المنتدى :
الفن والطرب
ليوناردو ديكابريو ينجو من الغرق ويقذفه البحر في الرباط
حميد زيد:
ما الذي جاء يفعله ليوناردو ديكابريو في الرباط؟
تقول مصادر عليمة إنه وصل متأخرا عن موعده لدعم نبيل بنعبد الله في حملته الانتخابية في تمارة رفقة رشيد الوالي وثريا جبران وآخرين، والجميع يتذكر أن وزير الاتصال والمرشح النجم لحزب التقدم والاشتراكية اختار أن يخوض حملة متطورة وعلى الطريقة الأمريكية في المغرب، إلا أن خطته لم تنجح، وفشل فشلا ذريعا.
مصادر أخرى مطلعة رفضت الكشف عن اسمها تنفي هذا الخبر، وتؤكد أنه جاء إلى المغرب بنية التوجه إلى بنجرير، مضيفة أنه تراجع في آخر لحظة عن مساندة فؤاد عالي الهمة لاختلاف حول رمز التراكتور، حيث رفض الممثل الوسيم أن يتشبه بهذه الآلة الفلاحية الثقيلة، باعتبارها ستؤثر على نجوميته ويمكن لذلك أن يتسبب في تراجع أسهم شهرته في العالم.
بعض الألسن تلوك أخبارا لا تبدو صحيحة بالمرة، من قبيل أن ليوناردو ديكابريو أتى إلى الرباط كمراقب فني خصيصا لمشاهدة العوني وعبد الرؤوف والوقوف على مدى احترامهما للمشاهد المغربي، حيث من المرتقب أن يرسل تقريرا في نهاية شهر رمضان إلى هوليود، لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المسؤولين عن تعذيب المغاربة مدة ثلاثين يوما بالتمام والكمال، وتتداول أخبار من داخل دهاليز الأستوديوهات الأمريكية عن إمكانية فرض حصار وعقوبات تلفزيونية وسينمائية على نظام التمثيل والفكاهة المغربي الذي ينكل بالناس منذ سنوات.
وللتمويه على مهمته السرية هذه روج فريق التواصل والإعلام التابع لليوناردو ديكابريو خبرا كاذبا يقول إنه جاء لتصوير فيلم جديد للمخرج البريطاني ريدلي سكوت تدور أحداثه في الأردن، ويلعب فيه النجم الغارق في تيت****، والذي بكته حينها كل مراهقات العالم، دور صحفي يشتغل مع السي آي إيه للإيقاع بإرهابي خطير من القاعدة ينوي الإعداد لعملية خطيرة، والعمل هو اقتباس لرواية صحفي آخر يشتغل بالواشنطن بوسط، حيث عمم على وسائل الإعلام في كل أرجاء المعمور أن التصوير سيكون في الرباط أولا وورزازات في مرحلة لاحقة، لتنطلي بذلك الحيلة على الجميع، ويصدقوا هذه الخدعة، التي فطنت إليها وحدي لأني صحفي مستبصر، وذكي جدا، ولا يمكن بسهولة أن يلعب ممثل صغير بدماغي الكبير.
الرباطيات اللاتي شاهدن ليوناردو ديكابريو في مدينة الرباط، صرن هذه الأيام يخرجن متعجلات ولا يكملن شرب الحريرة، بدعوى أنها تسبب لهن مغصا في المعدة، ويتزين ويلبس أحلى ما لديهن قبل أذان المغرب، متسابقات إلى أمكنة التصوير، وأمام التنافس الكبير عليه من طرف بنات الرباط، تراجعت بعضهن بعد أن سمعن أن نجما آخر يشاركه البطولة هو الممثل الأسترالي «راسل كرو»، مبررات خيبتهن بأن «راسل» أكثر نضجا من ديكابريو، منتظرات على أحر من الجمر ظهوره فجأة بالقرب من سوق «باب الحد» أو في شارع محمد الخامس، بينما الأولاد يشعرون بالغيرة، ويتساءلون عن سر هؤلاء النجوم الذكور الذين أدمنوا على المغرب، بينما لم تفكر شارون ستون أو أنجلينا جولي ولا مرة في تصوير فيلم لهما هنا، كي يغيظ الرجال بدورهم الفتيات اللاتي دوخهن النجم الذي ظننه غادر الحياة غرقا، فوجدنه يتمشى بلحمه ودمه في الرباط. وعلى عكس الشباب الذين يركضون بحثا عن نجمهم المفضل، فإن الكبار لم يفهموا ما يقع بالضبط، حيث اتصل بالجريدة أحد سكان عمارة النخيل بشارع جعفر الصادق في أكدال، محتجا على احتلال البناية من طرف الأمريكيين دون علم القاطنين بها، ومتسائلا عن الشخص الذي منحهم الرخصة، فقد خلق هؤلاء «الغزاة»، حسبه، حالة من الفوضى وجلبوا معهم آلات كثيرة وأسلاكا كهربائية تتسلق سلالم العمارة، وأضواء معمية للأبصار، مستفسرا عن الجهة التي ستدفع فاتورة الكهرباء هذا الشهر، وهل ستخرج من جيوب السكان أم سيؤديها ديكابريو وفريقه، كما أنه عبر عن خوفه من حالة الاستنفار الأمني والتواجد المكثف للشرطة بعين المكان، فذلك يدل في نظره على وجود خطر محدق يتهددهم، وفي الوقت الذي علم فيه أن أحداث الفيلم تدور حول الإرهاب والقاعدة بلغ به الغضب مبلغا، ورفض أن تستغل عمارته في الإساءة إلى العرب والمسلمين، وأن تكون مطية للإساءة إلى القاعدة وصدام حسين، كما قال، لكن ما أزعجه أكثر هي تلك الأوراق التي مررها ديكابريو من تحت أبواب الشقق، وعليها كلمات اعتذار عن الإزعاج الذي يمكن أن يتسببوا فيه للقاطنين، «فلم يمض وقت كثير على تخلصنا من أوراق الحملة الانتخابية ليوزعوا علينا أوراق حملة صليبية»! وربما لن توافق المراهقات في الرباط هذا الرجل القومي والمتضرر، لأنهن كن سيعتبرن تلك الأوراق الصغيرة رسائل حب مشفرة موجهة لهن بالضبط من الوسيم ليوناردو ديكابريو الذي عاد إلى الحياة بعد الغرق وقذفه البحر في الرباط.
جريدة المساء المغربية.
|