المنتدى :
القسم الرياضي
الأندية الأوروبية تنحاز لمشاعر اللاعبين المسلمين
أثر اللاعبون المسلمون بشكل أو بآخر في السياسة الكروية للعديد من المنتخبات أو الأندية حسب تقاليد وتعاليم الإسلام؛ ففي اسكتلندا قدمت أنديتها مثالا جيدا في التعامل مع الإسلام بعد تخصيص غرف خاصة للصلاة داخل الملاعب التي تجري عليها المباريات والتدريبات.
وبات اللاعب المسلم المحترف في أي ناد من اسكتلندا التي يبلغ عددها 12 ناديا، يستطيع أن يؤدي صلواته قبل المباريات والتدريبات وبعدها وخلال الاستراحة، أينما حل في أي ملعب من تلك الملاعب.
وبادر نادي ''هيبرنيان'' الاسكتلندي بهذه الخطوة وقام بتخصيص غرفة للصلاة في ملعبه، خاصة وأنه يضم بين صفوفه اللاعبين المغربيين مروان زمامة وعبد السلام بن جلون مهاجم الفريق، بينما قام "جون كولينز" مدرب "هيبرنيان" بتأجيل الحصص التدريبية لنجمي الفريق ''زمامة'' و''بن جلون'' خلال شهر رمضان الماضي مراعاة لإصرار كل منهما على الصيام.
ولم تكن مبادرة الأندية الاسكتلندية هي الأولى من نوعها؛ حيث سبق أن قام نادي "بولتون واندرز" الإنجليزي خلال العام الماضي بتخصيص غرفة للصلاة في ملعبه المعروف باسم "ريبوك"، وهذه الغرفة تم تخصيصها لممارسة الشعائر الدينية للجميع سواء من بين اللاعبين أو الجماهير.
وليست فقط غرف الصلاة هي بداية انتشار مظاهر الإسلام في ملاعب كرة القدم؛ حيث إن السجود أحد أركان الصلاة كان قد وجد لنفسه مكانا مميزا في جميع أنحاء الملاعب، ولم يقتصر على الملاعب العربية فقط.
المفاجآت لم تخل من نجم البرازيل فريد الذي أذهل زملاءه في الفريق ومدربه كارلوس ألبرتو بعد أن سجد على أرض الملعب في 18 يونيو/حزيران 2006 عقب إحرازه هدفا بمرمى المنتخب الأسترالي في كأس العالم بألمانيا العام الماضي.
المونديال أيضا كان شاهدا على سجود نجم المنتخب الفرنسي فرانك ريبيري المتزوج من "وهيبة" الجزائرية الأصل؛ حيث قام بالسجود عقب انتهاء لقاء فريقه أمام الماتادور الإسباني في دور الستة عشر وهي المباراة التي أحرز فيها ريبيري هدفا يعتبر الأغلى له ولفريقه.
اللاعبون المسلمون يصلون العالمية
المتابع لمعظم المباريات الأوروبية يجد أن نسبة اللاعبين المعتنقين للإسلام زادت بشكل كبير، وأصبح من الممكن رؤية لاعبين يقرأون الفاتحة قبل بدء المباريات، خصوصا في الأندية الكبرى في إسبانيا وإنجلترا وألمانيا وكذلك في المنتخب الفرنسي.
ففي التسعينيات من القرن الماضي وبداية القرن الحالي لم يكن في المنتخب الفرنسي سوى لاعب واحد يقرأ سورة الفاتحة قبل بداية المباريات هو الجزائري الأصل زين الدين زيدان، واليوم رغم اعتزال زيدان إلا أن المنتخب الفرنسي الحالي يضم خمسة لاعبين مسلمين يلعب ثلاثة أو أربعة منهم في التشكيلة الأساسية للمنتخب، وهم: صانع الألعاب فرانك ريبيري، والمدافع أريك أبيدال وكلاهما غيّر اسمه الأول إلى بلال، والمهاجم أنيلكا والنجمان الصاعدان سمير نصري وكريم بن زيما.
وإذا كان الأخيران قد ولدا مسلمين لكونهما ينحدران من أصول مغاربية فإن ريبيري وأبيدال وأنيلكا اختاروا أن يكونوا مسلمين بعد أن وصلوا مرحلة النجومية، وهم في مقتبل العمر، في وسط أجواء الشهرة والأموال الطائلة.
وهناك العديد من اللاعبين الشباب المسلمين الذين يحملون الجنسية الفرنسية؛ مثل إسماعيل أبهو في فولهام، والسنغالي حبيب باي، ومواطنه عبد الله فاي في نيوكاسل، وغيرهم الكثير من اللاعبين المسلمين من أصول أفريقية وعربية وتركية، إلا أن أبرزهم على الإطلاق العاجي حبيب كولو توريه الذي يحمل شارة كابتن الأرسنال.
