السلام عليكم
هذا الموضوع قد يفيد الجميع
سلوك الطفل أكثر أنماط السلوك حاجة الى التوجيه والتعديل، ومعرفة الاسلوب الصحيح في التعامل مع الطفل حين يخطئ أمر له أهميته في توفير نشأة سويه للطفل، وتحقيق معالجة صحيحه للخطأ مع الأبقاء على مشاعر الحب والقبول في نفس الطفل .
وثمة إجراءات تربوية تساعد المربين في ترشيد سلوك الطفل بشكل مناسب.
اولا: حدد السلوك المراد تعديله في الطفل:
قبل ان نحكم على تصرفه علينا أن ننظر إلى دوافعه لأنها قد تكون بقصد المساعدة.
مثال: وجدت الأم طفلتها ذات الـ (4سنوات) مبتلة ملابسها ماء فعاقبتها، لكنها عرفت بعد ذلك أن ما كانت تريده الطفلة هو ملىء دلو من الماء لتنظيف باب المنزل كما فعلت أمها من قبل، فوقعت وانسكب الماء ونزل بها العقاب لا شك إنه بدا للطفلة إنها عوقبت جزاءً لها على محاولتها تقديم العون والمساعدة.
والامثلة كثيرة حول الموضوع... إذاً ماذا يجب علينا الأولى أن نتأكد من دوافعه بسؤاله عن سبب قيامه بتصرفه أو التقصي بطريقة مناسبة.
ثانيا : حدد السلوك البديل :
ووضع معايير واقعية ممكنة يستطيع طفلك أن يقوم بها ، فمن غير المعقول أن تطلب منه ألا يتكلم وألا يتحرك، ومثل هذه النواهي لطفل يفيض حيوية ونشاطاً تعتبر أمراً عسيراً، لأن عضلات الطفل تنمو وتزداد ومن الضروري أن نترك لهم حرية الوثب واللعب لأن طبيعتهم تستلزم ذلك .
روى العلاء بن يزيد انه قال: كنت صبياً أرمي نخل الأنصار، فأتوا بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رأسي وقال ((كل ما يسقط ولا ترم نخلهم )) أرأيت هذا الموقف؟؟ صبي يساق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم متهما برمي النخل، وينتظرون إيقاع العقوبة به إذا بالرسول يمسح رأس الصبي، اسلوب يمنح الطمأنينة ليتلقى التوجيه في مأمن من التهديد والخوف، لقد حدد الرسول السلوك البديل بقوله(( كل ما يسقط ))
ثالثا: استخدام الإجراء المناسب لتعديل السلوك:
كيف نتعامل مع الطفل حين يخطئ؟ هل نوقع عليه العقوبة في لحظة غضب ؟ أ م نتغاضى عن الخطأ تماما ؟ كلا المسلكين لا يصلحان في كل الأحوال علينا أن نستخدم إجراءً مناسباً، ربما يكون الطفل يجهل التصرف الصحيح وهذا وضع لا يناسب أن يعاقب عليه ، بل يجب أن أدله على السلوك المقبول.
يروي لنا عمر بن ابي سلمة هذا الموقف : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا غلام سم الله تعالى وكل بيمينك،وكل مما يليك) فما زالت طعمتي بعد رواه الشيخان. موقف آخر يرويه لنا أبو هريرة رضي الله عنه قال : أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما، تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كخ كخ ارم بها أما علمت إنا لا نأكل الصدقة )).
إذاً يحتاج الطفل للتذكير بين الحين والحين باصول النظام التي سيبني عليها سلوكه وأخلاقه وعلينا أيضاً أن نعترف أن بعض أخطاء الطفل نتيجة لسوء تصرف الكبار!!
فعدم المساواة بين الأبناء يورث البغض والغيرة والشجار، لذلك أكد النبي صلى الله عليه وسلم على مبدأ العدل والتسوية بين الأبناء في حديث النعمان بن بشير أن أباه أهداه هدية فسأله صلى الله عليه وسلم: أكُل ولدك نحلته ( أعطيته) مثل هذا ؟ فقال : لا قال : فلا تشهدني فاني لا أشهد على جور ثم قال : ايسرك أن يكونوا إليك في البر سواء قال بلى، قال : فلا إذن ( أي لا تفرق بينهم في عطائك).
عندما يتكرر سلوك الطفل السيء ويعرف الطفل ان ما يفعله خطأ ، ويعلم ان لكل خطأ عقوبة ولا يقبل التعديل، فلا مناص من استخدام العقوبة لتقويم سلوك الطفل، طرق العقاب كثيرة علينا أن نتخير منها ما يناسب سن الطفل ويسهم في تأديبه، نريد أن نؤدبه لا نسعى للانتقام .
يقول صلى الله عليه وسلم: (( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر )) انظر للمدة التي منحت للطفل ليتعلم الصلاة، إنها ثلاث سنوات، فإذا لم يمارس العبادة بعد ذلك، فالعقوبة تأتي في وقتها المناسب ليستقيم سلوك الطفل.