريف .. فأيهما أصدق ؟
أيهما يارب الخريف )
أيهما يا صديقي الخريف ؟!
وأي خريف هذا الذي يملؤنا بكل هذا الشجن كل عام .. وماذا يصنع بنا فنتشبه بورقة من أوراقه تأخذنا الرياح معها كيفما أرادت
مبدع قلمك أيضا حين يكتب الحزن وينعى الوهم الجميل
حلوش
|