المنتدى :
البحوث العلمية
لأول مرة ... أسماء النطاقات بالعربية في الانترنت
تبدأ اليوم عملية اختبار لأسماء النطاقات الدولية على الانترنت ب 11 لغة منها اللغة العربية. يهدف الاختبار الذي تشرف عليه "هيئة الانترنت لتحديد الأسماء والأرقام المخصصة" المعروفة ب " آيكان" (ICANN) إلى معرفة إمكانية كتابة أسم الموقع بأكمله بلغة أجنبية دون التسبب في انهيار شبكة الانترنت عالمياً. منذ انتشار الانترنت يتمكن مستخدميها من تسجيل أسماء المواقع بحروف أجنبية ولكن دائما باستعمال الخاتم الإنجليزي مثل .com أو .org أو .net وإذا نجحت عملية الاختبار سيتمكن مستخدمي الانترنت دوليا من كتابة أسماء المواقع بلغتهم الخاصة دون اللجوء إلى استعمال الحروف الأبجدية الإنجليزية بعد النقطة.
"سيكون هذا أكبر تغيير على الانترنت منذ اختراعه" هذا ما قاله بول تاومي، المدير العام لهيئة "آيكان" التي كُلفت سابقا من قبل الحكومة الأمريكية بإدارة شبكة الانترنت واختبار أسماء النطاقات بلغات غير الإنجليزية:
"حاليا تقتصر أسماء المواقع على استخدام الأحرف الرومانية من A إلى Z بعد النقطة. وسيؤهل التغيير الجديد مستخدمي اللغات الأخرى من استعمال الآلاف من الأحرف في ختام اسم النطاق". ومن المتوقع أن يساهم هذا التطور التقني في زيادة عدد مستخدمي الانترنت عالميا سيما وأن 70% من سكان العالم لا يتحدثون اللغة الإنجليزية.
تعتبر"آيكان" المؤسسة المكلفة بالإدارة الفنية لنظام أسماء المواقع عالميا وتهدف إلى المحافظة على استقرار الشبكة العالمية. تبدأ الهيئة هذا الأسبوع باختبار أسماء المواقع ب 11 لغة هي: العربية، الفارسية، الروسية، الهندية، اليونانية، الكورية، العبرية، اليابانية، التاميل، واللغة الصينية المبسطة والتقليدية. ومنذ اليوم ستبدأ عملية الاختبار بواسطة استعمال wiki page والتي تمكن مهندسي الانترنت في جميع أنحاء العالم من اختبار أسماء المواقع بلغاتهم الخاصة بواسطة استعمال موقع example.test أو مثال.اختبار باللغة العربية.
واجهت هيئة الانترنت انتقادات في السابق بسبب عجز شبكة الانترنت قبول لغات غير الإنجليزية في أسماء النطاقات وتأني الهيئة عن تطوير حلول عملية لتؤهل استخدام لغات أخرى. وقد سبب هذا في السابق شعورا بالغضب وخيبة الأمل في أوساط العالم غير المتحدث بالإنجليزية، ودفع ببعض الدول لإنشاء شبكة الانترنت وأسماء المواقع بلغتهم الخاصة كما حدث في الصين. حتى أن بعض الجهات اتهمت الهيئة المستقلة بالانحياز وفرض استعمال اللغة الإنجليزية في جميع أنحاء العالم. وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن السيد صبيح أحد مخترعي ومطوري أسماء المواقع بلغات أجنبية كان قد توجه قبل 10 سنوات لهيئة إدارة الانترنت وطلب منهم تدويل أسماء المواقع. لم يؤخذ طلبه جدياً وكانت ردة الفعل التي تلقاها أن يتعلم الجميع اللغة الإنجليزية ليتمكنوا من استخدام الشبكة كما هي الآن.
حسب تقديرات موقع إحصائيات الانترنت العالمية يقدر عدد مستخدمي الانترنت ب 1 مليار نسمة. منهم 2% في الشرق الأوسط، 37% في أسيا، و الأغلبية 47% في أوربا وأمريكا الشمالية.
وردا على هذه الاتهامات علق مايك روبرتس المدير السابق لهيئة الانترنت أن في هذا الوصف للأحداث خلطاً بالسياسة والشعور المعادي لأمريكا. واوضح أن "مهندسي شبكة الانترنت اعتقدوا أن استعمال اللغات الأجنبية من شأنه أن يزعزع استقرار الشبكة ويهدد ازدهارها المتواصل، وأن هذا هو السبب في التأني والاختبار أولاً".
من المتوقع أن يساهم التغيير الجديد بعد تطبيقه على الشبكة زيادة جذب واستخدام الانترنت في اللغات الأخرى غير الإنجليزية. مما سيساهم ايجابيا على تطوير الانترنت في البلدان العالم النامي.
يفتح هذا التطور الجديد باب التساؤلات حول الجهات التي ستتولى إدارة نظام أسماء النطاقات إذا نجح الاختبار وقررت هيئة إدارة الانترنت آيكان بالمضي قدما واستخدام اللغات الجديدة. جدير بالذكر أن الحكومة الأمريكية كانت قد تولت إدارة شبكة الانترنت منذ انتشار شبكة الانترنت وأدت الانتقادات العديدة إلى تكليف آيكان بالمهمة. و يدور النقاش الآن حول المصلحة التي ستسيطر على أسماء المواقع في كل من اللغات التي يتم اختبارها. تسيطر حاليا هيئة التسجيل الأمريكية Verisign على جميع مواقع .com والتي تقدر بنصف أسماء المواقع في جميع أنحاء العالم. فهل من الممكن أن تقوم هذه الشركة نفسها بإدارة وتسجيل مواقع اللغات الجديدة؟ أم ستطالب كل دولة بإدارة المواقع الخاصة بلغتها بكل ما يترتب عنه من الرقابة والسيطرة السياسية على الانترنت؟
|