وبعد صدمة خسارة لقب الدوري الإسباني في الأسابيع الأخيرة للموسم عزز برشلونة صفوفه بعدد من اللاعبين الشباب ذوي المستوى البدني والفني المتميز، وكان من بين القادمين الجدد اثنان من اللاعبين المسلمين هما المدافع الفرنسي الصلب أريك أبيدال؛ الذي اعتنق الإسلام بعد زواجه من فتاة جزائرية وأطلق على نفسه اسم بلال، والثاني هو لاعب الوسط العاجي العملاق يايا أو يحيى توريه، وهو الشقيق الأصغر لقائد فريق الأرسنال المدافع حبيب كولو توريه الذي منحه مدرب الأرسنال شارة القيادة.
وفي الدوري الإسباني أيضا يتألق الهداف المالي فريدريك كانوتيه صانع إنجازات سيفيليا في السنوات الأخيرة، وصاحب الهاتريك الشهير في مرمى ريال مدريد في نهائي كأس السوبر الأوروبية؛ ليكون من أبرز أهدافه الرائعة والحاسمة التي منحت إشبيلية لقب كأس الاتحاد الأوروبي في آخر سنتين، ولقب كأس إسبانيا وكأس السوبر الإسبانية، وقبلها كأس السوبر الأوروبية.
ومعروف عن كانوتيه حرصه على أداء الصلاة في وقتها حتى لو كانت تسبق المباراة بدقائق، وفي فياريال يلعب التركي نهاد قهوجي؛ لكنه ليس من اللاعبين البارزين الذين يفخرون بتحولهم للإسلام.
وإذا كان الدوري الفرنسي يمتلئ باللاعبين المسلمين من أصول أفريقية ومغاربية، فإن الدوري الألماني يضم عددا من اللاعبين الإيرانيين والأتراك والمسلمين، وأبرزهم الشقيقان التوأم حميد وخليل ألتينتوب؛ حيث يلعب الأول في بايرن ميونيخ والثاني في شالكة، فيما كان الإيراني علي دائي السابق أبرز من يقرأ الفاتحة في الملاعب الألمانية قبل كل مباراة وبعد كل هدف سواء، مع هيرتا برلين أو بايرن ميونيخ، ولا يزال الإيرانيون يفخرون بوجود مهدي مهدافيكيا وهاشميان، لكن أبرز لاعب مسلم في ألمانيا حاليا هو الفرنسي "بلال" فرانك ريبيري؛ الذي أعرب عن شعوره بالفخر والاعتزاز لاعتناقه الإسلام، وأصبح منظرا شائعا لعدسات الكاميرات رؤية ريبيري يقرأ سورة الفاتحة وسط الملعب قبل انطلاقة كل مباراة.
وفي الدوري البلجيكي يوجد نجم الكرة المصرية أحمد حسن المحترف في صفوف أندرلخت البلجيكي، والذي أكد أنه يصوم جميع أيام شهر رمضان، وأنه في حال وجود مباراة أثناء وقت الإفطار أو حتى أثناء التدريبات المسائية يأخذ بضع تمرات لكي يفطر عليها، أما في التدريبات فإن مدرب الفريق يمنحه معاملة خاصة ولا يطالبه بأداء التمارين القوية تقديرا لصيامه، وهي بادرة طيبة من المدرب، علما بأن الفريق يضم أيضا المهاجم التركي المسلم سيرهات يقين.
شكوك كثيرة
وتحاول وسائل الإعلام العالمية وضع يدها على التقارير الصحيحة الخاصة بإسلام بعض اللاعبين في الفترة الأخيرة، وأبرزهم البرازيلي فريد الذي تشير التقارير إلى أنه يحرص على قراءة الفاتحة قبل خوض أي لقاء، كما أن الجميع شاهد سجوده بعد أن سجل هدف منتخبه الثاني في مرمى أستراليا.
وأيضا نجم هولندا فان بيرسي الذي تخلص من عصبيته وطيشه وبات لاعبا مهما في الأرسنال ومنتخب الطواحين، والذي أشار البعض إلى أن السبب في إسلامه زواجه من فتاة مغربية تدعى "بشرى"، وكذلك أحد مدرسيه السابقين.
ويعرف الكثير عن زلاتان إبراهيموفيتش نجم السويد أنه ينحدر من أصول بوسنية وهو مولود لأب مسلم وأم مسيحية؛ لكن ديانته لم تتأكد بعد بشكل قاطع، مع أن سلوكياته وطريقة احتفاله بعد تسجيله للأهداف لا تشير إلى كونه مسيحيا، فضلا عن اسمه زلاتان ويعني سلطان، وتحدث مرارا عن علاقته الرائعة بأبيه المسلم؛ مما يؤكد ذلك.
|