لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


محاولة غير يائسة

محاولة غير يائسة من حارة لحارة ....كان وقع خطانا يدب فى رخام الصمت ، فتذوب الكائنات هربا ، وينهض البازلت متخما ، بجفون أثقلتها وطأة الركود . المخبرون خلفنا يبذلون

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-07, 07:03 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مميز


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10109
المشاركات: 1,430
الجنس ذكر
معدل التقييم: ربيع عقب الباب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربيع عقب الباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي محاولة غير يائسة

 

محاولة غير يائسة
من حارة لحارة ....كان وقع خطانا يدب فى رخام الصمت ، فتذوب الكائنات هربا ، وينهض البازلت متخما ، بجفون أثقلتها وطأة الركود . المخبرون خلفنا يبذلون أقصى ما تستطيع سيقانهم .. يتقطر على أبدانهم الغليظة عرق غزير ، بينما صدورهم كبطون البغال المجهدة ، تزفر الأنفاس في خوار مريع ، وتمخر فى ظلال الدوائر النائمة بين البيوت و أضرحة البلدة المتناسلة .[URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URL
أنفلت من خط المطاردة ؛ فأنا الوحيد في مجموعتي المختص بالمنشورات المطبوعة ، اتخذت طريقا تصاعديا ، أرقبهم منه ، وأوصل الحبل المقطوع للمحاولة ، أكمن بزوايا العطف ، بحرص وحذق انقض شاعرا بوطأة الملقى على عاتقي . شعور حاد بالوحدة ينتابني للحظة ، ويكاد يدهم روحي المحلقة ، فتهرع ذاكرتي خلف وميض خلته يخبو ، ويتهالك على أحجار مدينتنا القديمة .
إنها الفرصة الأخيرة ، والثالثة خلال شهر واحد ، بعد أن حوصرنا ؛ فالأمور تتأزم ، وقبضة البوليس تزداد ضراوة ، والرجال في المعتقل يعانون الأمرين ، دونما تحقيق . كنا على وشك الانتهاء ، ملأنا المحطة ، والمنافذ الرئيسية ، والإسفلت أيضا . أصبح للإسفلت شكل بهيج ، لأول مرة ينطق ، ويبتسم لنا ، ويصبح لوجوده معنى ..كلمات محمود المثيرة تنط من جوفه الأسود .. فجأة أحاط بنا رجال المباحث ، في الوقت الذي كانت فيه صفارة المصنع على وشك إصدار نفيرها المعهود ، آذنة لبوابتها القوية ، بضرورة إخراج ما فى جوف هذا المارد ، وتغيير نوع طعامه وشرابه ، بآخر طازج حار الدماء .. أروح مجدفا فى الظلام ، دانيا من نقطة المطاردة ، أتخير مكانا أرى من خلاله ما يحدث دون أن ترصدني العيون .
كان جمع بجرادل البوية ، وأدوات الكشط ، يحاولون محو كتابات محمود المضيئة على الإسفلت ، والجدران ، والمدخل القريب للمؤسسة ، تدفعهم همة عجيبة – ليس مبعثها سوى صوت المأمور والكرباج الذي يتنفس الصعداء لاطما الهواء من حولهم – استرعت انتباه العابرين ، فراحوا يتوقفون أمام ما بقى من نداءات وأقوال ، موزعة نظراتهم على الجميع ، ثم تتحول هياكلهم فى استفزاز مشوحين بقبضاتهم نحو الطريق ، قبل أن يسوقهم الجنود المصطفون بشكل مكثف .فجأة رأيت محمود يتدحرج على الإسفلت صارخا ، يتدحرج في قوة ، والجنود يطاردونه فى قسوة مرعبة .. ومحمود يضحك منهم منفلتا من عصيهم الباطشة ، يحاصرونه ، يضحك بملء فيه . أطبقوا عليه .. وحين أيقنت من هلاكه ، إذا به طائرا يخوض فى برك الهواء مدردبا أوراقه وكلماته حرفا .. حرفا ، وكلمة كلمة ، وعندما كان طائره يختفي ، خيم على المكان ضباب كثيف ، فتذكرت أن محمود هناك فى انتظار فتح البوابات ، وعلى اللحاق به على جناح السرعة .
ما أتوا على آخر منشور ، حتى سمعت صفارتي القطارين – المعهودين – كل من جهة ، وبمجرد أن هدءا من سرعتيهما ، تدفقت جموع العمال قافزة ، جارية متجهة فى حمية نحو الطريق المؤدية إلى المصنع .
كأم تهدهد أطفالها قبل النوم ، دقت ساعة المؤسسة .. أعقبتها صرخة الناعورة في السور ، فتدافعت جموع الموتى من الأجداث سراعا ، وبطوع أمرهم ، كانت الماكينات تعانق هياكل جديدة فى خلاياها ، انبثقت فى كياني رجفة احتوتني ، وزلزلت فرائصى ، تماسكت متئدا . راح صفير يئز فى أذني ، توجست خيفة ، متذكرا زملائى المطاردين فى أطراف البلدة ..والآخرين العاملين عبر المنافذ الأخرى ، ومحمود الذي ملأ قلبي و عقلي وسمعي بحكاياته ، وضحكاته المدوية ، وهو يتراقص أمام ماكينته كأنما يأخذ محبوبته فى صدره ، يدور بها ساقيا إياها شهد ما ينضح فيه كيانه ، يطير هائما محلقا ، فيترنح العنبر بكامله مدمدما بأغنيته الأثيرة عن بكره ، الذى سوف يأتى ، ويجتلبونه بسواعدهم كعصارة الشهد ، يستخلصونه من معاناتهم ، ثم يساقط محمود من عال صارخا بالمرض الجبان ، يتحشرج صوته ، ويغيب فى نهجان عنيف ، لكنه سرعان ما يعود واقفا ، زاعقا في رفقائه من حوله :" و لا الموت يقدر علينا .. احنا أقوى ".
