المنتدى :
الاسرة والمجتمع
الحب الدائم والزواج الناجح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحب الدائم والزواج الناجح
(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)
صدق الله العظيم (الحشر : 9)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل تريد أن تعلم إن كان زواجك سيكون ناجحاً ومستمراً وسعيداً؟ إذا كنت تريد ذلك فاسأل نفسك هذه الأسئلة:
- هل تهتم بإسعاد الشخص الذي تحبه؟ هل تشعر برغبة في مساعدته على عمل الأشياء التي يحبها ويهتم بعملها؟ أو أنك تهتم أولاً وقبل كل شئ بسعادتك الشخصية وتنتظر منه بصفة مستمرة أن يعمل دائما على زيادة إسعادك؟
- هل تشعر بحماسة دائمة لحل خلافاتكما وقت حدوثها؟ هل تشعر باهتمام وحرص على حياتكما الزوجية أكثر من حرصك على إثبات صحة وجهة نظرك في كل خلاف يقوم بينكما؟
- هل أنت مستعد للتنازل عن شئ من كبريائك أثناء منازعاتكما في سبيل الوصول إلى التفاهم المنشود؟
- هل ترى في الخلافات التي تنشب بينكما احتمالات بناءة لدعم حياتكما الزوجية؟ (إن حبا بهذه المواصفات يختلف عن الحب الذي يتجنب فيه الإنسان حدوث أي مناقشة بأي ثمن ، أو يصر على صحة رأيه في عموم ما ينشب بينهما من منازعات. إن الحب الناضج يركز على دعم الحياة الزوجية ، أكثر مما يركز على دعم شخصية أحد الزوجين باستمرار.)
- هل تفكر بمعنى "نحن"؟ وعندما تخطط للمستقبل فهل تخطط لمستقبلكما أنتم الاثنين؟ هل ناقشتما معاً آمالكما ورغباتكما؟ هل يشعر كل منكم أنه جزء من الآخر؟ هل أنتما شخصان قادران على الحب الناضج؟
- هل تشعران أنكما شريكان في غاية مشتركة؟ هل تجد أن في هدفكما المشترك ما يشبع أحلامكما وآمالكما المتبادلة؟
- هل تشعران أن حبكما قادر على إنعاش وإثارة اهتمامكما بالقيام بالأعمال التي كنتما تشعران بقيمتها؟ وهل هناك امتداد وتطور واتساع في تلك الاهتمامات ، نشأت عن الحب الذي تكنانه؟
ليس بكاف أن تكونا رفيقين لطيفين ، بل لابد لك أن تجعل لزواجك هدفاً ومعنى ، إن أردت له الدوام. إذا كانت هي تلك الفتاه التي تحب أن تكون أماً لأطفالك ، وإذا كنت ترين في فتاكِ هذا الرجل الذي تحبين أن يكون أباً لأبنائك. إذن فإن حبك لم يعد هدفا في حد ذاته ، بل طور نفسه إلى أهداف أبعد منه ، إن الحب الدائم هو ذلك الحب الذي يهدي المحبين إلى إنجاز أعمال أكبر بكثير مما عرفاه من قبل. وبسبب حبهما المتبادل يصبح كل منهما يرى في صاحبه شخصاً أفضل ، شخصاً أسعد ، شخصاً أكثر إبداعاً.
إذن:
كيف تبقي حبك حياً؟
إن مجرد نجاح الحب في اجتياز هذه الاختبارات دون جهد واهتمام خاص ليس ضماناً لدوامه. إن الحب الثابت كالنبات الثابت ، يحتاج إلى تغذية وعناية ليبقى صحيحاً وقوياً.
ويختلف الناس حسبما نشأوا عليه ، في رغبتهم في التعبير عن حبهم ، فبعضهم يهمه دائماً أن يحصل على أدلة تؤكد له حب الشخص الآخر ، وعطفه ، وحنانه ، وبعضهم الآخر يضايقه أي شئ أكثر من التقبل الواعي لدفء العلاقة التي تربطه بشريكه ، وعلى كل زوجين أن يختارا النموذج الذي يناسبهما أكثر من غيره.
إن تبادل الهدايا ، وتذكر المناسبات الخاصة ، ونظرة الإنسان إلى شريكة كشخص مرغوب فيه كثيراً ، والنظرات التي تنم عن الحب ، والتحية الحارة والوداع الحار ، والاشتراك معاً في عمل الأشياء التي يستمتع بها كل منهما والإنصات بشغف واهتمام ، والتعبير عن عميق الاهتمام بأعمال الطرف الآخر ونشاطه ، كلها أساليب أساسية ، تؤدي إلى الإبقاء على حيوية الحب ، وعلى حب المحب.
مأخوذ عن محمود مهدي الإستانبولي من كتابه "تحفة العروس" أو "الزواج الإسلامي السعيد"
|