المنتدى :
الارشيف
طريف الأخبار عن علمائنا الكبار
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا نتكلم عن السير الذاتية لبعض مشاهير العلماءونتعرف على الطريف والنادر عن أولئك الذين صنعوا لنا الإكتشافات العلمية التي لاغنى لنا عنها .أتمنى أن تستمتعوا بقراءة الطرائف وتشاركونا بمعلوماتكم حول هؤلاء العلماء.
أولا ً : أرشميدس .....( شيطان الهندسة) .
قيل عنه ( عالم يعدو عارياً .... في الشارع ) .....
ولد أرشميدس بمدينة سرقوسة ووالده هو العالم الفلكي فيدياس اليوناني . وقد تعلم في المدرسة الرياضية الشهيرة بالأسكندرية ، وكانت موطن العلم اليوناني حينئذ تعلم على يد كونون الرياضي المعروف في ذلك الوقت وكان من اتباع إقليدس .
وذات يوم أعطى الملك ( هيرو ) ملك سرقوسة صائغه كمية من الذهب ليعمل له منها تاجا وعندما تم صنع التاج بدأ الملك يشك في أن الصائغ قد سرق جزءاً من الذهب واستبدله بمقدار مساو له من الفضة وبناء على ذلك كلف عالم البلاط أرشميدس أن يكشف الستار عن تلك الخدعة إن استطاع إلى ذلك سبيلا.
وتوالت الأيام بطيئة متثاقلة دون جدوى حتى كان أرشميدس على وشك التخلي عن مهمته وجاء صباح يوم وبينما هو ينزل إلى حوض الاستحمام في الحمامات العامة في سرقوسة لاحظ أن الماء يرتفع في الحوض وعلى جوانبه يفيض ما الجديد في هذا ؟ألم يفض قبله ألف حوض وحوض ؟ لقد ألهب منظر إزاحة الماء خيال أرشميدس ومن ثم فقد نسىأنه مازال عارياً ،وقفز خارجاً من الحوض وأخذ يجري في شوارع سرقوسة مولياً وجهه شطر منزله وهويصيح يوريكا ..... يوريكا أي ( وجدتها..... وجدتها )
مالذي وجده أرشميدس إن الذي وجده كان حلاً بسيطاً للمشكله الخاصة بتاج الملك هيرو . فقرر أن يحضر كتلتين من المعدن إحدهما من الذهب والأخرى من الفضة وكل منها تساوي التاج في الوزن ثم يغمر كلاً من هذه الكتل الثلاث ( الذهب ، الفضة و التاج ) غلى التعاقب في إناء مملوء بالماء ويقيس حجم الماء المزاح في كل حالة من الحالات الثلاث
وسارع أرشميدس إلى وضع هذه الفكرة موضع الأختبار فاكتشف مالم يكن في الحسبان مالذي اكتشفه ؟ اكتشف أن كمية الماء التي أزاحها التاج كانت أكبرمن تلك الكمية التي أزاحها الذهب وأقل من كمية الماء التي ازاحتهاالفضة الخالصة ولانه كان خليطا من الأثنين .
قيل عنه ( يستحم مره واحدة في العام )
ان الاستحمام بالنسبة لأرشميدس لم يكن عملية عادية بل كان حدثاً خارقاً في حياته ..فقد كان استغراقه في تجاربه العلمية يستحوذ على كل وقته واهتمامه لدرجة أنه كما يقولون : كان خدمه يجدون صعوبة بالغة في الذهاب به رغماً عنه إلى الحمام لكي يغسلوا جسمه ويضمخوه بالعطور . وحتى عندما ينجح الخدم في اجتذابه إلى الحمام بعد محاولات مضنية فإنه كان لا يكف عن رسم جميع أنواع الأشكال الهندسية بأصابعه فوق جسده العاري .
حقاً لقد كانت الهندسة هي هواية أرشميدس الكبرى فاهمل استحمامه بل وطعامه وشرابه من أجلها .
عاشق الكره والإسطوانة .
كرس أرشميدس جهوده في شبابه للرياضيات مثل سابقه اقليدس وقد واصل دراسة الهندسة من النقطة التي وقف عندها اقليدس فأوجد نسبة محيط الدائرة إلى قطرها وابتكر خطة لعد حبيبات الرمل على شاطئ البحر .
وكتب المعادلات اللازمة لتقدير مساحات الاجسام الكروية وحجومها واكتشف العلاقة بن حجم الاسطوانة وحجم الكرة الملامسة لها من الداخل وكان في الإكتشاف الأخير من المهارة بقدر ما به من البساطه فقد صنع أرشميدس كوباً اسطوانياً بحيث كان ارتفاعه مساوياً لقطره ثم صنع كرة تدخل بسهولة وإحكام في هذا الكوب ثم ملأ الكوب بالماء وغمر الكرة في هذا الكأس وقارن بين كمية السائل المنسكب أو المزاح والكمية الأصلية للماء في الأسطوانة ، وبذلك وجد أن حجم الكرة المماسية للاسطوانة من الداخل يساوي بالضبط ثلثي حجم الاسطوانة التي تحويها وقد بلغ من حبه لهذا الأكتشاف أنه أمر بأن ينقش على شاهد قبره رسم يبين كرة داخل اسطوانة.
لا وقت للموت :
لابد من نهاية .... وحانت النهاية في عام 212 ق . م
فقد كان أرشميدس يجلس بهدوء في السوق وهو يرسم دائرة على الرمال وقد انهمك في حل مسألة رياضية عويصة وقد بلغ من استغراقه في التفكير أن انتابته الدهشة عندما راى جنديا مخمورا يندفع نحوه وسيفه في يده فبادره قائلا : لا تقتلني يا صاح حتى انتهى من حل تلك المسألة . ولكن الجندي الروماني الذي لم يعرف محدثه لم يأبه له كثيرا وما هي إلا لحظة أوتكاد حتى اخترق السيف الغاشم الجسد العالم ، وخر أرشميدس صعقاً وهو يتمتم : آه ..... لقد أخذوا جسدي ولكنني سآخذ عقلي معي .
ولما علم الرومان بمصرعه أسفوا كثيرا لذلك ودفنوه مع واجبات التكريم واإحترام ، وعلموا قبره بالرمزين اللذين أوصى بهما : الكرة والأسطوانة .
المصدر : كتاب الطرائف العلميه
|