المنتدى :
المنتدى الاسلامي
معصية الشيطان الأولى
معصية الشيطان الأولى
ربط الله تعالى بين الكفر والكبر فى غيرآية فى القرآن الكريم، وكان التكبر أول ما شذ به الشيطان من معاصيه
قال تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) البقرة - 34
وقال تعالى (قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها) الأعراف -13
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من كبر) رواه أبو داود.
للتكبر طابع الكفر:
المتكبر والمتعالى من أسماء الله عز وجل لا صفات المخلوق الضعيف الذى لا يملك من أمر نفسه شيئا.
وفى الحديث القدسى ( الكبرياء ردائى , والعظمة إزارى, فمن نازعنى فيهما ألقيته فى النار ولا أبالى)
يتكبر بعض الناس لاعتقادهم أن لهم مزايا تجعلهم مستحقين التعالى على الناس, وقد تكون هذه الميزة حقيقية, كأن يكون صاحب علم أو مال أو نسب, فيتكبر به على الناس وقد يكون سبب التكبر كبرياء زايد وأنفة تصيب الإنسان وفى ذلك قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان, وملك كذاب,وعائل مستكبر) أى فقير متكبر.
الإعجاب بالنفس أولى الخطوات الموصلة إلى مرض التكبر فهذا المتكبر يتعالى على الناس وسوف يعاقبه الله تعالى بفعله وربما يجر التكبر الإنسان إلى الاعتقاد أن له قدرة بذاته وأن له فضلا يمتن به، فعلى المسلم أن يكون دقيقا فى محاسبة نفسه حتى لا يبقى فى قلبه مثقال ذرة من كبر وعند قراءة قصة قارون فى القرآن الكريم تمر بنا أحداث متسلسلة تبين عاقبة المتكبرين.
فضيلة التواضع :
توصل صاحبها إلى الجنة, قالى تعالى (تلك الدار الاخره نجعلها للذين لا يريدون علو فى الارض ولا فساد والعاقبه للمتقين) القصص 83
يعلم المتواضع انه مهما بلغ من حطام الدنيا فإن مبدأ ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات (13) يعينه على معالجة المشاعر التي ربما تعتري نفسه من غرور وكبر بسبب حطام الدنيا.
فهو قد يكون صاحب ثروة أو ذا منصب أو آتاه الله علماً ،إلا أنه يعلم أن هذه الأمور ليست مقاصد في حد ذاتها ،بل هي وسائل لأداء الخير ،فالمال والثروة بالنسبة إليه وسيلة لبلوغ مرضاة الله ،وأن كان صاحب سيادة في قومه سعى إلى خدمتهم والشفاعة الحسنة ،وأن كان من أهل العلم كان قائماً بالحجة على نفسه ،معّلماً غيره قال رسول الله عليه الصلاة والسلام "ما من رجل يحفظ علماً فيكتمه إلا أُتي به يوم القيامة ملجماً بلجام من نار" بل يصل الأمر إلى أن يكون التواضع في المشية قال تعالى على لسان لقمان ( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور) لقمان 18
فحتى المشية يجب أن تكون بتؤدة وهدوء وسكينة ،خالية من التكبر والتعالي وخالية من التخشع المبالغ فيه ،وهذه هي مشية المؤمنين
أسوة حسنة:
قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) الأحزاب 21.
هذا النموذج الفريد علينا أن نتخذه أسوة لنا في التواضع وبغض التكبر فكما صح في وصفه صلى الله عليه وسلم )كان يجلس على الأرض ،ويأكل على الأرض ،ويعقل الشاة ،ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير"وما يروى عنه (عليه الصلاة والسلام )أنه كان يتواضع لكل مسلم ولا يأنف ولا يتكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي حاجته"وكان من توجيهه للمسلمين قوله عليه الصلاة والسلام (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ) رواه مسلم وقوله عليه الصلاة والسلام (أنهاكم عن الشرك بالله والكبر فإن الله يحتجب عنهما)
على المسلم أن يتعهد نفسه دائماً بالحث والتدريب على فضيلة التواضع حتى يسد منافذ الكبر والتعالى إليها يمكن أن يستعين في ذلك بأمور عدة ومنها :
الإكثار من مجالسة الناس بمختلف شرائحهم ،فيستمع لرأي من هو أصغر منه، ويقبل كلام من هو أقل منه علماً، ويقبل شفاعة كلام من هو أقل منه شرفاً ومكانة ،ولا يأنف من مجالسة أقل الناس مرتبة ويؤاكلهم ويواسيهم في أحزانهم ويهنئهم في أفراحهم
|