المنتدى :
فروع الهندسة الاخرى
تطور الهندسة المدنية في مصر وسوريا والعراق
هذا الموضوع منقول عن المهندس
بدر العتيبي وهو يحكى عن
تطور الهندسة المدنية في مصر وسوريا والعراق
وهو يقول انة
كمهندس مدني ومن خلال إحتكاكي بالعمل هنا في بلدي الكويت ببعض الزملاء المهندسين العرب من حملة الشهادات الأكاديمية في تخصص الهندسة المدنية لاحظت تطوراً ملموساً في مستوى أولئك الخريجين الحاصلين على مؤهلات علمية من جامعات مصرية وسورية وعراقية والتي كثيراً ما يكون حامليها هم من أبناء هذه الدول العربية الشقيقة مما يشعرني بالفخر والإعتزاز بقدراتهم التي أخشى أن تذهب أدراج الرياح دون الإستفادة من خبراتهم العملية والعلمية بسبب إنشغال كثير منهم بتأمين لقمة عيشه والبحث عن مردود مادي أعلى وما قد يسببه ذلك من إنعاكاسات سلبية نتيجة تنقلهم من عمل إلى آخر بعيداً عن الإستقرار الوظيفي المطلوب والذي يمكن أن يكون دافعاً لإستمرار نجاحهم وإبداعهم وغيره وغيره .
كم أشعر بالإمتنان أيضاً لكوكبة أخرى من أساتذة كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت ممن كنت قد تلقيت تحصيلي العلمي والأكاديمي على أيديهم آنذاك وهم أيضاً من أولئك الذين ينتمون إلى الدول العربية الثلاث أعلاه نظراً لتفانيهم المطلق في أداء عملهم عبر توصيل المعلومة بطريقة علمية تحسب لصالحهم حيث يمكن إيعاز ذلك للمخزون العلمي الذي كانوا قد تحصلوه هم أيضاً بدورهم من جامعاتهم وعبر أساتذة أكفاء يحق لنا أن نفخر بهم جميعاً رغم مرور سنوات طويلة على رحيل كثيرٍ منهم عن عالمنا الكبير حيث تجري الأعوام بنا مسرعة إلى نهايةٍ لا يعلمها غير الله .
حاولت أبحث عن تفسيرات موضوعية عبثاً لقراءة مثل هذه الظاهرة التي تشترك بها هذه الدول العربية الثلاث فقلت ربما للأنهار دورها فمن المعروف بأن أنهار النيل والفرات ودجلة تمر بهذه الدول وما تتطلبه من إقامة للسدود والجسور وغيرها من منشآت تدخل في إختصاص الهندسة المدنية ولكن لا جدوى من طرح مثل هذه النظرة القاصرة حقاً ، كما تطرقت إلى أهمية التصنيع ودوره في الحياة الإقتصادية لهذه الدول ولكن لا جدوى أيضاً من طرحٍ عقيم كهذا ، أو ربما يكون لتدريس المناهج باللغة العربية هناك دوره وغيره من تبريرات أخرى واهية لم تكن لتشبع فضولي اللاهث وراء إجابة خافية .
أعتقد أن العمل بإخلاص وحب أبناء هذه الدول لأوطانهم هو المحرك الرئيسي في إبداعاتهم وقدرتهم على التوفيق بين العمل والعلم يوم أن كان لأمة العرب أمجادها ورجالاتها الذين لم يبخلوا بالغالي والنفيس في سبيل نصرة أمتهم ، وما حكاية كفاح المهندس المدني المصري الراحل عثمان أحمد عثمان وقصة تأسيسه لشركته المقاولون العرب عنا ببعيدة حيث فيها من الدروس والعبر الكثير والكثير مما قد يساعدنا كشباب لنحتل موقعاً رائداً بين أقراننا من البشر بكل سمو وطموح .
مع تقديري وشكري للجميع ،،
|