المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
فارس من رام الله ...مهداة إلى خليل أبو باسل
محسن كان حزينا .. هذى الليلة
محسن يبكى
وخليل عبر زجاج الريح
يطل عليه .. يناديه : " اجبنى ..محسن اهدأ
حدثنى .. كنت تؤدى معنا اللعبة ..محسن"
حط خليل جنبه
جذبه .. أوقفه ..
أخذ ذراعيه ..ودار ..دارا ..رقصا فلصا سخنا
كانت دبكة كرقص نمور الغاب
وحطا مقطوعى الأنفاس
تكوم محسن فى ركن الغرفة
حط الرأس بين الفخذين
وعلا صوته
طيرا نادى إلفه
فشق فصول الوقت المحزون
حتى ارتطم بآخر نافذة للوجد
ثم انقطع الصوت تماما
كان هناك
بين الصحبة يلهو
فارس ، جاسم ، وخليل
وبنت الجيران الحلوة
هديل
تلاحقهم
هى فرحة
تشاكسهم غنية
وبكف رخصة تلامسهم
: واحد .. اثنان ..سرجى .. مرجى ..
أنت حكيم وتمرجى ...حادى بادى ..حادى ..بادى .....
فجأة يهتف فارس :
الليلة لى
انتظري هديل
وعلى طبلي تصحون
سأغنى لكم .. جميعا
سأحول هذا الشارع سيركا
اجعله بالكرم يسيل
نط جاسم فجأة .. يلاحقه
ويلاكمه بحب : وأنا معك فارس
خلع ذراع صديقه ، وابتعد قليلا :
لا .. وحدي أغرد ..هذى الليلة
وعليكم أن تنتظروا مروري
وأنت هديل
حط خليل أرضا ، وهو يقهقه :
أنت .. وحدك تفعل .. أما تخشى عفريتا
أو جنيا .. أو كلبا صهيونيا ؟
فارس شد القامة ،
أصبح أكبر من مارد ،
وبسخرية هز الرأس قليلا ،
وهو يردد :
أو لا تدرى أنى من الجن خليل ؟
عاد يقهقه صاحبه ،
ويهلل :" تتذاكىعلينا ..
اشهد يا محسن .. حتى تعرف مكره ،
كيف لجنى أو عفريتٍ ..أن يتجاسر ..
ألسنا فى رمضان .. أو لا تعلم أن الله يسلسلهم ..
فلا عفريت يقدر أو غول ؟
ردد محسن كلمات حارة
: لكن كلابا صهيونية ..
تفلت من قبضة ربى ..
لا عاصم منها سوى النار !
فارس .. لن نتركك وحيدا فى الليل ..
معك نكون ..
وخلف غنائك .. نصبج جوقة ؛
حتى يصحو الناسُ جميعا
ويكون سحورهم غنيا
يملؤه الترتيل ...!
اختلف الأولاد قليلا ،
وأخيرا كانوا يؤدون اللعبة
وهديل فرحة ..
تهلل ، وتكاد تحط عليهم تقبيلا .
هتف خليل : فلنلعب ؛
مازال الموعد أبعد من رأس البلدة .
لعبوا ،
وأخضر تراب الشارع تحت الأرجل ..
اهتزت كل بيوت الحي طربا وغناء .
وعلا نور المسجد حتى فاض
فارتسمت صور البلدة
غشاها النور ،
فأضحت نهرا فياضا
بالعطر الرمضاني
وهناك .. على مدد الرؤية ..
حطت بومة .
نعقت .. فاضطر الكون ..
وعلا صوت الدورية !
والأولاد يدورون ، لعبا وأهازيجا حلوة .
العرق يغسل وجه الواحد منهم ..
بل يغسل جسده .
قال الكلب لصاحبه .. وهو يرفع رشاشه
: انظر ..ماذا لو أنى ........؟!
هتف الكلب الثاني : فيما تفكر ؟
قهقه ، وهو يعدل من وضع الرشاش:
صيدُ هذا العصفورِ الشارد !
ابتسم الثاني : فى هذى الظلمة .. أو تقدر ؟
وهو يدنى الإصبع من .....: زجاجة كونياك ؟
: زجاجة كونياك ..ثمن غال .. كأس بل رشفة تكفى !
هتف الأول : هذا إجحاف .. وعلى كل مقبول منك ..
كأس كأس .. فعندي رغبة فى قتله !!
وضغط زناد الآلية .. فتطاير ريش الطائر ..
وعلا كسحابة ...حلق مثل طيور بيض !
وهوم فى عرض الشارع ، عانق نجم الليل دمه المتناثر ..
رش الأركان !!
كل بيوت البلدة نالت قطرة
كحناء العرس
لكل الأحباب نصيب فيه !!
والأولاد يصيحون : فارس .. فارس .
والعربة تسرع مختفية ،
وصدى الطلقات .. يخرق صمت الليل الجاثم .
وهديل تصرخ .. تصرخ
والأولاد من الدهشة صرعى الرجفة !!
هم محسن فجأة
ورفع الرأس
كانت في عينيه شرارة
كانت نجمة
وهو يصر بأسنانه
ويرفع قبضته أمامه
يسرع صوب الكراسة والألوان
يرسم محسن فارس
فى طولكرم .. جنين ..غزة
رام الله ..كل الأرض
وفراشات حوامات ترجف حوله
وتقبل بين الفنية والأخرى وجهه
ودموعه تنزف لا تتوقف
حتى أنهى المشهد
وهو يتألم ...
وبغيظ قبض الألوان ،
وفى عينيه كانت قطعان كلاب
قذف الألوان بعزم ذراعه ،
وبفمه دوت صرخة : فارس .. قطرة!!
كقذيفة مدفع هصرت جدران البيت
واخترقت سحب السموات !!
|