المنتدى :
الارشيف
عواكـــــــــــــيس ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
أكتب هذا الموضوع لأهمية معرفة أحوال عامة وخاصة
تجري بين البشر وتحتاج الى مزيد من المعالجة والفهم ، والقصد منه هو معرفة الشيء لعلاجه ، وتوضيح بعـض الأبعاد الأخرى فيه ، وليس القصد جعل الإضطراب في العقول أو النفوس ،
وبالله التوفيق .
.
.
عواكـــــــــــــيس !
إعتاد البشر أموراً نمطية ، تجري وفقَ ترتيب خاص أو نسق معين ،
ولكنهم ينصدمون من حصول عكس ماكانوا يتوقعون ! ، ثم يتحيرون
عندما يكتشفون قانوناً عكسياً عجيباً يؤثر في مجريات الأحداث ! .
لا أقصد أن كل شيء يجري في أحداث الحياة يجري وفق هذا
القانون العكسي ! ، بل القصد التلميح من جانب واضح الى وجود
شيء إسمه العكس أو النقيض .
طبعاً لكل شيء نقيض عُرف أو لم يُعرف ، ولكن هنالك من يتساءل
في عمق نفسه مثلاً :
- لماذا يميل أكثر الناس الى الشر أو شيء منه رغم ما فطرهم الله
من فطرة الخير ؟! .
- لماذا يكدّ الشخص ويتعب رجاء حصول مال محترم ولا يحصل عليه
إلا إذا عزم على تركِ ذلك ؟! .
- ولماذا يحب أكثر الناس الخداع الظاهري رغم ما كرمهم الله من
نعمة العقل والتمييز ؟! .
- ومن عنده علم صحيح عن أمر ما لاتجد في أكثر الأحيان أن
الناس يقبلون عليه كما يقبلون على المتبهرج أو المزخرف ممن
يدعيه ! ، لماذا ؟ .
وكما قال قائل : ( تجري الرياح بما لاتشتهي السفن ! ) ؛ فإن في
أمور الحياة شيئاً مثل هذا ؛ أن تشرع سفينتكَ فوق البحر تنتظر من
الرياح أن تدفعها في إتجاه ما عبر البحر ؛ ولكن تفاجأ أن هذه الريح
دفعتها في الاتجاه المعاكس ! .
ليس القصد مما ذُكر الشكوى من القدر ، فالقدر هو القدر ، إنما
القصد هو الاشارة عن تعثّر حظوظ بعض البشر الذين لم يدركوا
بعد أنهم يسيرون في خط هو في الحقيقة عكس الخط الذي
يريدونه ! ، وأنّى لهم أن يعرفوا ذلك !؟ .
وربما عرف البعض شيئاً أو سراً عن هذا القانون العكسي القدري ؛
وتصرف هو بعكس مايريد ليحصل له العكس ( أي ما أراد بأسلوب
العكس ! ) ، ولكن هذا يجعله يرى الأمور بشكل مقلوب ! ،
يالها من مفارقة !! .
وكم نتعجب إذا رأينا كرة الأرض من بعيد وهي معلقة في فراغ
الفضاء ؛ حين نفترض أن شخصاً ما واقف في أسفلها ، سنتصور بطبيعة الحال أنه يرانا بالمقلوب ! ، ولكن الحقيقة أنه يرانا كما نرى
شخصاً واقفاً على أرض مستوية ! ، آسف فقد شرحت هذا
المفهوم المعقد بأبسط تصور ممكن ! .
وكم حاولت أن أستوعب أن هنالك خيراً يخفي شراً ، وأن هنالك شراً
يخفي خيراً ! ، ولكن بدأت أستوعب ذلك عندما عرفتُ شيئاً عن
اللطف الخفي ! .
وأتعجب أكثر عندما أرى شيئين متناقضين يجتمعان معاً ، فمثلاً :
كيف يستطيع شخص أن يضحك مسروراً ويبكي حزناً في وقت
واحد ؟ ، نراه حينها عيناً تضحك وعيناً تدمع !!! .
والحياة ترينا جانباً من هذا العكس عندما يخرج الطفل الى نور
الحياة الدنيوية ! ،فهو يبكي بشدة ، وأمه تتألم ، ولكن الأم
نفسها تفرح في ألمها ، ومن يحيطون بها وبطفلها يفرحون أيضاً ! ،
بكاء وفرح ، وألم وسرور ! .
والانسان لايستطيع النوم مرتاحاً وهو معلق مقلوب مثل الوطواط
( الخفاش ) ؛ الذي ينام بشكل معلق مقلوب ! .
هنالك أمور كثيرة نتصورها ؛ ولكن حقيقتها هي عكس مانحن
نتصوره عنها ، بالإيجاب أو السلب ! ، نحن البشر والخلق في شأن
عظيم من أمر الله عز وجل وحكمته في وجوده الخلقي ! .
لايدري الانسان كل الحِكم من وجود العواكيس في القانون
الوجودي ، إن عرف شيئاً جهل آخر ، ولله في خلقه شؤن ! .
والى لقاء قريب .. أخوكم عبدالله .
ak-spl@maktoob.com
.
|