رحت أختلس النظرات ، أتحين الفرصة . جنود الأمن رابضون على المنافذ الجانبية فى إهمال مصطنع . عندما اختلطت الأصوات فى أذني تحفزت ، وأخرجت كتلة الأوراق من بين ثيابي ، وعند مرور غيمة من الأنفاس و الظلال ، اندفعت بسرعة عالية فى حماية البلكونات ، والعربات النائمة فى حضن الإفريز ، اندسست بين الجموع التى ظهرت وقت اندفاعي فى الطريق العام .
تعقبني رجال الأمن بينما همهمة تعلو ، وذراعي القصيرة تلوح بالأوراق ، تلقى بها على رؤوس الأشهاد، منطلقا فى خطوط متعرجة ، محاولا قدر إمكانى التخفي ، وهم يجدون خلفى آخذين فى طريقهم الأبدان الهزيلة المنكبة على الإسفلت ، راكضين غير آبهين لشيء ، محاذرين الوقوع فى براثن العنكبوت .
طائر أنا ، محلق فى زحفي البهيج ، أسعى ما استطعت ، تتخاطفنى الأيدي ـ وأوراقي كفراشات تهوم بأجنحة مشرعة ، سكرى بدفء الكلمات ، وصوت محمود العميق يدوى فى أذنى :" يللا .. اوعى تقف .. مش هانخسر إلا الحبال اللى بتقيدنا .. يللا ".[URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URL
حطت على معصمي قبضة قاسية ، ووجدتني بين أحضان هيكل ضخم ، أحاول الفكاك مستجمعا قوتي ، أحس بضلوعي تتهشم ، تطقطق في عنف ، أزعق .. أزعق .
:" استنه .. ايه الى بترميه ده يا محمد ؟".
لم أكن ............التف العمال حولنا ، أناضل لتخليص نفسي ، وهم يتسرب داخلي ، وما زحزحت هذا الهيكل قيد أنملة ، ألتجىء بالمحيطين الذين تهامسوا متوجسين ، عندما طالعتهم ملامح هذا الكائن ، وبرغم ترددهم ارتفع صوت من بينهم :" خلاص يا إبراهيم حبك الشغل .. ما كفاية جوه ؟ ".
إبراهيم ككلب أمسك عظمة ، أحنق صدورهم ، التموا حولنا لاكمين في غيظ . دون توقف استمر الضرب من جميع الجهات ، وحين واتتني الفرصة انفلت مدركا الوردية قبل إغلاق البوابة الكبيرة .
بين العنابر ، وعبر مساحاتها العالية الصخب : طنين الماكينات .. دوى الورش . كان محمود كالعهد به ، يأخذ معشوقته العنيفة الدوران ، التى تبرك أمامه مسلمة له نفسها ، ممتدة بعشرة أرواح ، وعشر مواكيك ، كان يدور حولها معدلا سير الخيوط ، يلقمها مكوكا آخر ، ينزل الطبة ، وتعابير وجهه تنقبض ، وتنبسط ، وأنا منزو ، أتفرج ، محاولا قراءة هذه الحركات ، وهو يتقدم من الرجال بين الفينة و الفينة ، يشد على سواعدهم ، يثير فى صدورهم حمى المشاعر ، راشقا حبتى عينيه بين تلافيف الآلات و الأعمدة الخرسانية ، دائرا فى مساحته المحدودة ، يملأه شعور بالانتشاء والصرامة فى آن واحد ، وعيناى تدوران حوله ، ترصدان العيون التى شممت لنظراتها رائحة خبيثة . كان العنبر يشغى حول طائر اللقلاق ، الذي ما نفعت معه جزاءات أو استدعاءات أو ترويض .
أومأ إلى ، أدركت على الفور ما يعنى ، ترددت ، لف حول نفسه دافعا إلى إشارات ، كانت تعنى ساعة التوقف ، خرجت ، انزويت بعيدا ، أقبل بتراخ وكياسة ، وعندما أصبح فى منتصف الطريق ، اندفعت عربة محملة بكتل وسيقان من حديد التسليح بمؤخرتها ، وظلت تطارده ، ، وهو يحاورها ، تطارده ، وحين أيقنت أنها تطبق عليه ،وتدمغه بالجدار ، كان ينفلت كعصفور ، ويحلق بين الجموع التي تراصت أمام العنابر ، بينما كنت أعدو خلف العربة ، وأشتبك مع السائق ، الذي نالت منه الدهشة تماما ، حين واجهته بما كان يحاوله :" اعذرنى يابنى .. العربة مش عارف إيه جرى لها .. معاكسانى م الصبح ".

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة نوف بنت نايف ; 22-04-10 الساعة 04:29 AM
عرض البوم صور ربيع عقب الباب   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محاولة غير يائسة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:58 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية